الوقت- تشهد دورة الحياة العادية الكثير من التغييرات الطبيعية التي نلاحظها بحلول فصول السنة المختلفة، وما يرافق ذلك من تساقط لأوراق الأشجار والأمطار والثلوج وغيرها، ولكن عالمنا اليوم يشهد نوعاً آخر من التغييرات غير الطبيعية والتي يمكن وصفها بالشاذة والخطيرة، والتي لها أثر سلبي كبير على مستقبل الكوكب والحياة عليه، وفيما يلي أبرز هذه التغييرات.
جفاف البحيرات غير المنطقي:
بُحيرة Oroville في ولاية كاليفورنيا بأمريكا
تعتبر هذه البحيرة ثاني أكبر مخزن للمياه في أمريكا، ويعاني هذا المخزن الطبيعي الضخم من حالة جفاف كبيرة إمتدت طوال السنوات الستة الأخيرة. واليوم أوشك هذا المخزون الطبيعي من المياه على الجفاف التام تقريباً حتى أن المنقبين بدأو البحث عن حفريات قديمة في بعض أجزاء البحيرة بكل سهولة.
بحر آرال Aral Sea بوسط آسيا (2000-2014)
هذا البحر المعزول يعتبر بحراً داخلياً في آسيا الوسطى يحده من الجنوب أوزبكستان ومن الشمال كازاخستان، عرف أيضاً بإسم خوارزم أو البحر الأزرق. شهد هذا البحر جفافاً غير مسبوق نتيجة لإنقطاع تغذيته من نهر حُول إلى مشروع زراعي في الإتحاد السوفياتي في سيتينيات القرن الماضي. واليوم بات شبه صحراء قاحلة كبيرة بسبب أكبر تدخل مدمر للإنسان خلال القرن الماضي.
بحيرة باويل Powell Lake بولاية أريزونا (1999-2014)
شهدت هذه البحيرة إنحساراً كبيراً في مياهها كما ترون في الصور وذلك نتيجة تدخل الإنسان بإقامة مشاريع زراعية وزيادة إستهلاك المياه وغيرها من أمور.
مسألة التغييرات الطبيعية التي شهدها الكوكب لم تقتصر على جفاف المياه فقط بل تعدت ذلك إلى كوارث بيئية على صعيد ذوبان الثلوج القطبية والتغيير المناخي وأمور أخرى سنمر على بعضها:
ذوبان جبل توبوجان الجليدي بولاية ألاسكا (1909 - 2000)
مشهد الجبل الذي ترونه في الصورة كان يكسوه الثلج والجليد بشكل كامل يوماً ما، أما اليوم ونتيجة الذوبان فقد مظهره الأبيض، والأمر لا يتوقف على المظهر لأن هذه المسألة ستؤثر سلباً على التغيير المناخي وإزدياد الإحتباس الحراري.
ذوبان نهر موير الجليدي بولاية ألاسكا (1904 - 2004)
كان هذا النهر مكسوّاً بالجليد بشكل كامل خلال القرنين الماضيين، ولكنه بدءاً من عام 1892 بدأ بالإنحسار بشكل سريع جداً وها هو اليوم ممتلئ بمياه المحيط التي إحتلت مكان الجليد.
نهر كوري الجليدي (1978-2011)
هذا النهر تاريخي إذ استمر لعصور عديدة، ولكن في الـ500 سنة الماضية بدأ ينحسر بشكل كبير إلى أن وصل إلى نصف حجمه الأساسي والأسوء أنه لا يزال ينحسر إلى الآن.
الغابات أيضاً تشهد تدميراً وإنحساراً كبيراً هي الأخرى كما الجليد ومياه البحار والأنهار:
الغابات الموجودة بروندونيا بالبرازيل (1975 - 2009)
تشهد هذه الغابات الممتدة على أرض شاسعة في روندونيا البرازيلية عملية تدمير ممنهجة فقد تم قطع ما يقارب الـ 40 بالمئة من مساحاتها الخضراء قبل حلول عام 2003 وهذا التدمير مستمر إلى يومنا.
غابات مابيرا بأوغاندا (2001 - 2006)
تعاني هذه الغابات الكبيرة ذات القيمة الهائلة من حيث تنوعها البيئي إبادة تامة بسبب سعي سكان تلك المنطقة إلى تبديل أشجار الغابات بقصب السكر الذي يزرعونه ويعتاشون منه.
مدينة نيويورك ( 1911 – 2008)
الغزو الذي يستهدف البيئة لم يتقصر على العوامل الطبيعية فهجمة الإسمنت إجتاحت العالم أجمع على حساب المساحات الخضراء، ونيويورك أبرز هذه الأمثلة ويمكن ملاحظة ذلك من الصورة.
جبل ميترهون على الحدود السويسرية الإيطالية (1960 - 2005)
لطالما كان جبل ميترهون مليء بالثلوج على مدار السنة إلا أن الجفاف غيّر هذه المسألة وبات الجبل كما ترونه في الصورة، وكان لهذه المسألة نفعاً واحداً هو أنه أصبح وجهة سياحية محببة لكثيرين.
بُحيرة مار تشيكويتا في الأرجنتين ( 1998 – 2011)
حسب بعض الدراسات الأخيرة فإن بُحيرة "Mar Chiquita" ستجف نهائياً خلال السنوات القليلة القادمة تاركةً خلفها أرض مالحة كبيرة.