موقع الوقت التحليلي الإخباري | Alwaght Website

الوقت- تردد اسم جيبوتي بكثرة في وسائل الإعلام مؤخراً، حيث كان للحرب السعودية على اليمن الأثر البالغ في صعود اسم هذه الدولة في نشرات الأخبار اليومية، خاصة مع قرار الأمم المتحدة إحداث مركز للمساعدات الإنسانية تابع لها في جييوتي، وتحولت جيبوتي إلى مقصد للسفن والطائرات الحاملة للمساعدات للشعب اليمني.
ما هي أهمية هذه الدولة؟ وما هو دورها في الحرب السعودية على اليمن؟ ماذا عن موقف الحكومة الجيبوتية من هذه الحرب؟ هي أسئلة سنسعى للإجابة عنها في مقالنا هذا ...
أولاً: أهمية دولة جيبوتي
تقع جمهورية جيبوتي في الشمال الشرقي للقارة الإفريقية، وتحديداً على الضفة الغربية لمضيق باب المندب، ويحدها كل من الصومال، إثيوبيا وإرتريا، وتبعد سواحلها عن سواحل اليمن مسافة 20 كيلومتر، بقيت جيبوتي مستعمرة فرنسية يطلق عليها اسم "الصومال الفرنسية" حتى عام 1977 حينما نالت استقلالها وتغير اسمها إلى جمهورية جيبوتي.
تعتبر جيبوتي دولة فقيرة يعيش حوالي خُمس سكانها تحت خط الفقر، وتفتقد هذه الدولة للثروات الباطنية، ومعظم أراضيها أراض صحراوية جعلت من الزراعة فيها أمراً شبه محال. ولهذا السبب يعتمد الإقتصاد الجيبوتي بشكل أساسي على حركة السفن العابرة لمضيق باب المندب، واستضافة جيبوتي لهذه السفن وتقديم الخدمات لها، حيث أكسبت إطلالة هذه الدولة على مضيق باب المندب الإستراتيجي أهمية كبيرة جعلت منها محط أنظار الدول العظمى.
تحصل جيبوتي على بعض المساعدات المالية من كل من فرنسا وأمريكا إزاء استضافتها لقواعد عسكرية متعلقة بكلا البلدين، حيث تستضيف جيبوتي أهم قاعدة فرنسية في إفريقيا والتي تضم حوالي 2700 عسكري فرنسي، وفي عام 2002 قامت أمريكا بإنشاء قاعدة عسكرية في مدينة ليمونير الجيبوتية لتكون أول قاعدة أمريكية معلن عنها في القارة السمراء.
ثانياً: دور جيبوتي في الحرب السعودية على اليمن
يلعب الموقع الجغرافي المميز لجيبوتي على مضيق باب المندب والمسافة القريبة التي تفصلها عن الشواطئ اليمنية دوراً هاماً إزاء الوضع في اليمن، خصوصاً مع بدء العدوان السعودي على اليمن ولجوء أكثر من 10 آلاف يمني إلى الأراضي الجيبوتية، كما قامت الأمم المتحدة بإنشاء مركز لاستقبال المساعدات الدولية المخصصة للشعب اليمني في جيبوتي وذلك بعد فشل مخطط الملك السعودي سلمان في جعل السعودية مقراً لهذا المركز.
تعتبر جيبوتي دولة صغيرة وضعيفة من الناحية الاقتصادية والعسكرية، هذا الأمر انعكس سلباً على حجم الدور الذي يمكن أن تلعبه على الساحة اليمنية، إلا أن الوضع الاقتصادي المتأزم الذي تعاني منه البلاد دفع بحكامها لجعل جيبوتي دولة تابعة للدول ذات الاقتصاد القوي وعلى رأسها السعودية، حيث تجمع السعودية بجيبوتي علاقات وطيدة جعلت من السياسة الخارجية الجيبوتية شبيهة إلى حد بعيد بنظيرتها السعودية، ولذلك عندما بدأت السعودية عدوانها على اليمن سارعت جيبوتي إلى تأييد هذا العدوان وأعلنت عن فتح مجالها الجوي والبحري أمام طائرات وبوارج التحالف السعودي.
