.jpg){kind=logo}
الوقت- العمليات الجوية السعودية ضد اليمن والتي بدأت في يوم الخميس 5 جمادى الثانية 1436 هـ - 26 مارس 2015، وأدت حتي الآن إلى استشهاد المئات وجرح مئات آخرين، فشلت في فتح عقدة اليمن لآل سعود. لأن هذه العمليات المكلفة لم توجد أي حركة على الأرض وفقا لفلسفة ونمط العمليات الجوية لصالح السعودية .
العمليات الجوية ليست الهدف في حد ذاتها ، والتفوق فيها في مواجهة شعب وبلد يمتلك قوة جوية محدودة، لا يعني تحقيق أهداف العملية. العمليات الجوية هي عمليات للدعم وتأتي من أجل تشكيل الحركة البرية للقوة المهاجمة أو المساعدة في حركة القوة المعارضة للحكومة التي تتعرض للهجوم. ولكن اذا تمت العمليات الجوية إلى الحد الممكن، ولكنها لم توفر الأرضية لدخول البلد المهاجم عبر البر، أو قوى المعارضة الداخلية لم تستطع استخدامها لتغيير الشروط لصالح البلد المهاجم، فإنها تعتبر غير ناجحة. هذا في حين أنه علي البلد المهاجم أن يأخذ بعين الاعتبار للتبعات والآثار الطويلة الأجل للهجمات الجوية التي يشنها .
العمليات الجوية التي يشنها النظام السعودي ضد اليمن لم تستطع تقديم مساعدة مؤثرة لمعارضي الثورة اليمنية الشعبية. الحزبان الرئيسيان "الإصلاح" و"اللقاء المشترك" الذان انضما إلي منصور هادي بعد ذهابه إلي عدن ، بعد العمليات الجوية للنظام السعودي سكتا ولم يؤيدا شرعية إجراءات السعودية ضد اليمن. في هذه الأثناء الأمين العام للحزب الناصري اليمني عبد الله نعمان وهو أهم مجموعة في "اللقاء المشترك"، بعد العمليات الجوية للنظام السعودي بدأ انتقاد منصور هادي معتبراً إياه السبب الرئيسي للوضع الحالي. وهذا يبين بوضوح أن إجراءات النظام السعودي لم تساعد علي تعزيز المعارضة في اليمن .
أهداف الغارات الجوية للنظام السعودي ضد اليمن
وفقاً للقادة السياسيين والعسكريين السعوديين بمن فيهم الملك سلمان بن عبد العزيز، فإن هذا البلد يسعي إلي تحقيق الأهداف التالية :
- دفع الناس إلي الوراء وإجهاض الثورة اليمنية: كما أن "المبادرة الخليجية" أوقفت ثورة فبراير عام 2011 في اليمن، كان النظام السعودي يريد عبر الضربات الجوية إيقاف حركة اليمنيين نحو الاستقلال من السعودية إعادة الأوضاع كما كانت في السابق. السلطات السعودية ومن خلال القول بأن التغييرات في اليمن عرضت أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي للخطر ويجب أن تتوقف، كانت تحاول تحذير الشعب اليمني الثوري بالعواقب الأمنية الخطيرة للتغييرات .
- منع الاتفاق الداخلي في اليمن: الشعب اليمني بعد أن شاهد مصادرة ثورته في فبراير من قبل السعودية، حضر إلي الساحة وشكل ثورة جديدة. وكانت هذه الثورة سلمية وعلى أساس اتفاق بين الأطراف تركز علي القيم الوطنية والمطالب الحقيقية للجماهير اليمنية المحرومة. وأحد أهم الشعارات للرئيسية لـ"أنصار الله" والملايين من أتباعها الشافعيين والزيديين، كان تحقيق مخرجات الحوار والاتفاقات بين اليمنيين. وكان لهذا الاتفاق قاعدة مركزية وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل حل المشاكل الاقتصادية للشعب، بما في ذلك تنفيذ مشروع "جرعة" في مجال الزراعة . الاتفاق الداخلي في اليمن الذي حقق نتائج هامة واعترف بها منصور هادي أيضاً، أنهي فعلاً دور السعودية والدول العربية والأحزاب اليمنية التابعة لها. ومن الأهداف الرئيسية للعمليات الجوية للنظام السعودي كان تعطيل الاتفاق الداخلي وإعادة مصير الشعب اليمني إلي قرارات مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي وخاصة السعودية .
