الوقت - نشرت وكالة " نوفوستي" الروسية للأنباء تقريراً أشارت فيه إلى أن الأمريكيين يرغبون عادة بإطلاق صفة الأبطال على القوات الخاصة الأمريكية ويفتخرون بما حققته على مستوى العالم، إلاّ أن صحيفة "ناشنال اينترست" أوضحت في تقرير لها بأن هذه القوات مُنيت بخمس هزائم كبرى على الأقل في مناطق مختلفة من العالم.
الهجوم الفاشل على جزيرة ماكين في المحيط الهادئ
في آب /أغسطس عام 1942، شنت الكتيبة الأمريكية المعروفة باسم "المهاجمون البحريون" غارة ضد جزيرة "ماكين" التي كانت تسيطر عليها اليابان في جنوب المحيط الهادئ. وقامت الغواصات الأمريكية بإيصال 222 من مشاة البحرية الذين تم اختيارهم وتدريبهم على بُعد مسافة من الجزيرة، حيث كانت مهمتهم مهاجمة المنشآت اليابانية وتدميرها، لكن الجنود اليابانيين تمكنوا في نهاية المطاف من إفشال هذه العملية. وحاول الجنود الأمريكيون الانسحاب من الجزيرة إلاّ أن أمواج البحر العالية عرقلت مساعيهم ولم تتمكن سوى وحدة صغيرة من الوصول إلى الغواصات التي كانت بانتظارهم. وقد أدت هذه العملية الفاشلة إلى مقتل 33 على الأقل وإصابة عدد كبير من قوات المارينز.
المحاولة الفاشلة للسيطرة على مرتفع 205 في كوريا الشمالية
في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1950، وكجزء من الهجوم الأمريكي الواسع على كوريا الشمالية، تم تكليف كتيبة أمريكية من "الحرس الثامن" للقيام بمهمة الاستيلاء على "مرتفع 205" على طول نهر "هان جونغ". ورداً على هذه العملية تسللت قوات صينية إلى كوريا الشمالية بأعداد كبيرة وقامت بشن هجوم مضاد كبير ما أدى إلى إجهاض هذه العمليات ومقتل 66 أمريكي على الأقل وجرح آخرين.
عملية "مخلب النسر" الفاشلة في إيران
بعد اقتحام السفارة الأمريكية في طهران واعتقال عدد من الدبلوماسيين بتهمة التجسس عام 1979، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" بالنظر في الخيارات العسكرية لحل الأزمة، وكان يبدو أن الهجوم التقليدي على إيران ليس له معنى يذكر، وليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الحملة الجوية قد تجبر الجمهورية الإسلامية على التخلي عن الرهائن"الجواسيس".
وقام الجيش الأمريكي بإعداد خطة معقدة لإنقاذ الرهائن جواً باستخدام قوات خاصة وطائرات هليكوبتر متطورة لاختراق الأجواء الإيرانية والهبوط بالقرب من السفارة الأمريكية في طهران بهدف قتل الحراس الإيرانيين، ومن ثم حمل الرهائن قبل أن تقوم القوات الإيرانية بأية رد فعل. وتم تنظيم القوات الأمريكية بعناية، خشية أن تؤدي خطوة واحدة خاطئة إما إلى مقتل العشرات من الرهائن، أو إضافة عدد آخر إلى القائمة.
وفي يوم الغارة التي نفذت في 24 نيسان/أبريل 1984، تعرضت العديد من المروحيات الأمريكية إلى مشاكل ميكانيكية بعد هبوب عاصفة رملية شديدة في صحراء طبس وسط إيران ما أجبر القيادة الأمريكية على إصدار أوامر بتفجير إحدى الطائرات، فيما تحطمت طائرة أخرى من طراز "سي- 130"، كما انفجر خزان وقود نتيجة ارتطامه بطائرة ثالثة، ما أسفر عن مصرع عدد من الجنود الأمريكيين. وقد ساهمت هذه العملية الفاشلة بهزيمة جيمي كارتر في الانتخابات الرئاسية عام 1980.
عمليات "شرارة الغضب" الفاشلة في غرينادا
خططت الإدارة الأمريكية للإطاحة بحكومة "غرينادا" في أكتوبر/تشرين الأول عام 1983 من خلال شن هجوم عسكري على هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى. وشملت العملية التي استغرقت ثلاثة أيام وشاركت فيها مروحيات من طراز "بلاك هوك" العديد من الأهداف بينها سجن "ريتشموند هيل". وقد واجه الأمريكيون في هذه العمليات سلسلة من المشاكل من بينها سوء الأحوال الجوية وصعوبة الاتصالات ما أدى إلى تحطم ثلاث طائرات هليكوبتر ومقتل عدد من القوات الخاصة الأمريكية.
الضحايا المدنيون للعمليات الأمريكية في مقديشو
دخلت أمريكا الحرب الأهلية الصومالية في أكتوبر /تشرين الأول عام 1993 تحت رعاية بعثة إنسانية تهدف إلى إعادة إمدادات الغذاء إلى الجزء الأكبر من السكان المدنيين، لكن أهداف أمريكا توسعت ومن بينها محاولة القبض على القائد العسكري "محمد فرح عيديد"، وحاولت مجموعة من المغاوير الأمريكيين القيام بغارة جوية وبرية مشتركة ضد أهداف في وسط العاصمة الصومالية "مقديشو" ولكن سرعان ما فشلت العملية بعد تحطم إحدى المروحيات نتيجة إصابتها بقذيفة صاروخية. وأدى هذا الهجوم الفاشل إلى مقتل تسعة عشر من الجنود الأمريكيين وسحل بعضهم في شوارع مقديشو، بالإضافة إلى مصرع ما يزيد على ألف صومالي معظمهم من المدنيين.