الوقت- نشرت صحيفة "فرانکفورتر روند شاو" الألمانية تقريرا تحت عنوان "إيران هي المنتصرة" انتقدت فيه خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تحدث فيه عن إيران والاتفاق النووي.
جاء في التقرير، أن ترامب الذي لطالما رفض الإتفاق النووي ووصفه بأحاديّ الجانب، كرّر منطقه يوم الجمعة كذلك، في وقت لا يزال المجتمع الدولي متمسكا فيه. وأضاف الكاتب: "ترامب يعلم ذلك، لكنه تأت تأثير السيطرة الإيرانية في المنطقة."
معتبرا أن ذلك ليس من تأثير البرنامج النووي فقط، بل يعود إلى فشل الدول العربية أيضا في المجالات العلمية والثقافية. وأشار إلى أن جورج بوش عندما هاجم العراق في العام 2003 كان قد أخذ قرار المواجهة مع إيران.
وتابع الكاتب: "لا يمكن للولايات المتحدة اليوم أن تخالف التواجد الإيراني الفعال في العراق، سوريا، اليمن ولبنان. فعلاقاتها مع الدولة العراقية غير جيّدة، وما تقوم به القوات السعودية في اليمن يتمّ عبر أسلحة أمريكية، وأدى إلى فاجعة لا مثيل لها. وفي سوريا تتواجد أمريكا بصورة غير مباشرة إلى جانب المجموعات الكردية والعربية، مما يجعل من إيران منتصرة في هذا المجال."
يعتقد الكاتب أن إيران استطاعت عبر الاتفاق النووي أن ترفع الحظر عنها وتزيد من تصديرها للنفط إلى الخارج، وتمكّنت من بيع المواد الخام في الأسوق العالمية. وختم تقريره معتبرا أن أوروبا والصين وروسيا لن يتخلّوا عن منافعهم، وإذا ارادت الولايات المتحدة الخروج من التوافق، تكون قد ألحقت الضّرر بنفسها، حسب رأي الكاتب.
على صعيد متصل، أشار السفير الايراني في بريطانيا وكبير اعضاء الفريق النووي الايراني المفاوض الى بعض النقاط التي تتعلق بتصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
-اعلن ترامب في كلمة مليئة بالكراهية والعنف، سياسته الجديدة تجاه ايران، المستغرب انه اعتبر بشكل غير مسبوق الشعب الايراني "شعبا ارهابيا"، واثبت عدائه لايران وتاريخها العظيم عبر تحريف اسم الخليج الفارسي هذا الموقف الذي يتعارض مع الموقف الرسمي للحكومة والجيش الامريكي، هذه المرة الاولى التي يعتبر فيها رئيس دولة ما شعباً "ارهابياً"، بدون شك ان ترامب جعل نفسه مكروهاً دائما لدى جميع الايرانيين من كل القوميات بسبب تسميته للشعب الايراني بالارهابي واستخدامه لاسم مزور للخليج الفارسي.
- يطلق ترامب هذه التصريحات المليئة بالكراهية في وقت تدنت فيه شعبيته خلال 9 اشهر فقط، وفي الحقيقة هو اضعف رؤساء الجمهورية في تاريخ امريكا، الغالبية الساحقة من الشعب ووسائل الاعلام والسياسيين ينتقدونه بشكل جدي كما ان وزير الخارجية ووزير الدفاع والكثير من اعضاء الحكومة الامريكية لايوافقون على اهم سياساته ومنها الاتفاق النووي، ان ترامب رجل معزول للغاية.
- المكانة الاقليمية لأمريكا في اضعف حالتها، فهي في جميع الجبهات تتراجع وتنسحب، ترامب لايملك الجرأة لتواجد عسكرييه في الشرق الاوسط، كما تدنى دورهم في العراق وسوريا وعلى هذا النحو سلموا المشهد الى باقي اللاعبين الرئيسيين.
- على الرغم من التصريحات الحادة لترامب ضد الاتفاق النووي، لم يتمكن من تحقيق رغبته الحقيقية التي تتمثل في تمزيق الاتفاق النووي، اذ ثبت أن اسس الاتفاق النووي متينة، وفي مواجهة لسياسته السابقة، طلب ترامب من الكونغرس تقوية الاتفاق النووي عبر الاخذ بالحسبان آراء الحلفاء!
-اظهر ترامب بشكل غير مسبوق استيائه من حرس الثورة الاسلامية الذي يعتبر من مفاخر القوات المسلحة الايرانية، هذا الغضب بسبب الهزائم المتكررة لداعش التي يتلقاها من حرس الثورة الاسلامية في المنطقة، فلايمكن ان يكون لذلك أي تفسير آخر.
هذا وأشارت رئيسة اللجنة المالية في البرلمان الفرنسي "ناتالي غولي" في تصريح لوكالة تسنيم الدولية للانباء الى أن فرنسا لن تسير في طريق تم تعبيده عبر اساءة الفهم وعدم المعرفة بما هو مهم للسلام والاستقرار الاقليمي.
وأكدت أن سياسات ترامب لن تساعد على ارساء السلام والاستقرار في المنطقة، قائلة، ان هذه السياسات غير بناءة.
ولفتت الى تصريحات ترامب، قائلة، ان تصريحاته كانت خطأ تاريخياً، ان ترامب يجعل من أمريكا عمياء وأنانية مرة اخرى.
وأوضحت ان اوباما وجون كيري كان لديهما نظرة تاريخية، ان ترامب اعمى، ويسىء الى سمعة أمريكا في العالم، انه خطأ تاريخي قام به ترامب.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطالما عُرف بمواقفه الصادمة والمشوّشة، لم يكن آخرها ما صرّح به حول استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة في التعامل مع إيران.