الوقت- قالت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم السبت على لسان الكاتب "مجد المدهجي": إن اليمن ستتحول إلى حلب ثانية بسبب السعودية وأمريكا.
وقال الكاتب نقلاً عن مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: اليمن يهيمن عليها الخوف، وبصفتي أحد الأصوات المستقلة القليلة المتبقية في اليمن، فقد اعتقلت، وشاهدت زملائي يقتلون، ودفن أصدقاء لي آخرون وقتلوا بسبب الغارات الجوية السعودية، والآن، نصف بلدي يواجه المجاعة.
وقالت الغارديان: وعلى الرغم من أن وزير الدفاع جيمس ماتيس يدعو إلى حل سياسي للحرب في اليمن، إلا أنه لم يحذّر السعودية والإمارات من الاستيلاء على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، بالرغم من النقاش في دوائر صنع السياسة في أمريكا الذي يكشف أن الهجوم على الحديدة سيكون خطأ كارثياً لأنه سيوسع الحرب ويعمق الأزمة الإنسانية، ومن شأن ذلك أن يسمح لتنظيم القاعدة وتنظيم "داعش" الإرهابي بتوسيع نفوذهما في المناطق الساحلية اليمنية.
وقالت الصحيفة البريطانية: إن حرب اليمن اندلعت في عام 2014 وقد أدى التدخل الذي تقوده السعودية، بدعم من الولايات المتحدة، إلى تصعيد الحرب، والآن، يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها لإجبار السعودية والإمارات والرئيس هادي للتوجه إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل لحل سياسي لإنهاء الحرب.
وقال الكاتب: إن أخذ ميناء الحديدة سيكون أكثر صرامة بكثير من اعتراف المخططين العسكريين السعوديين والإماراتيين بالحرب وفظائعها، وقبل دخول الميناء، ستواجه قوات التحالف التي تقودها السعودية سلسلة من المدن الصغيرة التي يتواجد فيها الحوثيون، ولكن القوات الحوثية مجهزة تجهيزاً جيداً، ومستعدة للقتال بضراوة من منزل إلى منزل، وعلى استعداد لإحداث أقصى قدر من الخسائر بالقوات السعودية، ولكن الغارات الجوية السعودية سوف تتسبب في خسائر بصفوف المدنيين، ومن المؤكد أن الاحتمال الضعيف للنجاح العسكري للحملة التي تقودها السعودية ستؤدي إلى تكلفة إنسانية كبيرة، فميناء الحديدة هو شريان الحياة في اليمن، ويتلقى ما يقارب من 80 بالمئة من المساعدات التي تحافظ على السكان الذين يعانون من الحرب على قيد الحياة، ومن شأن أي هجوم أن يؤدي إلى مزيد من الوفيات في صفوف المدنيين وتشريدهم، وسوف تصبح الحديدة حلب السورية في اليمن.
واختتمت الغارديان: إذا كانت أمريكا تعتبر هدفها الأساسي هزيمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن الهجوم على الحديدة سيكون بمثابة الهجوم على الشعب اليمني، لأن القاعدة في شبه الجزيرة العربية وغيرها من الجماعات المتطرفة غائبة عن المناطق الساحلية، أي يمكن للولايات المتحدة أن تمهد الطريق أمام حل سياسي واقعي، وليس الحل العسكري ميؤوساً منه.