وقد كتب اليكس فيشمان المحلل السياسي في جريدة يديعوت احرونوت الصهيونية ان انتصارات أنصار الله في اليمن يعني بداية انهيار النظام المستند الى السعودية وأمریکا في هذا البلد، مضيفا ان في تل ابيب تحدثوا منذ تلك اللحظة عن تهديد كبير أسماه بالمحور الراديكالي لکیانه الغاصب يمكن ان يصل سريعا الى موانئ حيفاء وحتی اسدود الإسرائیلیین.
وهنا جاء دور السعودية في السعي الى انقاذ الحليف الظاهر والخفي سابقا للرياض في منطقة الشرق الاوسط والشريك الاستراتيجي في الصراع ضد القوى الاقليمية الاخرى وعلى رأسها الجمهورية الاسلامية الايرانية.
ويعتبر محللون سياسيون ان دخول السعودية في هذا العدوان اضافة الى ما قيل عن مساعيها لارجاع حليفها الرئيس السابق عبدربه منصور هادي الى سدة الحكم وانقاذ ما ممكن انقاذه من نفوذها في هذا البلد الذي كان في يوم ما الحديقة الخلفية لآل سعود تحت يافطة ارجاع الشرعية وما شابه ذلك من الشعارات الرنانة، فانه جاء وبشكل متطابق مع متطلبات ضمان المصالح الاقتصادية والسياسية لتل أبيب امام أي تهديد من قبل اليمن وتوجهاته الجديدة صوب محور المقاومة، ناهيك عن ما يرمون تحقيقه الصهاينة في المستوى العسكري والتي اشار اليه محمد حسنين هيكل في آخر تصريح له حول الازمة اليمنية.
فقد زعم الکیان الإسرائیلي مرارا انه یخشى من سيطرة أنصار الله على مضيق باب المندب، لأن ذلك من شأنه التأثير على خط التجارة البحري الوحيد له مع آسيا وأستراليا ونيوزيلندا اضافة الى ما يتم تصديره الى دول مجلس التعاون بأسماء شركات وهمية ودول اخرى، فحوالي 25% من إجمالي التجارة الخارجية الصهيونية تجرى مع دول آسيا، وبحسب بيانات مركز الإحصاء الصهيوني، صدرت تل أبيب لها في 2014 بما يعادل 35 مليار شيكل، أي ما يقرب من ربع صادراتها، بينما استوردت منها ما قيمته 50 مليار شيكل، بما يعادل 23% من حجم الواردات الصهيونية أيضا حسب ما جاء في صحيفة طلوبس الاقتصادية الصهيونية.
ومن جانبه اعترف موقع والا العبري ان هناك اهدافا مشتركة بين السعودية وتل أبيب في البحر الاحمر واليمن وباب المندب موضحا ان الحرب السعودية في اليمن تهدف الى ابقاء المضيق مفتوحا امام الكيان الصهيوني والسعودية لما يحمله من تفضيلات عن الممر البديل الموجود لكلا الطرفين.
وفي هذا الاطار لم يستبعد الموقع ان یدرس الکیان الاسرائيلي خیار تنفيذ هجمات موضعية في اليمن، معتبرا ان الافضل هو شن هجمات جوية، على اعتبار ان هذه الضربات ستكون ضرورية للحيلولة دون انتصار انصار الله على فلول عبدربه منصور هادي وقوات القاعدة المتواجدين في مناطق مختلفة من هذا البلد.
وحسب تقارير صحفية فان لقوات القاعدة الموجودة على ارض اليمن الدور المحوري في تحقيق الخطة السعودية-الاسرائيلية في اليمن في ظل تراجع باكستان ومصر ودول كثيرة اخرى عن مشاركة قواتها البرية في العدوان على اليمن .
ومثلها مثل اخواتها في سوريا والعراق التي تتلقى الدعم الشامل من السعودية من جهة والكيان الإسرائیلي من جهة اخرى، فان القاعدة تتلقى شتى المساعدات العسكرية والمالية والاعلامية للوقوف امام الجيش اليمني والحيلولة دون تحقق سيطرته على كامل البلاد.
فالعدوان السعودي على اليمن تحت أي مسمى کان هو اليوم يصب في مصلحة الكيان الصهيوني من جهة وتنظیم القاعدة الارهابي من جهة اخرى، فمن الاهداف المزمع تحقيقها في اطار ما سمي اولا بعاصفة الحزم وتم تغييره الى عمليات اعادة الامل هو ارجاع الامل الى الكيان الصهيوني اولا والقاعدة ثانيا لتؤكد السعودیة انها لا تخذل حليفيها الاستراتيجيين في المنطقة وتعمل ما بوسعها لمساعدتهما.
والا فلماذا لم يتم تحريك الجيوش والطائرات السعودية ضد الكيان الصهيوني في حربه ضد اطفال غزة؟
او لماذا لم يتم مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة القاعدة في اليمن اصلا؟ ناهيك عن انها لم تحرك ساكنا عندما كانت ميليشيات القاعدة تصول وتجول في اليمن وتقتل شعبه وتهدد امن واستقرار هذا البلد.
هل هذه الاسئلة تحتاج الى رد؟