الوقت- يعتبر الضحك من أفضل علاجات بعض الحالات النفسيَّة كـ "الاضطرابات والتوتر والقلق"، ولا يؤثر الضحك على هذه الحالات فقط، بل يؤثر على وظائف الجسم الداخليَّة كـ الإجهاد، وحالات الصداع وآلام الظهر، وسوء الهضم، واضطراب ضربات القلب، فهو بديل ناجح لبعض العلاجات المهدِّئة والمريحة.
وفي هذا الإطار، أكدت دراسة أمريكية حديثة ومهمة صدرت من جامعة بالتيمور الأمريكية، إلى أنَّ دقيقة واحدة من الضحك تعادل فوائد ثلاثة أرباع الساعة من الاسترخاء والراحة، حيث يرفع معدل الاندورفين، ويزود الجسم بالأوكسجين الذي يؤثر على صحة جهاز القلب، كما تفعل ممارسة الرياضة تماماً.
وأشار الأطباء إلى أن النتائج تشير إلى ان الضحك والإحساس بالفرح يقوي القلب ويعمل على تقليل تجلط الدم ويعمل على تحسين الدورة الدموية كما يساهم في زيادة قدرة اجهزة الجسم على مقاومة الامراض بكل انواعها وعلى زيادة النشاط وحيوية أجهزة الجسم والمحافظة على نضارة البشرة أيضاً.
وبالإضافة إلى ذلك، أشارت الدِّراسة إلى أنَّ الشخص يستطيع أن أن يستفيد من الضحك عن طريق مشاهدته اليومية لسلسلة من البرامج الفكاهية والمرحة في التلفزيون أو المقاطع الضاحكة الموجودة عبر مقاطع التواصل الإجتماعي، وأفلام الرسوم المتحركة، وحتى قراءة بعض الكتب التي تحتوي على النكات أو ربما مجالسة أشخاص مرحين وذلك لمدة تترواح ما بين 10 إلى 15 دقيقة في اليوم الواحد الأمر الذي سيساهم في إعطاءه الكم الكافي من الضحك ليتزود بذلك من فواذد الضحك التي ذكرناها.
والجدير بالذكر أنَّ هذه الدراسة العلمية قد أشارت إلى أنَّ الضحك والإحساس بالفرح لا يؤدي إلى التخفيف من التوتر والقلق والضيق والإضطرابات النفسية فقط، بل يعزِّز الجهاز المناعي بالجسم بشكل كبير حيث يبعد قدر الامكان الكثير من الأمراض المعدية ويقلل من إحتمالية الاصابة بالأمراض السرطانية.
وحالياً يستخدم الكثير من الأطباء العلاج بالضحك في مواجهة الحالة الصحية كمضادات للاكتئاب والإضطراب النفسي وخاصة عند الحزن والتوتر الشديد الذي يسبب الاكتئاب، وهنا نشير إلى أن مرض الاكتئاب هو من اخطر الامراض النفسية التي تصيب الشخص، حيث أنه وفي حال تطور هذا المرض ليصبح اكتئاباً حاداً قد يودي بصاحبه إلى اللجوء لأفعال قد تؤذيه لانه سيصل الى حالة انعدام الادراك بالواقع لذلك يكون تاثير الضحك اقوى من تأثير انواع العلاج الاخرى، فالضحك هو افضل المؤثرات التي تسبب للناس الشعور بالبهجة و السرور والراحة، بالاضافة الى انه يبعد كل انواع الامراض سواء كانت على الصحة البدنية او الصحة النفسية.
وفي السياق نفسه أكدت بعض الدراسات في وقت سابق أن الأشخاص المصابين بالأورام ولكن يمارسون حياتهم بصورة طبيعية بعيدة عن القلق والتوتر ويفضلون التفاؤل والفرح يستجيبون للعلاج بشكل اسرع من المرضى الاخرين وقد تصل حالات شفائهم إلى نسب كبيرة جدا مهما كانت خطورة المرض المصابين به، وأثبت ان نسبة اصابة الأشخاص بالفيروسات تكون اكثر عند الأشخاص الذين يعانون من اعراض الحزن والإكتئاب، كما إن الضحك له تأثير ايجابي على المرضى المصابين بمرض السكري حيث يعمل على تخفيض مستوى السكر في الدم وعودته إلى معدلاته الطبيعية.