الوقت- على الرغم من رفع مستوى جهوزية الجيش الأمريكي حول العالم بسبب التوترات التي تحيط ببعض الملفات الساخنة، إلا أن الحظ ليس إلى جانب قوات البحرية الأمريكية (المارينز) خلال هذه الأسابيع. فخلال أقل من شهر سقطت طائرتين تابعتين لهذه القوات في مؤشر اعتبره البعض مريبا ويطرح تساؤلات حول حقيقة قوة المارينز والتفوق التكنولوجي الذي لطالما تغنت به أمريكا.
الطائرة الأولى سقطت في الميسيسيبي خلال تموز يوليو الماضي وراح ضحيتها 16 جندي من المارينز وهي من طراز "كي سي 130"، أما الثانية فهي مروحية من طراز "ام اف-22 اوسبري" حيث تحطمت قبالة السواحل الشمالية الشرقية لأستراليا ما أسفر عن مقتل 3 من جنود البحرية.
هاتين الحادثتين كانتا كفيلتين بإصدار قائد قوات مشاة البحرية الأمريكية الجنرال "روبرت نيلر" قرارا بتعليق عمليات الطيران لـ24 ساعة خلال الأسبوعين المقبلين وذلك لإجراء مراجعة شاملة للإجراءات وتعليمات الطيران.
هذه الخطوة الاستثنائية من قبل مشاة البحرية تؤكد حساسية الوضع، فتعطيل الطلعات الجوية لـ24 ساعة يعني تعطيل آلاف الطلعات التي تعتبر أساسية وحيوية جدا للجيش الأمريكي معلوماتيا وحربيا.
بالعودة إلى حادثة التحطم الثانية أي تحطم الطائرة المروحية "أوسبري" فقد كان لها أصداء مهمة، حيث طلبت اليابان من البحرية الأمريكية استبعادها تماما من مناورات مقرر أن تجري بين الطرفين في منطقة "هوكايدو" شمال البلاد.
هذا الطلب الياباني يؤكد المخاوف من إمكانية وقوع طائرات أمريكية جديدة فوق الأراضي اليابانية، وهذا الأمر جعل الأمريكيين يسعون لتقديم ضمانات فنية تؤكد أن هذه الطائرة لا تشكل خطرا في سعي واضح للملمة الضجة التي حصلت ومنع تفشي سمعة سيئة للطيران الأمريكي العسكري. خاصة أن هذه الطائرات لها بعدها الاقتصادي فهي واحدة من أهم السلع التي تصدرها أمريكا لحلفائها حول العالم.
طبعا من المهم جدا أن نلتفت أن هذا الطلب أتى من اليابان وكلنا يعلم من هي اليابان تكنولوجيا.
يقول البعض أن صورة التفوق الأمريكي العسكري في العالم كان وراء سقوط الطائرتين وقبلهما طائرات كثيرة أخرى. كيف؟ بسبب إحساس الغرور الذي يطبع معظم الجنود الأمريكيين إضافة إلى التركيز على التطور التقني والتكنولوجي فيما يخص سلاح الطيران والأسلحة الأخرى. هذا الأمر جعل من جنود المارينز وطياريهم يشعرون وكأنهم يلعبون في مسابقات بلاي استايشن (play station) وباتوا مستهترين بسبب الطفرة التكنولوجية التي في متناول أيديهم.
طبعا هذا الكلام لا ينفي وجود ضعف فني وتكنولوجي في هذه الطائرات العالية التقنية من جهة، ومن جهة أخرى يدحض نظرية التفوق التكنولوجي الأمريكي الذي بات تحت المجهر.
ختاما وبالعودة إلى حوادث سقوط الطائرات الأمريكية، فقد سُجل خلال السنوات العشر الماضية ما يزيد عن 100 سقوط في مختلف أنحاء العالم، بعضها خلال تدريبات وبعضها الآخر خلال عمليات حربية. إضافة إلى حالات كثيرة لسقوط طائرات أمريكية تم بيعها لجيوش حليفة حول العالم.