واكدت مصادر يمنية ارتفاع حصيلة قصف مديرية رازح في صعدة الى 16 شهيداً وعدد من الجرحى، واستشهاد عدد آخر في مدينة ذمار.
في سياق متصل قصف الطيران السعودي كلية المجتمع والمعهد التقني الصناعي في مدينة ذمار ما اسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى. كما شنت طائرات التحالف السعودي الامريكي غارات على مدرسة النور في تعز، وعاودت قصف منطقة همدان شمال غرب العاصمة صنعاء ومعلمها التاريخي الشهير دار الحجر.
من جانب آخر أفادت مصادر يمنية بفرار جماعي لعناصر الجيش السعودي من موقع الشبكة العسكري السعودي تحت ضربات قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية وأضافت المصادر أن قوات الجيش واللجان الشعبية أعطبت دبابتين تابعتين للجيش السعودي في موقع جلاح العسكري السعودي.
في غضون ذلك قالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن الجيش اليمني واللجان الشعبية استهدفوا بالصواريخ موقع التويلق السعودي في محافظة جازان الحدودية. ونقلت الوكالة عن مصادر يمنية أن القصف على مخزن التويلق أسفر عن إحراق مخزن أسلحة و4 دوريات عسكرية، مشيرة الى أن الهجوم أدى أيضاً إلى قتل وجرح عدد كبير من الجنود السعوديين. وفي عملية نوعية أخرى فجر أبناء المناطق اليمنية الحدودية برج الرديف العسكري السعودي في جيزان، وفق ما أعلنته مصادر عسكرية.
من جانب آخر قال مسؤول محلي إن قائد الميليشيات التابعة للرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي في محافظة شبوة جنوبي اليمن اللواء "ناصر الطاهري" قُتل أمس ومعه 10 من مرافقيه على يد اللجان الثورية التابعة لحركة انصار الله.
من ناحية اخرى ورداً على جرائم العدوان الذي تشنه السعودية بدعم أمريكي تظاهر مئات آلاف اليمنيين في صنعاء للمطالبة بتحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم، ومحاكمة الضالعين في هذا العدوان.
وجدد المتظاهرون في بيان تأكيدهم الرافض للعدوان وللحصار الجائر على اليمن، مؤكدين مضيهم لمواجهة العدوان بكل السبل والوسائل المتاحة. واعتبر البيان كل من يؤيد هذا العدوان مشاركاً فيه وفي جرائمه بصورة مباشرة وغير مباشرة، وطالب المجتمع الدولي بالعمل لإيقاف العدوان بصورة عاجلة وعدم الاصطفاف مع الجلاد ضد الضحية.
في هذا الصدد دان فرع الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في اليمن العدوان الذي تتعرض له البلاد من قبل السعودية وحلفائها والذي يتم فيه قتل المواطنين عامة والأطفال خاصة وقصف المنازل والمستشفيات والبنى التحتية على حدٍ سواء دون تمييز.
ودعت الحركة في بيان إلى توفير الحماية العاجلة لأبناء الشعب اليمني وعلى وجه التحديد الأطفال الذين هم أكثر عرضة لهذه الانتهاكات. وطالبت بالتدخل الفوري والعاجل من قبل المؤسسات الأممية لتوفير أقصى درجات الحماية للأطفال وبذل المزيد من الجهود للحفاظ على سلامتهم واحترام كافة المعايير الدولية والقانون الإنساني الدولي بإعتبار قتل المدنيين والأطفال جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ويحاكم مرتكبيها.
من جانبه اتهم المكتب العام للأمم المتحدة في صنعاء نظام آل سعود بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الاطفال اليمنيين. وقال "عاصم البلوندي" عضو مكتب المنظمة الدولية إن قصف طيران السعودي أدى الى مقتل المئات من الاطفال الذين كان معظمهم في المدارس أو في البيوت. وأضاف أن غارات آل سعود ما زالت مستمرة على أبناء الشعب اليمني.
وتابع البلوندي "أن مكتب الامم المتحدة أرسل جميع الوثائق التي تؤيد وقوع هذه المجازر الى سائر المنظمات الدولية، ولكن مع الاسف لم نشاهد أي تصريح من جانب المسؤولين في هذه المنظمات".
وأشار عضو مكتب الامم المتحدة الى الوثائق التي تؤكد استخدام القوات السعودية والجماعات الارهابية التابعة لها أساليب قتال عسكرية وغير متناسبة أدت إلى حالات لا تحصى من قتل الاطفال وتشويههم. وكانت مصادر طبية في محافظة صعدة اعلنت ان كثيراً من النساء الحوامل يلدن أطفالاً مشوهين، جراء استنشاق الغازات المنبعثة من صواريخ وقنابل العدوان السعودي.
على صعيد آخر استنكرت وزارة الثقافة اليمنية الصمت الدولي تجاه استهداف العدوان السعودي للآثار والمعالم الحضارية، مشيرة الى أنها لم تلق اي تجاوب على رسائل الاستغاثة، وقد دمرت الطائرات السعودية 25 معلماً أثريا بينها سد مأرب التاريخي.
وقالت الوزارة إنها أرسلت نداءات عدة لمنظمة اليونسكو لإيقاف العدوان على المعالم التاريخية في اليمن، لكن دون جدوى، إذ لم تقم المنظمة بأي دور فعلي لاتخاذ ما يتوجب عليها من مسؤولياتها حيث تنص مواثيقها على تجريم هذا النوع من الاستهداف.
ويرى متابعون أن النظام السعودي بإقدامه على استهداف معالم اليمنيين كشف عن أهدافه الحقيقية وراء حربه وعدوانه على اليمن حيث لم يكتف بتدمير بنيته التحتية وحسب، بل أيضاً حضارته وتراثه وسط صمت دولي مريب وشبه تام.
سياسياً أعلنت حركة أنصار الله على لسان رئيس اللجنة الثورية العليا محمد الحوثي موافقتها على المشاركة في محادثات جنيف لوقف العدوان على اليمن، والتي دعت الأمم المتحدة لعقدها في الـ 14 من الشهر الحالي، فيما أكد عضو المكتب السياسي للحركة ضيف الله الشامي أن الحركة ستشارك في هذه المحادثات لإدارة حوار بين اليمنيين بدون اي شروط مسبقة.