الوقت- أكثر من عامين على بداية العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني، عامين كانا كفيلين سعوديا بتدمير كل أشكال الحياة من بشر وحجر في الأرض اليمنية. عامين استنفذ خلالهما آل سعود كل خياراتهم وأسلحتهم التي صبت حقدها على رؤوس الأطفال والنساء والعجائز. والسبب أن الشعب اليمني لم يركع ولم يستسلم لإرادة ذلك المتعجرف الذي يريد لهم الذل والهوان.
لم يترك آل سعود وعلى رأسهم سلمان وابنه سلاحا إلا وجربوه في الميدان اليمني، حتى السلاح البيولوجي الفتاك استعمل لا لتحقيق النصر بل للإنتقام من إرادة الطفل اليمني الذي عجزت صواريخهم عن كسرها.
نعم إنه السلاح البيولوجي، والذي يُعتبر السلاح الأكثر فتكا بين مختلف الأسلحة، وهو يشمل كافة الأساليب والوسائل التي قد تُستخدم لنشر الجراثيم الخبيثة والأمراض والأوبئة المعدية والفتاكة في صفوف العدو. وهو من الأسلحة المحرمّة دوليا والتي يُمنع استخدامها وتطويرها تحت طائلة الملاحقة القانونية الدولية.
القصة طبعا هنا تختلف، فالقانون الدولي ومجلس الأمن ودول العالم المتحضر لا تقصد بهذا القانون بلدا كالسعودية، بلد يعيش في مجاهل التاريخ ورغم ذلك يستطيع ومن خلال بضع دولارات شراء ذمم العالم المتحضر.
خبر استخدام أسلحة بيولوجية كان قد ورد في أكثر من تقرير طبي لمنظمات إنسانية، وقد اعتمدت هذه المنظمات على التقارير الميدانية عن حالات الوباء التي تضرب اليمن. فمستوى المرض ومقاومته وطريقة فتكه بالشعب اليمني يشير ويؤكد أن هناك خطبا ما وراء هذه القضية. والأمر ليس مجرد مرض انتشر بسبب نقص الدواء والغذاء الذي افتعلته السعودية أيضا.
وفي تأكيد جديد على هذا الأمر نقل موقع "ليبرتي فيذر" الغربي تقريرا يشير إلى أن الكوليرا والوباء في اليمن ناجم عن هجوم أمريكي سعودي في مؤامرة مشتركة حسبما وصف الموقع.
هذا التقرير ينقل معلومات عن مسؤولين غربيين باتوا قلقين من المرحلة التي وصلت إليها الحرب في اليمن. والوضع الإنساني الذي بات لا يحتمل السكوت عنه.
أما عن الوضع في الداخل اليمني فقد أعلنت مصادر وزارة الصحة اليمنية عجزها عن مكافحة والتصدي للأمراض المعدية المتفشية ومنها وباء الكوليرا. وتشير الاحصاءات إلى تسجيل أرقام تزيد عن 600 حالة يوميا من الإصابة بالمرض في المستشفيات والمراكز الصحية اليمنية. ناهيك عن الحالات التي لا تتمكن من بلوغ المستشفيات بسبب العدوان الدائر والذي لا يميز بين مدني وعسكري.
هذا وتعاني المستشفيات اليمنية وخاصة في صنعاء من اكتظاظ كبير في عدد المرضى ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات، مما يجعل من الصعب استقبال الكثير من الحالات وحتى الحالات الحادّة.
وبالعودة إلى موقع "ليبرتي فيذر" فقد حمّل أمريكا المسؤولية المباشرة عن الهجوم البيولوجي، حيث أن السعودية لا تمتلك هذه الأسلحة والخبرات، بل إن تجربة أمريكية قد تمت تحت وطأة الحرب القائمة. وكذلك الأمر فإن أمريكا تتحمل مسؤولية مباشرة عن الدعم والمشاركة في تدمير البنية الأساسية في البلاد من ضمنها المستشفيات والمدارس ومحطات المياه. وكل ذلك حسب الموقع.
لم يكتفي هؤلاء بتجربة السلاح البيولوجي على الشعب اليمني بل مارسوا طيلة عامين سياسة الاستهداف الممنهج للمنشآت الصحية من خلال القصف الذي طاولها أكثر من مرة من جهة. ومن جهة أخرى من خلال منع إدخال المساعدات الكافية الطبية والغذائية إلى الداخل اليمني وخاصة إلى صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الجيش والحوثيون.
ختاما نخرج عن سياق موضوع مقالنا قليلا لنقول أن ما يجري في اليمن وفي سوريا وما جرى في العراق إنما مقدمات لزوال أنظمة الظلم والعدوان إلى ما لا نهاية. فالحكم الإلهي يؤكد المقولة الشهيرة "الحكم يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم" فكيف بأنظمة وحكومات قائمة على كافة أشكال الكفر والظلم والعدوان!.