الوقت- مع وصول الملياردير الأشقر دونالد ترامب إلى البيت الأبيض اليوم الجمعة، أولت الصحافة الإسرائيلية إهتماماً بالغاً بحفل التنصيب، متطرّقةً إلى الملفات التي سيحملها الرئيس ترامب، وصهره اليهودي جاريد كوشنر، إلى البيت الأبيض، خاصةً تلك التي تتعلّق بالشرق الأوسط.
موقع "ديبكا فايلز" الإستخباراتي الإسرائيلي الذي أعرب عن تفاؤله في وقت سابق باختيار ترامب لصهره اليهودي غاريد كوشنر مسؤولاً عن الصفقات التجارية والشرق الأوسط، أوضح أن إختيار "كوشنر" جاء في سياق مخطّط كبير، لا تزال تمثل أفكارًا في طور البناء من قبل الفريق المقرّب من ترامب، بغية إحلال السلام في الشرق الأوسط.
ما لا تعرفه عن كوشنر اليهودي
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن كوشنر الذي أطلقت عليه صحيفة "نيويورك تايمز" لقب "المتدخل الهادئ في حملة ترمب"، وقد ارتفع منسوب هذا الجدل بعد تعيينه كبيراً للمستشارين في البيت الأبيض، ولاحقاً وسيطا للتوصل لاتفاق سلام في الشرق الأوسط، فمن هو "جاريد كونشر"؟
رغم أن كوشنر ينتمي لعائلة عرفت بتأييد الحزب الديمقراطي، إلا أنه وقف بجوار نسيبه ترامب، وأنفق من حر ماله ما لا يقل عن 100 ألف دولار في الحملات الانتخابية للمرشح الجمهوري. كذلك قام بتدبيج وكتابة عدد من خطابات ترمب، وتنظيم زيارات منسقة، كما تولى تصميم خطة انتقال الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض.
نشأ جاريد في بيت يهودي ملتزم، في نيوجيرسي، كما درس في مدرسة يهودية في الصغر، وكان سببا في تحوّل إيفانكا للديانة اليهودية بعد زواجهما وهذا يدلل على ارتباطه القوي بالدين اليهودي.
وفي العام 2014 زار جاريد الكيان الإسرائيلي عندما حاول شراء حوالي نصف أسهم شركة "فينيكس هولدنغز" للتأمين، وقد وقع فعليا مذكرة وإن كانت غير ملزمة "تفاهم" لشراء 47% من الشركة من مجموعة "ديدليك غروب" بمبلغ 434 مليون دولار، وحالت متطلبات تنظيمية دون إكمال الصفقة.
وفي العام نفسه، سافر والدا كوشنر إلى القدس لإهداء 11.5 فدانا لمستشفى "شار زيديك"، كما وعدا بمبلغ 20 مليون دولار للمستشفى. في السياق، كشفت سجلات الضرائب الخاصة بجاريد كوشنر، أنه مول بناء مستوطنات غير شرعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال السنوات الأخيرة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة لوس أنجليس تايمز.
دوره في الشرق الأوسط
يمتلك جاريد صداقة مع رئيس بلدية القدس، وقد سبق للرئيس الأمريكي الذي يدخل اليوم البيت الأبيض أن صرّح بأن كوشنر الابن "يعرف المنطقة جيدا ويعرف الناس، ويعرف طرفي النزاع".
وبالرغم من وصف العديد من السياسيين كوشنر بعديم الخبر، وتحديداً في قضايا الشرق الأوسط بسبب انشغاله بأعماله التجاريّة، إلا أن إصرار ترامب على الزج به للاضطلاع بمثل هذا الدور الهام والصعب يأتي في لحظة تاريخية من عملية السلام المتوقفة، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، في 16 يناير/كانون الثاني 2017. وقد زعم ترامب أن كوشنر، اليهودي المتدين، يستطيع أن ينجح فيما أخفق فيه مفاوضو السلام الأكثر حنكة وخبرة.
صنع سلام أم حرب؟
السؤال الأبرز يتعلّق بقدرة صهر الرئيس على لعب دور الوسيط في الشرق الأوسط، في ظل قناعة مترسّخة لدى العديد من المحيطين بترامب بأن كوشنر سيكون له رأي فاعل في الأمور المتعلقة بالعلاقة مع الكيان الإسرائيلي.
إن فرص نجاح أو فشل صهر الرئيس في مهمته الشرق أوسطيّة، ترتبط بشكل وثيق بمواقفه، وبما أن المسؤولين الإسرائيليين، لاسيّما المقرّبين من نتنياهو ينظرون إلى كوشنر بتفاؤل وبوصفه حليفا لهم، فهذا يعني أن موفد ترامب سيشعل حرباً جديدة، بدل من صنع سلام كما يريد ترامب.
يوضح سفير إسرائيل في واشنطن رون ديرمر الذي تربطه علاقة وثيقة بكوشنر، أنّه "لا مجال للشك إنه يشعر – أي كوشنر - بالتزام نحو أمن إسرائيل ومستقبلها"، ما يعني أننا سنكون أمام إنحيازات دوليّة نحو الجانب الإسرائيلي أكثر من تلك التي تمارسها الرباعيّة الدوليّة.
نقل السفارة والاستيطان
لا شك أن مهمّة صهر الرئيس تحتاج إلى جملة من المقدّمات، وإلا ستنتهي قبل أن تُبصر النور، ومنها وقف نقل السفارة الامريكية إلى القدس، خاصّةً أن صحيفة هارتس الاسرئيلية ادعت أن "الولايات المتحدة اخبرت القيادة الفلسطينية أن ترامب سيعلن عن نقل السفارة في 21 يناير كانون الثاني". وقد قالت الصحيفة صباح اليوم الجمعة على موقعها الالكتروني باللغة الانكليزية: إن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب سيعلن بعد وقت قصير من تنصيبه.
وفي وقت سابق، أوضح صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أن هناك مؤشرات قوية على أن ترامب سيطلق يد إسرائيل لبناء المستوطنات غير الشرعية.
قد يكون من السابق لأوانه الحكم على مستقبل القضيّة الفلسطينيّة التي تخلّت عنها الكثير من الانظمة العربية، إلا أنه في حال نفّذ ترامب وعوده الشرق أوسطية سنكون أمام هبّة شعبية تفوق تلك التي شاهدناها مؤخراً، وربّما أكثر من انتفاضة القدس.