الوقت- كتب "دوغلاس ماغريغور" العقيد المتقاعد من الجيش الأمريكي مقالا في صحيفة "ناشيونال إنترست"، كشف فيه عن ما أخبره السيناتور جون ماكين، لرئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ "رايان مكارثي"، مرشح ترامب لمنصب وكيل وزراة الدفاع، بما معناه أن الجيش الأمريكي يواجه في الوقت الراهن أزمة.
وبحسب العقيد الأمريكي المتقاعد، إن مكارثي يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لشركة "لوكهيد مارتن"، كما أنه تولى سابقا منصب مساعد وزير الدفاع الأمريكي، بوب غيتس.
وتابع العقيد "ماغريغور" في مقاله كاشفا عن حقائق صادمة: في الحقيقة، قام العديد من أعضاء مجلس الشيوخ بتسليط الضوء على عتاد الجيش الأمريكي الذي ارتفعت قيمته لتبلغ مليارات الدولارت. ويشمل هذا العتاد النظام المقاتل المستقبلي الضخم الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار وشبكة المعلومات التكتيكية الحربية، وهو برنامج اتصالات فاشل تقدر قيمته بحوالي ستة مليارات دولار.
وأَضاف العقيد الامريكي لصحيفة "ناشيونال إنترست": في المقابل، لا يحتاج الأمر إلى تفكير عميق لمعرفة الحاجة الملحة لكل من صفوف ضباط الجيش العام ومكتب أمانة الجيش إلى مؤهلات بشرية. كما لا يحتاج الجيش إلى مدير غير مؤهل لإدارة صندوق التحوط أو مهندس اجتماعي أو مسؤول آخر عن صناعة الدفاع ملتزم بالأعمال الروتينية.
وبشأن حالة الإنهيار التي يعشيها الجيش الأمريكي كشف العقيد ماغريغور: في هذا السياق، يبدو أن الجيش في طريقه إلى خسارة الكثير من الأشياء ما لم يقم الرئيس الأمريكي بتعيين وزير للدفاع مطلع وقوي، مستعد إلى محاسبة جنرالاته والمطالبة بتغيير شامل. وإن بقي الأمر على حاله، سوف يخسر الجيش المعركة الأولى من حربه القادمة. وخلال القرن الواحد والعشرين، قد لا يحصل الأمريكيون على فرصة للقيام بمعركة ثانية.
وانتقد العقيد الأمريكي المبالغ الطائلة التي يستهلكها البنتاغون قائلا: في الواقع، لا علاقة لمشاكل الجيش بالأمور المالية، حيث أن الجيش الأمريكي يتلقى مبالغ سنوية تتراوح ما بين 137 و149 مليار دولار، بفضل قانون تقويض الدفاع الوطني لسنة 2017. والجدير بالذكر أن هذه المبالغ تفوق بدرجة كبيرة ميزانية الدفاع الوطني الروسي.
وبشأن السياسات التدخلية للجيش الأمريكي بالقرب من الحدود الروسية، تابع العقيد الأمريكي في مقاله: في 18 تموز/يوليو، سيقوم اللواء 173 المحمول جوا، إلى جانب وحدات الناتو المحمولة جوا، بعملية مشتركة بهدف اقتحام قاعدة بيزمر في بلغاريا. وتهدف هذه العملية إلى استعراض عملية الإستيلاء على المجال الجوي، التي ستسمح بعد ذلك لفوج الفرسان الثاني ببناء قوة قتالية والاستعداد للعمليات التي ستليها.
عملية انتحار
واستطرد "ماغريغور" محذّراً من مغبة ماسيحصل: في الحقيقة، تعتبر هذه العملية بمثابة تدريب للقيام بعملية انتحار. وتجدر الإشارة إلى أن شركاءنا في أوروبا الشرقية والروس على علم بهذا الأمر. وتتطلب أي عملية مشتركة لدخول مسرح المعركة سيادة أمريكية على المستوى الجوي والبحري، فضلا عن تفوق شبكة معركة شاملة في المجال المستهدف.
وعن سيناريوهات ماسيحدث في حال أقدم البنتاغون على خطوته الانتحارية قال العقيد الامريكي: الجدير بالذكر أن محاولة القيام بهذا الدخول القسري ضد المجال الجوي المحمي في روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية من شأنه أن ينتهي خلال دقائق حيث ستتم إبادة للمظليين ولواء الشاحنات الخفيفة المدرعة بالكامل.
تشرّد خطير للجنود
كما تطرق العقيد الأمريكي الى السياسة القاسية للقوات الامريكية خارج البلاد، قائلا: تبعاً للكوارث المذكورة آنفا، يجب لا ننسى إضافة الإلتزام القاسي لحوالي 200 ألف، من بين 475 ألف جندي تابع للجيش النظامي، بالتدريب، والإرشاد، والحضور، والقيام ببعثات خاصة لدعم المهمات في أفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا. ولا يخفى على أحد أن عمليات "مكافحة التمرد" قد قوّضت بشكل كبير قدرة الجيش الأمريكي على خوض حرب تقليدية عالية المستوى. لكن يبقى تشتت حوالي 200 ألف جندي حول العالم يمثل أمرا أكثر خطورة مما سبقه.
وفي الختام كتب العقيد الامريكي بقلمه اللاذع محذّرا: يبدو أن العالم الذي عرفه الأمريكيون طيلة 50 سنة خلت في طريقه نحو الانهيار. علاوة على ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة تسير على خطى النموذج الكوري لحالة الطوارئ الذي تم تطبيقه منذ سنة 1950. وبالتالي، سيصدر التاريخ حكمه على إدارة ترامب من خلال اختياره لوزير الدفاع القادم.