الوقت- إنه "جيرمي كوربين" الشخصية الشعبية وزعيم حزب العمال البريطاني وصاحب المواقف المثيرة للجدل حسب الساسة البريطانيين، يتحدث عن الحكومة البريطانية ويهاجم "تريزا مي" التي تبيع السلاح لنظام هو من أشد وأظلم الأنظمة في العالم ويقصد بذلك السعودية.
هذا الزعيم الشعبي الذي خرج منتصرا من معركة الانتخابات البرلمانية البريطانية رغم خسارته في لعبة الأرقام وفي خطاب استثنائي له أمام البرلمان الإنكليزي قال: "تستمر بريطانيا ببيع السلاح للسعودية، وهي واحدة (أي السعودية) من أشد وأظلم الأنظمة في العالم التي تدعم الإرهاب ماليا وتنقض حقوق الإنسان. وعلى الرغم أن نظر القضاء هو بقانونية هذا العمل إلا أنه ومن دون شك عمل غير أخلاقي".
وفي إشارة إلى رئيسة الوزراء البريطانية "تريزا مي" أضاف كوربين: "هل ستعطي مي الجاليات الأوروبية الحقوق التي تتمتع بها الآن داخل بريطانيا، ما هو مشروعها حول هذا الأمر؟ ما كان موقفها من عضوية بريطانيا في المشروع النووي الأوروبي الموحد؟. هل ستُقدم على ما أقدمت عليه ألمانيا وتوقف البيع الغير أخلاقي للسلاح إلى السعودية؟ هل ستدعم (تريزا مي) الطلب الألماني بإنهاء القصف السعودي لليمن؟
يضيف كوربين متهكماً: "سمعنا أن رئيسة الوزراء تحدثت عن وجود محيط آمن لدعم الإرهابيين ماليا. بناء على هذا الكلام لماذا حالت الحكومة دون انتشار تقرير يتحدث عن وجود بيئة تساعد على تفشي التطرف في بريطانيا؟ متى سينتشر هذا التقرير؟ وما هي القوانين والاجراءات التي اتخذتها بريطانيا للشركات والبنوك في ضوء السعي الدولي لمواجهة القنوات المالية التي تدعم الإرهاب؟" يختم كوربين هذه الأسئلة بالقول: "الواقع اليوم أن هذا البلد (بريطانيا) بحاجة أسلوب جديد من السياسات والتعاون الدولي، وحكومة المحافظين لا يمكن لها تحقيق هذا الأمر".
يقول كوربين: "إن الاهتمام بموضوع عدم المساواة (الاقتصادية) المتوحشة في داخل البلاد مهمة جدا من أجل أمن البلد واستقرار العالم. البنك الدولي، صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية أصدرت تقريرا مشتركا في نيسان أبريل الماضي تقول فيه أن البطالة الطويلة الأمد للعمال وخسارة الموارد المالية مشكلة جدية. وتقول هذه المنظمات أن الأثر المنفي للعولمة كان سببا لردة فعل الناس برفض الأنظمة القائمة (في دول مختلفة)".
يُذكر أن كوربين من الشخصيات الداعمة لقضايا العرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومحبوبيته داخل حزب العمال تأتي من الشرائح العمالية دون القيادة السياسية لهذا الحزب، وهو من أشد المخالفين لسياسة بلاده الخارجية وللحروب التي تشارك فيها بريطانيا تحت مسميات تحالفات دولية وغيرها.