الوقت- بينما كانت الدول الخليجيّة منشغلة بالخلاف القائم مع قطر إثر زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعوديّة، كشفت التسريبات الإلكترونية المقرصنة من حساب السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، أبعاد وخفايا الدور الإماراتي في المنطقة، وتحديداً الدول الخليجية.
مواقع إلكتروينة أمريكية تبدأ بنشر مضمون بعض الرسائل الإلكترونية، وتظهر الرسائل المنشورة علاقات الإمارات بالكيان الإسرائيلي ومجموعات إسرائيلية في واشنطن، كما تتضمن نقاشات حول خطوات محتملة بين أمريكا والإمارات للتأثير على الداخل الإيراني، إضافةً إلى خفايا الدور الإماراتي تجاه الدول الخليجية.
اجتماع إماراتي أمريكي لتقييم دور السعودية
بريد السفير المخترق تضمّن رسائل عن جدول أعمال مفصل لاجتماع مرتقب الشهر الجاري بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية وبين مديري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الموالية لإسرائيل، يتضمن تقييما مشتركا للتغيرات التي حدثت في القيادة السعودية.
ويشمل التقييم وفق ما ورد جدول الأعمال المسرب إجراء تقييم مشترك للتغييرات في القيادة السعودية، ووضع خطة لدعم استقرار السعودية وإنجاح التوجهات الجديدة هناك.
كما تضمن جدول الأعمال تقييم السياسات الداخلية السعودية بما فيها رؤية 2030، والسياسات الخارجية والتحديات الداخلية للسعودية، ودور المملكة في إزالة الشرعية عن الجهاد في العالم.
ويشير جدول الأعمال المتعلق بملف السعودية إلى محاولة إماراتية بالرغبة في أن تكون اليد اليمنى لأمريكا في المنطقة بدل السعودية.
وفي سياق متصل، ذكرت إحدى الرسائل التي نشرها موقع إنترسبت الإلكتروني المتخصص بالصحافة الاستقصائية أن العتيبة قال إن الربيع العربي ساهم في نشر التطرف على حساب الاعتدال والتسامح، ووصف الإمارات والأردن بأنهما آخر "الرجال الصامدين في معسكر الاعتدال".
قطر فلتذق الحجيم..والكويت تموّل الإرهاب
على صعيد متّصل، أظهرت التسريبات البريد عن جهد منسق لتشويه قطر وتحجيم دورها الإقليمي والتحريض على استهدافها أمنيا وسياسيا واتهامها إلى جانب الكويت بتمويل العمل الإرهابي.
وجاء في رسالة واردة للسفير أن ممولي الإرهاب يعملون بشكل علني في قطر والكويت.
وورد في الرسائل المسربة جدول أعمال اجتماع ضد قطر كان من المفترض انعقاده هذا الشهر بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية، على رأسهم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبين مديري بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
ويشمل جدول الأعمال محادثات تتناول ملفات عدة، أبرزها دور الدوحة في المنطقة ووضع سياسات إماراتية أمريكية لتحييد هذا الدور من خلال تقليص اعتماد الولايات المتحدة على قاعدة العديد الأمريكية في قطر وفرض عقوبات أمنية واقتصادية وسياسية عليها.
كما تتناول المحادثات ما يصفونه بدور قناة الجزيرة كأداة لزعزعة الاستقرار في المنطقة بحسب هذه التسريبات.
وكشفت التسريبات عن تحريض الشيخ محمد بن زايد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق على قطر بقوله "أذقهم الجحيم غدا".
السفير نسق جهوده مع اللوبي الإسرائيلي
وتتضمن الأجندة بنوداً تخص إيران منها "نقاشات مشتركة لخطوات محتملة بين أمريكا والإمارات للتأثير في الأوضاع الداخلية الإيرانية، "بتسخير السبل السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخباراتية وأدوات القرصنة الالكترونية".
السفير الإماراتي نسق جهوده مع اللوبي الإسرائيلي ضد إيران ومن أبرزها مراكز الأبحاث المقربة لإسرائيل؛ مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية.
رسالة بريدية أخرى مؤرخة في العاشر من آذار/مارس الماضي من بريد مدير صندوق الدفاع عن الديمقراطيات، مارك دوبودز، مرسلة إلى السفير الإماراتي العتيبة ونسخة منها إلى نائب مستشار الأمن القومي الأسبق جون هانا، عنوانها: قائمة بأهداف الشركات التي تستثمر في إيران والإمارات والسعودية، وأوضحت الرسالة أن القائمة "أعدت لوضع تلك الشركات أمام خيار، كما تحدثنا".
وتتضمن القائمة الطويلة عدداً من الشركات والمؤسسات العالمية من بينها شركة ايرباص الفرنسية وشركة لوك اويل الروسية.
هدايا قيمة من السفير للصحفييين في واشنطن
وقال موقع "انترسبت" إن السفير الإماراتي أغدق هدايا ثمينة لعدد من الصحافيين الرئيسيين في واشنطن في أعياد الميلاد منها أجهزة إلكترونية "آي باد".
وأضاف الموقع إن القراصنة الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "غلوباليكس" سعوا للتمويه على نشاطاتهم باستخدام حساب بريد الكتروني في روسيا لتوريطها ربما، وربطوا الحساب بموقع إلكتروني هو DCLeaks وهو سبق أن أطلق رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بقرصنة اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي العام الماضي.
وقالت مصادر استخبارات للموقع إن DCLeaks هو موقع إلكتروني تديره روسيا، وهو ما يعني أن "قراصنة العتيبة" إما مرتبطون بروسيا أو يحاولون إعطاء الانطباع بأنهم كذلك.
وكشف الموقع أن عينة من هذه الرسائل التي حصل عليها قد أرسلها إلى مواقع عدة، ووعدوا بأن يكشفوا المزيد من هذه الرسائل الإلكترونية قريباً.
وتُعرف مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بولائها المطلق لإسرائيل وبتوجهاتها اليمينية المتشددة إزاء الإسلام.
وقد أظهرت التسريبات تبادل رسائل كثيرة بين السفير الإماراتي وجون هانا نائب مستشار الأمن القوميلديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي والمحسوب على الصقور المتشددين ضد الاسلام.