- رفع معنويات الجنود الذين يواجهون الهزيمة والتراجع: المجموعات التابعة للسعودية في اليمن بما في ذلك حزب الإصلاح المنتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين، اللقاء المشترك، أنصار الشريعة -الفرع اليمني لتنظيم القاعدة- والميليشيات التابعة لمنصور هادي، بعد سيطرة اللجان الثورية علي صنعاء، أصابها ضعف شديد. في هذه الأثناء منصور هادي الذي كان قد قدم مخطط تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، أجبر على الامتثال لمطالب القوى الثورية الشعبية بقيادة أنصار الله، وبعد ذلك جاء "محمد باسندوة" مكان "خالد محفوظ بحاح". ولكن منصور بعد خرق هذا الاتفاق أخيراً، استقال في فبراير 2014 وهرب إلى عدن بعد شهر من ذلك، وشكل حكومة جديدة في عاصمة اليمن الجنوبية السابقة. ولكن هذه المبادرة التي جاءت بتخطيط ودعم سعودي، لم تستمر أكثر من شهر واحد حيث سيطر أنصار الله علي عدن أيضاً .
بعد أن فشلت الخطة السعودية لتشكيل حكومة انفصالية في عدن وهرب عبد ربه واعتُقل معظم المسؤولين في حكومته المزعومة، بدأت الرياض الهجمات الجوية علي اليمن في الخامس من أبريل. هذا البلد كان يعتقد أن هذه العمليات قادرة علي تحويل القوي المفككة إلى تيار قوي معارض مرة أخرى، ليمنع تشكيل حكومة منسجمة مع أنصار الله في صنعاء. ولكن بعد دخول العملية إلي أسبوعها الثالث ، فشلت القوات التابعة للسعودية في اتخاذ تدابير فعالة، وانضمت أربع محافظات جنوبية أي عدن وضالع ولحج وابين إلي المناطق التي تسيطر عليها أنصار الله .
- تدمير الدفاعات الجوية والقواعد العسكرية في اليمن: بعد أن تحالف الجيش اليمني مع أنصار الله وانضم إلى الناس، النظام السعودي ومن أجل ضرب القوة العسكرية في اليمن، وضع علي جدول أعماله الهجوم علي المراكز الدفاعية والقواعد العسكرية في اليمن، والتي تشمل مقر الفرقة المدرعة الأولى التي كانت في السابق تحت قيادة علي محسن الأحمر، قاعدتي الديلمي والصباحة في صنعاء، قاعدة ريمة حميد في منطقة سنجان، قاعدة الحديده الجوية، قاعدة تعز الجوية، قاعدة العند في محافظة لحج. ولكن خلافاً لما كان يتصوره السلطات العسكرية السعودية، فإن هذه الهجمات لم تلحق ضرراً كبيراً بالبنية التحتية العسكرية في اليمن، لأن مسؤولي الجيش اليمني ومن خلال توقعات سابقة، قد اتخذوا الإجراءات اللازمة للحفاظ علي أسلحتهم .
- تقديم الأرض المحروقة إلي الشعب اليمني الثوري: النظام السعودي بهدف خلق الأزمة للثورة والشعب اليمني وإدخالهم في مشاكل اجتماعية كثيرة، هاجم البنية التحتية المحدودة في هذا البلد. هم ظنوا أن تدمير المنشآت المتواضعة والقليلة في اليمن في مجال الصناعة والزراعة والخدمات الاجتماعية، سوف يجعل اليمنيين قريبا في مواجهة القوى الثورية وقادتها .
اليمن لديها اقتصاد ضعيف، هذا في حين أن هذا البلد لديه قدرات ملائمة في مجال النفط والغاز والألمنيوم والصناعات الغذائية وصناعة الغزل والنسيج والصناعة البحرية والموقع الساحلي المتميز، حيث إذا كانت هناك حكومة وطنية فيه فإن هذا الشعب كان يعيش اليوم في رفاهية جيدة. ومع ذلك حسب إعلان مفوضة الأمم المتحدة السامية، فإن معدل البطالة بين الشعب اليمني في عام 2013 كان بنسبة 35 في المائة. واليمن له موقع مناسب في مجال إنتاج وتصدير المنتجات الزراعية بما في ذلك الحبوب والفواكه والخضروات والقطن والبن ومنتجات الألبان وأنواع الحيوانات. كما أن الذرة البيضاء والقطن والمانجو اليمنية لديها العديد من الزبائن في المنطقة. الهجمات السعودية التي تستهدف البنية التحتية المحدودة في اليمن، ترمي إلي تخويف الناس من الفقر وبالتالي إبعادهم عن الثورة وقادتها. ولكن على الرغم من مرور أيام عدة علي هجمات هذا النظام علي محافظات اليمن الأكثر اقتصادياً، ليس هناك أي علامة على انفصال الشعب عن الثورة .
