الوقت - تناول موقع كاونترباونش في مقال للكاتب "ديفيد بينر" اليوم الجمعة ملف الرعاية الصحية في أمريكا وما يعترض هذا الملف الشائك من عوارض عديدة مؤكداً أنه لايوجد شيء اسمه رعاية صحية في أمريكا.
حيث قال الكاتب: الرعاية الصحية في أمريكا في حالة يرثى لها حقاً، وهذا بالطبع تزامناً مع كل شيء آخر ينهار في المجتمع الأمريكي، حيث يعتقد أن الشعب الأمريكي وعلى نحو متزايد بات أسيراً لأهواء وإملاءات همجية من المؤسسة الحاكمة التي تتولى الحكم في البلاد والذي اكتسب كميات غير مسبوقة من الثروة والأموال والسلطة، ونتيجة لذلك، كان لا بد من أن نتناول ملف الرعاية الصحية في البلاد، حيث أصبح المريض الأمريكي مجرد سلعة لا غير، والتي بدورها لا تستخدم إلا لأغراض البحث وزيادة الأرباح غير الممنهجة اصلاً، فأي نقاش حول الحالة الراهنة للرعاية الصحية في أمريكا، تستوجب التطرق للمؤسسات الطبية المرموقة في مدينة نيويورك: (سلون كيترينج ومركز وايل كورنيل).
وتابع الكاتب مقاله بالقول: تشارك كل مؤسسة طبية بانتظام في السلوك السائد في المجتمع الأمريكي والتي ينبغي أن ينظر إليها اليوم من قبل أي إنسان واعٍ بوصفها أعمالاً إجرامية لا لبس فيها، ومع ذلك فإن معظم الأمريكيين قادرون على التثاؤب بدون الإصابة بأمراض، والليبراليون والمحافظون الجدد من الحزبين على حد سواء، يعتبرون صحة الشعب الأمريكي موضوعاً مملاً جداً، وهذا بالطبع مع بدء الحرب العالمية الثالثة، بشكل ملحوظ.
واستطرد الكاتب: إن كلاً من المؤسستين الطبيتين تشاركان في ارتكاب منظم للانتهاكات الفظيعة لخصوصية المريض، من خلال دعوة طلاب الجامعات، والمتدربين والمقيمين والزملاء لديهم إلى المشاركة في جلسة المريض مع الطبيب، دون الحصول على موافقة المريض أولاً، وكما قال إدوارد سنودن الذي أشار ببلاغات في مناسبات عديدة، منها: الحرية والحرية لا يمكن أن توجد مرة واحدة حيث فقدت الخصوصية في المجتمع الأمريكي، حيث يتم دعوة المتطفلين غير المرغوب فيهم، في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون الأمر جلسة خاصة بين الطبيب والمريض، ما يدل على عدم احترام خصوصية المريض.
وتابع الكاتب: بالنسبة للعديد من المرضى، فمن المهين أن يوجد شخص ثالث في الغرفة، وبالرغم من هذا فإن المؤسسات الطبية تدافع عن هذه الممارسة غير المعقولة، وبهذا يعلنون أن المريض هو سلعة، وليس لديه الحق في الخصوصية على الإطلاق، حيث تضع شركات التأمين الصحية الشيطانية قيوداً استثنائية على المرضى عن طريق هذه الممارسات الاستبدادية، حيث ينتهك نظام الرعاية الصحية الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وقال الموقع: إن هؤلاء الأطباء الشباب وبالرغم من دراستهم الكبيرة في هذا المجال، إلا أنهم وفي كثير من الأحيان يفتقرون إلى التعليم والعلوم الإنسانية الأساسية، ما يجعل من الصعب جداً إقامة علاقة متناغمة مع مرضاهم، وهذا نظراً لافتقارها لتعلم الفنون الليبرالية، فغالباً ما يكونون غير قادرين على الشعور بالشفقة والتعاطف مع مرضاهم، وإنه وبدون هذه المشاعر لايمكن للطبيب أن يكون ناجحاً وفعالاً.
واستطرد الموقع: إن غطرسة هذه المؤسسات يمكن أن تصل إلى درجة الفحش، فعلاج المرضى غالباً ما يتزامن مع الكثير من الاحتقار والزمجرة، ناهيك عن أطباء الأورام الأمريكيين، الذين ومن دون المزاح يسخرون من مرضاهم، ويشيرون بفخر إلى أنفسهم على أنهم الأفضل في العالم.
واختتم الموقع: إن أي مستشفى أمريكي يمكن أن يشارك بانتظام في مثل هذه الممارسات المسيئة وغير الأخلاقية، والتي بدورها تؤكد على عدم وجود الإنسانية، والرحمة، والأخلاق داخل المؤسسات الحكومية الأمريكية فضلاً عن الغطرسة الجامحة والجشع، التي تشكل عفناً داخل نظام الرعاية الصحية الشيطاني لدينا في أمريكا، لذلك فإن نظام الرعاية الصحية الأمريكية من المفترض أن يهتم بالمرضى على أنهم بشر مع روح، إلا أن الأطباء يتعاملون معهم على أنهم أمور قابلة للاستغلال.
يذكر أن امريكا جاءت في المرتبة الحادية عشرة من بين أسوأ الدول الغنية في نظام الرعاية الصحية من حيث الكفاءة والعدالة والنتائج، على الرغم من امتلاكها لأغلى نظام رعاية صحية في العالم، وكان نظام الرعاية الصحية في امريكا قد خضعَ لجدل ساخن على مدى العقد الماضي، ولكنّ الشيء الوحيد الذي ظل ثابتًا هو مستوى الأداء، والذي صُنّف بأنه الأسوأ بين الدول الصناعية للمرة الخامسة، وفقًا للمسح الذي أجراه صندوق الكومنولث لعام 2014.