الوقت- في خطوة مفاجئة أقدمت القوات الأمنية السعودية البارحة على مداهمة بيوت بعض الدعاة السعوديين واعتقالهم. وسط تعتيم إعلامي وحديث عن بداية مرحلة جديدة من المواجهة داخل البيت السعودي. هذا وتحدث المغرد الشهير على تويتر "مجتهد" عن اعتقال الأمير عبد العزيز بن فهد من داخل قصره في جدة يوم الأربعاء الماضي واقتياده إلى جهة مجهولة.
ومن أبرز الشخصيات التي اعتقلت خلال الساعات الأخيرة الداعية سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري. وهم من الدعاة المعروفين والذائعي الصيت داخل السعودية والذين تربطهم علاقات وثيقة مع أطراف من آل سعود ومنهم عبد العزيز بن فهد المقرب من التيار المتشدد في البلاد.
هذا الأمر ألهب مواقع التواصل الاجتماعي ومنها موقع تويتر حيث احتل هاشتاغ #اعتقال الشيخ سلمان العودة المرتبة الأولى سعوديا، وأتت التعليقات ساخطة على العهد السعودي الجديد الذي وصفوه بالعهد السلماني، واصفين هذا العهد بأنه الأسوأ في تاريخ السعودية ومعبرين عن غضبهم بسبب ما سموه الفشل الخارجي وحالة البطش والاعتقالات والنهب المجنون لجيوب المواطنين.
أما عن الأسباب التي أدت لاعتقال هؤلاء الدعاة ومجموعة لا تقل عن 20 آخرين أقل شهرة منهم هو التعاطف مع قطر والحديث عن ضرورة الصلح مع الدولة الجارة. حيث أن هذا الأمر مرفوض كليا من قبل محمد بن سلمان وفريقه. وتعليقا على هذا الأمر علق المغردون على تويتر قائلين أن الدعاء بصلاح ذات البين بات جريمة في السعودية.
هذا وكانت مصادر سعودية قد تحدثت في وقت سابق عن طلب من قبل الديوان الملكي من الداعيتين القرني والعودة بتبني موقف ضد قطر، ولكن الأخيرين رفضا الأمر وأصرا على موقفهما الداعي لحل الأزمة بالطرق السلمية والأخوية مما أدى بهم للاعتقال.
طبعا الأزمة مع قطر هي الدافع المباشر لاعتقال الأخيرين ولكن تؤكد مصادر داخل السعودية ومقربة من مركز القرار أن هناك نهجا جديدا بدأ يظهر في المملكة يتسم بالمواجهة السلطوية والقمعية اتجاه أي تيار فكري أو ثقافي يمكن أن يرفض توجهات بن سلمان وفريقه الانفتاحية. والأسباب وراء هذا الأمر هو وجه الاعتدال الذي يحاول بن سلمان إضفاؤه على عهده.
في خضم هذه الاعتقالات وحالة الغضب التي تظهر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي غرد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد قائلا إن بلاده تقف مع السعودية ضد من سماهم دعاة الإرهاب وأعداء الأمة ووكلاء التنظيمات وأعوان الشياطين.
إذا هي تصفية حسابات جاء وقتها بالنسبة لبن سلمان، الذي يؤكد يوم بعد آخر أنه سيذهب للنهاية في عملية انقلابه ووالده على أسس الحكم التي أرساها جده. وهي خطوات لا بد منها بالنسبة لبن سلمان قبل أن يتسلم زمام الملك على حياة والده. ولكن هل سيتمكن الأخير من ضبط حالة الغضب الشعبي المتزايدة يوما بعد آخر خاصة أن حكومته اتخذت سياسة تقشف غير مسبوقة في البلاد مما يؤثر على شرائح واسعة من الشعب، شرائح هي بمعظمها تؤيد توجهات وخطابات الدعاة المعتقلين.