الوقت- يستمر العدوان السعودي الامریكي على اليمن في يومه الـ32 ليحصد المزيد من ابناء هذا البلد العربي المسلم، وليسجل التاريخ المزيد من الفضائح لنظام آل سعود الوحشي الهمجي المتآمر على الشعوب العربية والمسلمة. ففي احصائية أولية اجرتها مؤسسة بيت الحرية لمكافحة الفساد والدفاع عن الحقوق والحريات حول ضحايا العدوان اليمني، اشار الاحصاء الى أن ثلاثة آلاف و 512 شهيداً بينهم 492 طفلاً وطفلة و 209 امرأة، إلى جانب ستة آلاف و189 جريحاً بينهم 978 طفل و713 امرأة، هم عدد الضحايا حتى الأن.
كما أشار الاحصاء الى ان عدد الأسر التي نزحت من مساكنها في الأحياء والقرى والمدن التي طالها قصف العدوان السعودي خلال الـ 32 يوماً الماضية ما بين 90 – 95 ألف أسرة، مشيراً إلى أن عدد المساكن التي تهدّمت وتضرّرت كليا أو جزئيا بلغ اربعة آلاف و 898 منزلا منها 129 منزلا تم تدميرها على ساكنيها موزعة على 504 تجمعاً سكنياً، الى جانب تدمير 857 منشأة مدنية ذات طابع خدمي في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية تم قصفها من قبل القوات السعودية المدعومة امريكيا.
وفي هذا الاطار، حذر مختصون في الشأن البيئي والنفسي في اليمن من حدوث كارثة بيئية نتيجة للأسلحة التي تستخدمها السعودية في عدوانها المستمر على الشعب اليمني بدعم من أمریکا .وقال المختصون إن من بين ما تستخدمه السعودية أسلحة محرمة دولياً، وأوضح المختصون خلال ندوة لمنظمة سيادة وطن بالتعاون مع منتدى كوكب الأرض والتحالف الوطني للبناء والتحديث، أن استخدام العدوان لتلك الأسلحة سيخلف آثاراً وأضراراً مختلفة قد تلحق أطفال اليمن في المستقبل.
وفي كلمة لقائد حرس الثورة الإسلامية في ايران اللواء محمد علي جعفري، وذلك خلال كلمة له في المهرجان العلمي البحثي السادس للعلوم الطبية لحرس الثورة الاسلامية "باقر العلوم"، قال "إن السعودية اليوم بعدوانها على اليمن قد وضعت قدمها في موطئ قدم "الکیان الاسرائيلي" والصهاينة، مؤكدا ان نظام آل سعود في معرض السقوط والزوال بعد عدوانه على اليمن." مضيفا ان "السعودية تخطت بكل وقاحة جميع المبادئ الإسلامية وهاجمت بلدا إسلاميا يسعى إلى تحقيق الاستقلال والتخلص من نظام الهيمنة."
وقد شهدت العاصمة اليمنية صنعاء يوم الاثنين مسيرة جماهيرية حاشدة في صنعاء استنكارا لاستمرار العدوان السعودي الامريكي على اليمن. وشارك عشرات الاف اليمنيين في هذه المسيرة التي اكتظ بها شارع المطار بدعوة من اللجنة الثورية تحت شعار: "معاً ضد عدوان سعودي أمريكي لا شرعية له". والقيت كلمات في المسيرة شدد فيها الخطباء على ان الشعب اليمني هو من يقرر مصيره بنفسه وانه مع نظام ديمقراطي يختاره الشعب لا ملوك المملكة، رافضین أي حوار أو تسوية سياسية في ظل العدوان السعودي. كما نظّم منتسبو منظمات المجتمع المدني بمحافظة ذمار -غرب اليمن- وقفةً احتجاجيةً لإدانة العدوان السعودي - الأمريكي على اليمن وتنديداً بمواقف مجلس الأمن الدولي من العدوان.
وفي وقت تزداد يوماً بعد آخر حالة التوهن والضياع السعودي بسبب الفشل المستمر في تحقيق أي هدف من أهداف العدوان التي تحدثت عنها الرياض منذ البداية، كشف المبعوث الدولي السابق إلى اليمن جمال بن عمر لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الوصول إلى اتفاق سياسي كان وشيكا ان يحصل قبل بدء الغارات السعودية مما ساهم في تعقد الموقف". كلام بن عمر يأتي قبيل تقديم تقريره إلى مجلس الأمن عن المفاوضات السياسية التي قادها في اليمن قبل استقالته مؤخراً. كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفيع مطلع على المحادثات أن السعوديين تدخلوا لمنع اتفاق شراكة يضم أنصار الله ويعطي المرأة 30% من مقاعد الحكومة والبرلمان".
وفي منطقة الصباحة غرب صنعاء نجحت القوات اليمنية من اسقاط طائرة استطلاع معادية، في ظل مواصلة استعدادات واستنفار القوات العسكرية والحشود القبلية للمواجهة والرد على ما يعتبرونه انتهاكا صارخا لسيادة البلاد، وفق ما أكدته بيانات الإدانة والاستنكار لغالبية القوى والأطراف و16 حزبا وهيئات متعددة بينها رابطة علماء اليمن.
وفي المشهد الآخر لا تزال قوات الجيش المسنودة باللجان الثورية تحرز مزيدا من التقدم في جبهتها القتالية ضد المسلحين التابعين للرئيس المستقيل وعناصر القاعدة. فبعد انتشار القوات بأحياء وشوارع عدن، تتحدث المعلومات الميدانية عن تمكنها من دحر العناصر الإرهابية في منطقة لودر بمحافظة أبين والسيطرة على اللواء 115 بالتزامن مع تطهير منطقة بيحان بمحافظة شبوه وتأمين الخط العام.
وقد تمكنت مجموعات مقاتلة من قبيلة همدان بن زيد من التوغل في عمق الأراضي السعودية وصولًا الى جوار سد نجران، ونفذوا كمينًا لدورية عسكرية سعودية، وفتحوا النار عليها ما أدى الى مقتل عدد من الجنود السعوديين إضافة الى ضابط كبير، كانوا في عداد الدورية. وبعد تنفيذهم العملية عاد مقاتلو قبيلة همدان بن زيد الى قواعد انطلاقهم في المناطق الحدودية اليمنية على الرغم من ضراوة القصف والغارات السعودية.
وتجمع التقديرات الى ان العدوان السعودي الامریكي على اليمن وبعد 32 يوما لم يتمكن من ان يحقق اي هدف من الاهداف المعلنة، وهو يسير في الاتجاه الذي يمكنه من الخروج من هذه الازمة. وما الحشد العسكري الذي يقوم به على الحدود اليمنية الا تهويلا واعترافا بفشل كل الغارات الجوية وكل ما اقدمت عليه منذ بدء العدوان، وبالتالي فإن اليمن ما بعد العدوان ليس كما قبله.