الوقت- وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فلقد كشفت كلمات الأطفال الذين هربوا من وسط الأراضي التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي وبالتحديد من مدينة "الرقة"، جانباً من الفظائع والجرائم التي قام بها هذا التنظيم الإرهابي ضد هؤلاء الأطفال الأبرياء.
ومع استمرار المعارك لاستعادة مدينة الرقة من ايدي تنظيم داعش الإرهابي، فإن هنالك الكثير من الأطفال والمراهقين الذين هربوا من العنف في هذه المدينة، يتذكرون الجرائم الوحشية التي كان يقوم بها هذا التنظيم الإرهابي في شوارع هذه المدينة، كقطع الرؤوس والأيدي وصلب الجثث حتى تتعفن.
لقد واجهت الأُسر التي كانت تعيش في هذه المدينة التي مزقتها الحروب خيارين لا ثالث لهما، فأما البقاء في منازلها، تحت ظل الرعب الوحشي الذي كان يقوم به تنظيم داعش وتحت قصف قوات التحالف أو الهروب وتحمل خطر المرور من الأراضي التي كانت تحتوي على مئات الحقول من الألغام التي كان قد زرعها تنظيم داعش في وقت سابق من اجل منع الناس من الهروب.
لقد صرحت الطفلة رشيدة (13 عاما) التي هربت قبل أشهر مع عائلتها من مدينة الرقة ولجأت إلى مخيم للنازحين شمال المدينة لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" التي تقوم بتقديم الكثير من المساعدات للنازحين السوريين، قائله: "في أحد المرات، قطع الإرهابيين رؤوس أشخاص ورموا الأجساد من دون الرؤوس على الأرض. لم أستطع أن أتحمل المشهد". وأردفت قائله ايضا : "أردت أن أنام ولم أستطع لأني تذكرت ما رأيته، كنت أبقى سهرانة من الخوف".
ووفقا لتصريحات هذه الفتاة السورية الشابة : "فإن تنظيم داعش الإرهابي كان يقوم بعرض الجثث المقطوعة الرأس أمام الأطفال".
ووفقا لما كتبته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن رشيدة لم تكن تحب أن تذهب إلى المدرسة وذلك بسبب الجهود التي كان يقوم بها تنظيم داعش الارهابي لغسل أدمغة وعقول الأطفال. وأشارت إلى أنه " لم أكن أحب الذهاب إلى المدرسة وذلك لأن جميع الدروس كانت تحث على الجهاد والجنة وكانت تتحدث عن الكثير من هذه الأشياء".
وفي سياق متصل تقول فتاة أخرى تبلغ من العمر 10 سنوات وتدعى بثينة وهي أيضا من الهاربين من مدينة الرقة، أن المنزل المقابل لمنزلهم تعرض للقصف الجوي.
وأردفت بثينة قائلة بأن "داعش كانت تخيفنا عن طريق قطع رؤوس الناس أمامنا" وأضافت قائله " عندما كانت تحلق الطائرات الحربية فوقنا، كان أعضاء من تنظيم داعش الإرهابي يقومون بحرق جميع الأماكن التي ضربتها تلك الطائرات.
ومن ناحية أُخرى روت فريدة (13 عاما) التي كانت تسكن في مدينة الرقة السورية بعض الجرائم الإرهابية التي قام بها هذا التنظيم الإرهابي، حيث قالت "عندما دخل تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة الرقة للمرة الأولى، كانوا أناس طيبون ولكن بعد ذلك بدؤوا في الضرب بالسياط وقطع الأيدي والرؤوس. لقد كانت تلك الحالة مليئة بالخوف والرعب ". ووفقا لما ذكرته هذه الفتاة السورية الشابة، " فلقد كان تنظيم داعش الإرهابي يقوم بمعاقبة أي امرأة إذا خرجت بدون تغطية عينيها، بضربها بالسياط والعصي ".
وأضافت فريدة كيف أُصيب شقيقها فؤاد البالغ من العمر عامين فقط في قصف جوي، وقالت: "كنا نياماً في إحدى ليالي الصيف، وفجأة رمت طائرة عبوة ناسفة وبدأ هو بالصراخ".وتضيف: "كانت هناك شظية في رأسه"، قبل أن تخلص إلى القول: "في كل مرة يقصف الطيران، تصل الأضرار إلى كل مكان".
وحول هذا السياق حثت منظمة معنية بحماية الأطفال، إلى توفير دعم نفسي لأطفال الرقة، الذين روعهم هول ما عاينوه تحت حكم تنظيـم داعش، وأيضا خلال العملية العسكرية المتواصلة لطرد المتشددين من المدينة السورية. وقالت مسؤولة الملف السوري في منظمة "سيف ذي تشيلدرن"، سونيا خوش: "من الضروري جدا توفير الدعم النفسي للأطفال، الذي نجوا بحياتهم لمساعدتهم على التعامل مع صدمة ناتجة عما شهدوه من عنف وقسوة" في مدينة الرقة، معقل داعش في سوريا. وأضافت: "نخاطر بأن نَعرض جيلا كاملا من الأطفال لمعاناة على مدى الحياة إلا إذا توفرت حاجاتهم النفسية".