الوقت- شهدت العلاقات الخليجية - الخليجة في الآونة الأخيرة توتراً ملحوظاً بلغ ذروته بقطع العلاقات الدبلوماسية وإقفال الحدود البرية والبحرية والجوية ورفع سقف التوتر الإعلامي إلى مستوى إعلان حرب على دولة قطر، فما هي الأسباب التي دفعت السعودية ومعها الإمارات وبعض الدول الأخرى للخوض في ما أقدمت عليه ضد قطر ..؟وما هي تداعيات هذه الأزمة على المنطقة..؟
حول هذه الأزمة وتداعيتها أجرى موقع الوقت التحليلي الإخباري لقاءً صحفياً مع كلٍ من مدير مركز الدراسات الاجتماعية والتربوية في بيروت الدكتور طلال عتريسي والإعلامي المعروف ابراهيم عوض.
وبخصوص الرابط الزمني بين زيارة ترامب للشرق الأوسط وتأزم العلاقات الخليجية قال عتريسي: إنه وبكل تأكيد هناك رابط، لأن التصعيد ضد قطر بدأ مباشرة بعد زيارة ترامب، أي إن هناك مبررات وحجج استخدمت من أجل هذا التصعيد وهي اتهام قطر بدعم مجموعات إرهابية موجودة في المنطقة في سوريا والعراق وغيرها وهذه هي الحجة الظاهرية التي قيلت للتصعيد، ففي الحقيقة المسألة هي أبعد من ذلك فهناك توافق بين الرئيس الأمريكي والملك سلمان على دعم ولي العهد لوصوله إلى السلطة، ويبدو أن قطر تخالف المملكة في توجهاتها، وهي ضد التصعيد السعودي في المنطقة، وضد التصعيد السعودي مع إيران، وضد موضوع التصعيد السعودي في موضوع السنة والشيعة وغير ذلك، وبالتالي هي تخالف توجهات ولي ولي العهد وربما يكون هذا هو السبب لهذا الهجوم على قطر ويبدو أن الرئيس الأمريكي اتفق مع محمد بن سلمان على هذا الموضوع.
أما عوض فقد قال: كان لزيارة ترامب عامل كبير في زيادة توتر العلاقات القطرية السعودية، فالرئيس ترامب بزيارته الأخيرة كان يبحث موضوع داعمي الإرهاب وهنا تطرق الحديث مع ترامب إلى أن قطر تدعم الإرهاب وهذا الكلام يبدو أنه وصل إلى أسماع القطريين وجرى عتاب كبير بين قطر والسعودية بشكل خاص، ثم جاءت قضية الاتصالات والمواقع وانتقادات منسوبة لأمير قطر للسعودية أي إن مسألة الخلاف هي مسألة تصاعدية وهذا كله تزامناً مع وصول ترامب إلى الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بأن الصراع السعودي – القطري هل هو صراع لزعامة العالم السني، قال العتريسي: ربما تكون طموحات السعودية أكبر من طموحات قطر، وربما تريد قطر أن تحتفط لنفسها بمكان في موازين القوى ولا تريد أن تبتلعها السعودية، فالسعودية لا تقبل بأي شرط معارض من أجل التعاون الخليجي ولا تقبل بأي دولة تنافسها في مجلس التعاون، لكن في العالم السني لا تستطيع السعودية أن تلغي كل الأصوات أي إنها لا تستطيع أن تلغي دور تركيا على سبيل المثال، ولا تستطيع إلغاء أدوار دول كبيرة أخرى مثل باكستان، لهذا فإن السبب برأيي أن الصراع الأساسي هو على وراثة العرش السعودي، حيث تسعى السعودية إلى زعامة العالم السني هذه هي المرحلة الخطيرة بالنسبة إلى المملكة، وولي العهد لا يريد أن يعرقل عليه أحد هذا المشروع أي إن الصفقة الأخيرة مع الأمريكيين، ودفع كل هذه المليارات هي دعم لمحمد بن سلمان لاستلام الخلافة السعودية.
أما عوض فقد قال: لا يخفى أن السعودية كانت تسعى لرفع راية العمل السياسي في التيار السني أي إنها راعية للتيار السني في المنطقة، وتدعي أنها تعالج الأزمات هنا وهناك في المنطقة، هذا كان الدور السعودي في ظل الملك فهد ومن بعده الملك عبد الله، وهنا تجدر الإشارة إلى ما كان يسمى بالمثلث العربي وهو مصر والسعودية وسوريا، حيث كان هذا المثلث بمثابة مثال من الطراز الأول، وساعد هذا المثلث حينها بحل الكثير من الأزمات التي شهدتها المنطقة العربية، وهذا الدور أخذ بالتراجع لتأتي قطر وتلعب هذا الدور، فقطر تقدمت في المسرح العربي بشكل كبير وهذا الأمر لا يروق للسعوديين أي إن هناك صراعاً على من يقود النجم الأول في المسرح العربي .
وفي الختام حول تاريخ الصراع السعودي – القطري قال العتريسي: الخلاف السعودي القطري هو خلاف قديم له جذور قديمة خصوصاً عندما بدأت قطر مع قناة الجزيرة باستضافة المعارضين السعوديين وتستضيف آراء مخالفة لسياسة المملكة فنذكر أنه وفي عام 2014 تم سحب السفراء بين الإمارات والسعودية من جهة وقطر من جهة أخرى، إذاً الخلاف قديم وكبر هذا الخلاف مع الأزمة في سوريا والأزمة في اليمن وبعد ما سمي بالثورات العربية، ولكن هذا الخلاف يتجدد بسبب استلام الملك سلمان السلطة، إذاً له جذور قديمة وهو يتجدد اليوم.
أما عوض فقد قال مستهزئاً: يوجد هناك هبات باردة وهبات ساخنة في العلاقات القطرية والسعودية، وهي ليست وليدة الساعة فإن سألنا غوغل عن العلاقات القطرية السعودية سنرى كم مرة تعرضت هذه العلاقات إلى خبطات وإلى تدهور كبير.