وقال ألفر خلال توقيعه أمس في مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ كتابه الجديد الذي حمل عنوان "دولة معزولة: البحث السريّ الإسرائيليّ في منطقة الشرق الأوسط" إنّ آخر رئيس وزراء في إيران قبل انتصار الثورة الإسلاميّة توجّه إلى رئيس ممثلية الموساد في طهران، إليعزر تسفرير، وقدّم له طلبًا بأنْ يقوم الجهاز الاستخباراتيّ الإسرائيليّ بتنفيذ عملية اغتيال الإمام الخميني، الذي كان آنذاك في العاصمة الفرنسيّة باريس، بعد أنْ ازدادت وتيرة المظاهرات المؤيدّة له في إيران.
وأضاف ألفر، أنّ تسفرير قام بنقل طلب رئيس الوزراء الإيرانيّ إلى رئيس جهاز الموساد في ذلك الحين، الجنرال المُتقاعد يتسحاق حوفي، الذي قام بدوره بعقد اجتماع سريّ شارك فيه كبار قادة الموساد الإسرائيليّ. وأضاف ألفر، الذي كان مُشاركًا في الجلسة عينها، أنّ رئيس الموساد أبلغ الحضور في الجلسة السريّة بأنّه مبدئيًا يُعارض تنفيذ الموساد عملية الاغتيال، أمّا ألفر عينه فقال للمُشاركين إنّه يجد صعوبة في المُصادقة على الطلب الإيرانيّ، ولكنّه اليوم، تابع قائلاً، ما زال نادمًا على عدم موافقته على مخطط اغتيال الإمام الخميني، على حدّ تعبيره.
بدورها قالت صحيفة يديعوت احرنوت العبرية في عددها الصادر اليوم، إنّ العلاقات الاستخباراتية بين دولة الكيان الإسرائيلي وبين إيران في زمن اخر ملوك ايران الشاه محمد رضا بهلوي كانت وثيقة ووطيدة وحميميّة للغاية، وشملت العلاقة انذاك تعاونًا وتنسيقًا على أعلى المستويات.
وفي هذا السياق، نقل مُحلل الشؤون الأمنيّة في الصحيفة، رونين بيرغمان، عن مصادر أمنيّة وسياسيّة رفيعة المستوى في تل أبيب قولها إنّ إيران في عهد الشاه كانت من أكثر الدول التي اشترت الأسلحة من الكيان الإسرائيلي، الأمر الذي عاد بالأرباح الطائلة على خزينة الدولة العبريّة، وعلى هذه الخلفيّة، أضافت المصادر عينها، فإنّ طلب رئيس الوزراء الإيرانيّ باغتيال الإمام الخميني قوبلت بجديّة بالغةٍ، حسبما ذكرت. وعن حلفاء في إيران بعهد الشاه، هناك كتاب جديد للمحلّل الموسادي، يوسي ألفر، بعنوان “عقيدة الأطراف” وهو يتحدّث عن سياسة دعم الأقليات أوْ جيران العرب بهدف محاصرة وزعزعة أركان أعداء الكيان الإسرائيلي، خصوصًا في الحقبة الناصريّة. وهو يعدّد بعض أركان الأطراف الذين تحالفوا مع الكيان الإسرائيلي: تركيّا، وإيران الشاه، وإثيوبيا، والسودان والمغرب واليونان والموارنة في لبنان والكرد في العراق وجنوب السودان والأمازيغ.
يشار الى أن الجمهورية الاسلامية الايرانية وابان انتصار الثورة الاسلامية فيها قبل ستة وثلاثين عاماً بقيادة الامام الخميني قطعت جميع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي وطردت سفارته في طهران التي تحولت لاحقاً الى سفارة دولة فلسطين.
حيث تظهر للمتابع العربي اليوم اختلاف السياسة الخارجية بين ايران قبيل الثورة وما بعدها فبينما أقام شاه إيران الأخير رضا بهلوي علاقات إستراتيجية مع دول قوية ولكنها بعيدة، مثل امريكا والكيان الإسرائيلي، سعت الجمهورية الإسلامية نحو الخيار الاسلامي والعربي الذي يتبنى موقفاً مؤيداً لحقوق الجيران العرب والعلاقة الطيبة على اساس حسن الجوار والاخاء الاسلامي، اضف الى ذلك الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني ومد الفصائل المقاومة على اختلاف تنوعاتها وانتماءاتها بالمال والسلاح اللازم في حربها ضد الكيان الإسرائيلي.