الوقت- تناولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في مقال للكاتب "إيشان ثارور" الأحداث الإرهابية التي ضربت العاصمة الإيرانية طهران منذ يومين مبينة أن هذه الأحداث الإرهابية كشفت نفاق ترامب في المنطقة.
حيث قال الكاتب: هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن يضرب فيها الإرهاب العاصمة الإيرانية طهران من قبل المسلحين حيث قال توماس إردبرينك، مراسل صحيفة نيويورك تايمز في طهران: إن الهجوم بدأ حوالي الساعة 10:30 صباحاً، عندما كان الرجال يحملون بنادق وأحزمة ناسفة - بعضهم يرتدي زي النساء - بالهجوم على مبنى البرلمان، ما أسفر عن مقتل أحد الحراس وجرح واختطاف أشخاص آخرين، واستمرت هذه المواجهة حتى وضح النهار "، حيث إن المهاجمين الخمسة قتلوا، وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي هذا الهجوم من خلال قنواته عبر الإنترنت، حيث نشر فيديو يظهر مشهداً دموياً من البرلمان الإيراني.
تابعت الصحيفة الأمريكية: وفي أعقاب الهجوم على طهران، تدفقت الإدانات والتعازي من مختلف أنحاء العالم، حيث أعربت مبعوثة الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، عن تعاطفها مع الضحايا وقالت: "من الواضح أنه يوم حزين جداً حيث يوجد هناك هجوم إرهابي في مكان من هذا العالم، واتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الإيراني حسن روحاني، وناقشا على ما يبدو توسيع "التعاون في مكافحة الإرهاب"، وأدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "هذه الجرائم"، وأظهر استعداده لاتخاذ المزيد من الإجراءات المشتركة" بين روسيا وإيران.
وحول الموقف الأمريكي قالت الصحيفة الأمريكية: إن البيت الأبيض كان سريعاً عادة في التعليق على الهجمات الإسلامية ذات الصلة بتنظيم "داعش الإرهابي في أماكن أخرى، سواء أكانت في باريس، لندن، مانشستر أم حتى في الفلبين، ولكن لعدة ساعات بعد الهجوم الإرهابي يوم الأربعاء، كان ترامب هادئاً بشكل واضح، حيث أصدرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إدانة شكلية، مؤكدة أن " الإرهاب لا مكان له في العالم المتحضر السلمي"، و أخيراً تجاوز ترامب في نهاية المطاف صمته، وقال: "إننا نحزن ونصلي من أجل الضحايا الأبرياء في الهجمات الإرهابية في إيران، ونصلي للشعب الإيراني، الذين يمر بمثل هذه الأوقات الصعبة،" حيث بدأ ترامب هذا البيان، قبل أن يختتمه بانتقاد مذهل لطهران. "
وتابعت الصحيفة: إن تصريحات ترامب مبتذلة ولا تصب في سياق الأحداث وهي محاولة لتسجيل نقاط سياسية والتباكي على فقدان الأرواح البريئة، على عكس إدانات المسؤولين الإيرانيين بعد الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة، مثل مذبحة العام الماضي في ملهى ليلي في أورلاندو، حيث لم يشر المسؤولون الإيرانيون إلى الشيطان الأكبر وبعد هجمات سبتمبر في 2001، عقد الإيرانيون وقفات احتجاجية على ضوء الشموع.
واستطردت الصحيفة: إن الأحداث الإرهابية التي شهدتها العاصمة الإيرانية طهران هي على عكس جدول أعمال وتصريحات أعداء إيران في المنطقة - السعودية وإسرائيل، حيث يرى قادة هذين البلدين أن إيران تشكل تهديداً وجودياً لهم، وهي لاعب أساسي في زعزعة الاستقرار، لكن وفي واقع الأمر فإن الاستقرار في المنطقة يتعرض للزعزعة بسبب الحركات الأصولية المدعومة من السعودية في العالم الإسلامي، وبالرغم من هذا كله وبعد ساعات من الهجوم، صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة لدفع مشروع قانون من شأنه فرض عقوبات جديدة على إيران، بينما حث عدد قليل من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطي تأجيل الدعوى، نظراً للتوقيت ولكن رفض طلبهم.
واختتمت الصحيفة الأمريكية: وفي الوقت نفسه، أشار الحرس الثوري الإيراني بأصابع الاتهام إلى واشنطن والرياض، حيث قال: "إن الرأي العام في العالم، وخاصة إيران، يعترف بهذا الهجوم الإرهابي - الذي وقع بعد أسبوع من اجتماع مشترك لرئيس الولايات المتحدة ورئيس واحدة من الحكومات المتخلفة في المنطقة، والتي تدعم باستمرار الإرهابيين الأصوليين" وعلقت الصحيفة على هذا البيان بالقول: ونظراً للأزمة المتصاعدة بالفعل بين المملكات العربية المتناحرة في الخليج الفارسي، وكما يبدو أن العديد من خطوط الصدع في المنطقة تتعمق في الأشهر الأولى من رئاسة ترامب، حيث أصدر المجلس الوطني الإيراني الأمريكي -وهي منظمة مقرها واشنطن تسعى للتقارب بين إيران والولايات المتحدة- رد فعل غاضب على بيان البيت الأبيض.