الوقت- في مشهدٍ لا يعكس سوى التحدي والاستفزاز للعرب والمسلمين، عقدت حكومة العدو برئاسة بنيامين نتنياهو جلسة خاصة لها داخل أنفاق حائط البراق في القدس بمناسبة الذكرى الخمسين لاحتلالها المدينة. وقال نتنياهو في الجلسة إن "حكومته ستصدق على قرارات لتعزيز مكانة القدس؛ من بينها زيادة مخصصات تطوير المدينة".
وصرح انهم اتخذوا سلسلة قرارات لما يسمى تعزيز القدس، لوصول اليهود إليها ولحائط البراق بسهولة، ومن بين المشاريع الصهيونية التي أقرها الاحتلال، مشروع سياحي ومصعد وممرات لتسهيل وصول اليهود لحائط البراق وحوض البلدة القديمة.
هذه الجلسة التي عقدت بمناسبة ما يسمى "توحيد القدس" تأتي ضمن الخطوات التهويدية التي يتبعها الاحتلال لفرض سيطرته على القدس، وتهويد المقدسات الإسلامية. واللافت انها جاءت بعد تظاهرات في تل ابيب شارك فيها عشرات الآلاف من نشطاء اليسار "الإسرائيلي" تحت شعار "دولتان وأمل واحد"، ورفعوا شعارات تدعو إلى حل الدولتين والسلام مع الفلسطينيين منها: "دولتان"، "اليمين خطر على إسرائيل"، "الحكومة هي التي تحرض". مما رآه البعض رفضا لحل الدولتين ورداً واضحاً واستباقياً على أية إمكانية مستقبلية للبدء بمفاوضات جدية.
ردود أفعال فلسطينية
لاقى الاستفزاز الصهيوني ردود افعال عديدة في الداخل الفلسطيني، فمن جهتها اعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية عقد حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي في محيط حائط البراق، واتخاذها سلسلة من القرارات لتهويد والقدس والبلدة القديمة، من خلال المصادقة على عدد من المشاريع التهويدية والإجراءات المنافية للقانون الدولي، محاولة للالتفاف على الشرعية والقرارات الدولية، وبشكل خاص قرارات اليونسكو الأخيرة بوضع القدس المحتلة، وهي مؤشر خطير على نهج حكومة الاحتلال.
ودعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس إلى التحرك الفوري والعاجل، ودعوة مجلس الأمن للانعقاد وبحث ما تنوي حكومة الاحتلال تنفيذه في مدينة القدس، واتخاذ قرارات واضحة بهذا الخصوص وممارسة الضغط الفعلي على الحكومة "الإسرائيلية".
واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات جميع هذه الإجراءات باطلة وتنتهك قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بوضع القدس. وقال: "قررت حكومة الاحتلال مع بداية شهر رمضان المبارك وبالتزامن مع إحياء شعبنا للذكرى الخمسين للاحتلال العسكري لفلسطين إيصال رسالة إلى الشعب الفلسطيني وإلى المجتمع الدولي بمواصلة انتهاكها للقانون الدولي، وأنها على ثقة مطلقة أنها لن تدفع ثمنا لتنكرها للشرعية الدولية".وأضاف، "للأسف شجعت بعض الدول إسرائيل على ثقافة الإفلات من العقاب بدلا من إلزامها بالقانون والأعراف الدولية". وطالب كبير المفاوضين الفلسطينيين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بردع السلطات "الإسرائيلية" وسلوكها الاستفزازي، واحترام الوضع القائم في القدس والأماكن المقدسة، وتحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات العملية الرادعة.
المتحدث باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع، وصف الخطوة بـ"التصعيد الخطير". وأكد أن مصادقة على هذه المشاريع التهويدية استفزازٌ لمشاعر المسلمين، وهو نتاج لزيارة ترامب التي وفرت الضوء الأخضر لاستمرار الجرائم الصهيونية". ودعا القانوع في تصريح صحفي الحكومات العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذا التصعيد، معتبرًا أن أي عودة من السلطة للمفاوضات هو "جريمة كبيرة".
ترامب أعطى الضوء الأخضر
واعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، أن الهدف من اجتماع حكومة نتنياهو في ساحة حائط البراق تكريسُ ضمّ القدس وتهويدها، وتأكيد إقدامها على ضمها ومنع قيام دولة فلسطينية وأن تكون القدس عاصمة لها. ووصف، في تصريحات تلفزيوينة، هذه الخطوة بأنها في غاية الخطورة ويجب أن تُعامل بما تستحقه من خطورة، لافتًا إلى أن "إسرائيل لم تكن لتجرؤ على القيام بهذه الخطوة الوقحة لولا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبقها إلى زيارة منطقة حائط البراق وتحدث عن الروابط التاريخية لليهود بالقدس، ولم يذكر في حديثه الفلسطينيين ولا الاحتلال ولا الاستيطان أو حلّ الدولتين".
في ظل هذا التمادي الصهيوني يتساءل ناشطون عن موقف المجتمع الدولي والدول العربية ايضا واذا كانوا سيحرّكون ساكنا تجاه ما يحصل، ويجيبه آخرون أن العرب لا يسعون ولا بأي وسيلة لتحرير المسجد الأقصى وحائط البُراق والبلدة القديمه من يهودٍ يتماهون بالتحدي ويستخدمون أحقر الوسائل لكيد المسلمين وبشهر رمضان ايضا. ويطرحون سؤالاً مفاده: "لو اتضح ان هيكل سليمان موجود في اليمن مثلاً، هل يعني ذلك اننا سنشهد إسرائيل اخرى؟ ام ان هذا لايهم والمهم هو ان يكون هيكل سليمان تحت المسجد الاقصى!؟