طائرات وهجمات اسرائيلية:
 يمتلك الكيان الاسرائيلي عدة سفن وطرادات وطائرات حربية من نوع F16 في جيبوتي، الأمر الذي جعل من جيبوتي أكبر مقر عسكري اسرائيلي خارج الأراضي المحتلة، ومؤخراً تحدثت الكثير من وسائل الإعلام عن مشاركة طائرات اسرائيلية في الغارات الجوية على اليمن إلى جانب طائرات التحالف السعودي، حيث أشار موقع فيترانس تودي الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية إلى إسقاط الجيش اليمني لطائرة عسكرية اسرائيلية من نوع F16 طُليت حديثاً بألوان الطائرات السعودية، وذكر الموقع أن هذا الموديل من الطائرات لم تصدره أمريكا إلى أيٍ من الدول العربية، والكيان الإسرائيلي هو الوحيد الذي يمتلك هذا الموديل من طائرات F16 الأمريكية الصنع. فيما أشار الموقع ذاته في تقرير آخر إلى تورط الكيان الإسرائيلي إلى جانب التحالف السعودي في استهداف منطقة جبل نقم اليمنية بقنبلة نيوترونية والتي تعتبر أحد أنواع القنابل الذرية المطورة. إلى ذلك أكدت صحيفة يديعونت أحرنوت العبرية خبر مشاركة الكيان الإسرائيلي في الغارات على اليمن وأضافت الصحيفة أن "خبر مشاركة اسرائيل في الحرب السعودية على اليمن هو خبر مفرح لنا."
هذه الأنباء تؤكد مشاركة قوات الكيان الإسرائيلي في الحرب السعودية على اليمن، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار استضافة جيبوتي لطائرات وقوات عسكرية اسرائيلية، فإنه ينبغي علينا أن نشعر بالقلق من الدور المرسوم لجيبوتي في هذه الحرب.
علاقات جيبوتي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظل الحرب على اليمن:
تشهد علاقات جيبوتي مع إيران توتراً ملحوظاً في ظل الضغوطات الكبيرة التي تتعرض لها حكومة هذه البلاد من الجارة السعودية، ويكفي للاستدلال على هذه الحقيقة الإشارة إلى مقابلة سفير جيبوتي في السعودية الشهر الماضي والتي أعلن خلالها رفض جيبوتي إعطاء تصريح لسفينة الإنقاذ الإيرانية "شاهد"، والتي كانت في طريقها إلى اليمن حينها، من دون موافقة السعودية. وأيضاً عدم سماح جيبوتي لطائرة مساعدات إيرانية، كانت تحمل على متنها عشرين طناً من المساعدات للشعب اليمني، بالهبوط على أراضيها، على الرغم من التنسيق المسبق الذي قام به الهلال الأحمر الإيراني مع الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي.
ولكن الحدث الأبرز الذي يشي بتفاقم هذه العلاقات هو مقابلة الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلي الأخيرة مع صحيفة الحياة السعودية، والتي وصف خلالها علاقات بلاده بالسعودية "بالحميمة والمميزة والتاريخية"، وتابع كلامه بوصف علاقة جيبوتي بإيران بالسيئة، وإدعائه أن جيبوتي تحاول أن تتجنب "شر إيران"، وتأكيده أن لا وجود لإيران على أراضي بلاده.
يُذكر أن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني قام العام الماضي بافتتاح مبنى البرلمان الجيبوتي الجديد، والذي قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ببنائه كهدية للشعب الجيبوتي.

المصادر:
موقع ويكيبيديا + موقع فيترانس تودي
يمكنكم قراءة مقالة موقع فيترانس تودي كاملة على الرابط التالي http://www.veteranstoday.com/2015/05/25/additional-confirmation-of-yemen-nuclear-attack/