الوقت- وصل وفد عماني الى مطار العاصمة اليمنية صنعاء، وزار الوفد بحسب قناة الميادين رئيس اللجنة الثورية لحركة أنصار الله محمد علي الحوثي في صنعاء. وتأتي هذه الزيارة بعد يوم من دعوة السلطان قابوس حركة أنصار الله الى زيارة عمان حيث لبت الأخيرة الدعوة، في خطوة من اجل مناقشة اخر التطورات في ما يخص مؤتمر جنيف حول اليمن.
السؤال هو كيف سمح للطائرة العمانية بالهبوط على ارض اليمن وهي الى الآن تقصف من قبل السلطات السعودية؟ والجواب بكل بساطة هو موافقة السلطات في الرياض على دخول الوساطة العمانية من أجل ايجاد حل لوقف الحرب في اليمن وإخراج الرياض من المستنقع الذي علقت فيه. الحرب السعودية التي بدأت باسم عاصفة الحزم منذ حوالي شهرين والى العملية الاخيرة باسم اعادة الأمل وبكل ما أوتيت من قوة لم تستطع والى الآن من تحقيق أهدافها. علاوة على ذلك التغيير الأخير في مجرى الحرب فقد اخذت بالايام الاخيرة منحى معاكساً، حيث نفذ الجيش اليمني وحركة أنصار الله هجمات على المناطق الحدودية السعودية وحققت بذلك تقدما على الارض، وتمكنت من السيطرة على موقع المعزاب العسكري التابع لجيزان جنوب غرب السعودية، ادت الى مقتل عدد من جنود آل سعود وأسر عدد اخر بالاضافة الى الاستيلاء على العتاد والاسلحة الموجودة بتلك المناطق. كما كان هناك هجمات على مواقع اخرى كبرج الرديف العسكري السعودي الاستراتيجي بالاضافة لقصف مقر حرس الحدود في ظهران.
هذه التغييرات الاخيرة دقت ناقوس الخطر في نعش آل سعود، فبعد ان كان مؤتمر الرياض بإملاء سعودي فقط وتصعيد من طرف واحد وعدم الاعتراف بوجود اطراف اخرى ذات ثقل على الأرض، اليوم وبهذه الدعوة تعترف الرياض بوجود حركة أنصار الله، ويجب على آل سعود الرضوخ للتفاوض معها عبر وساطة عمانية.
ومع اقتراب عقد مؤتمر جنيف في الـ28 من الشهر الجاري وجه المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين في بيان أصدره في جنيف دعوة إلى كافة الأطراف اليمنية للاستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمشاركة دون شروط مسبقة في المؤتمر . كما دعا إلى هدنة إنسانية جديدة في اليمن لتمثل خطوة في اتجاه وقف إطلاق النار بشكل دائم . ورحبت عدة أطراف يمنية، في مقدمتها المؤتمر الشعبي العام، وحركة أنصار الله، بالإضافة إلى أحزاب ومكونات سياسية أخرى، بالدعوة الأممية لعقد حوار في "جنيف" يقوم علي ايجاد حل عن طريق حوار يمني – يمني دون املاءات خارجية.
لكن على ما يبدو ان مؤتمر جنيف شكل هاجسا مخيفا للسلطات السعودية والسبب هو خروج اللعبة من سيطرتها وتدويل الازمة، مما يؤدي الى انكشاف الحقيقة من وراء حملتها العسكرية، وربما الدعوة الى محاكمتها دوليا لاستهداف مستشفيات ومدارس أودت بحياة مدنيين وأطفال ابرياء بالاضافة الى استخدامها اسلحة محظورة دوليا كالقنابل العنقودية. كان لابد علي النظام السعودي الاعتراف بالحقيقة ومعرفة حدوده جيدا ومع من أشعل هذه الحرب، لذلك سعي هذا النظام الى ايجاد مخرج من هذا المستنقع عبر ايجاد وساطة عمانية للتقرب من حركة أنصار الله.