الوقت- أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الجمعة، ان هزيمة المسلحين في حلب كانت نتيجة صمود سوريا قيادة ومقاومة، مشيراً الى ان المعارك في المدينة السورية لم تكن مع جماعات المعارضة المسلحة فقط بل كانت هناك جنسيات عديدة.
ووصف السيد نصر الله في كلمة له خلال لقاء الطلاب الجامعيين في التعبئة التربوية في حزب الله معركة حلب باقسى الحروب في سوريا، قائلاً: ان ما جرى في حلب معركة متواصلة يومية طاحنة وكان الذين راهنوا عليها يريدون اسقاط حلب"، مشيرا الى المعارك لم تكن مع جماعات المعارضة المسلحة فقط بل كانت هناك جنسيات عديدة، مشيرا الى مشاركة عشرات الالاف بينهم مئات الانتحاريين في المعركة، ومشددا في الوقت ذاته على ان الذين هزموا في حلب برروا هزيمتهم بقلة الدعم الذي تلقوه وهم يكذبون، مشيرا الى ان المسلحین تلقوا مليارات الدولارات ومئات الاطنان من الأسلحة والعتاد من الدعم.
وقال السيد نصر الله ان "ما قدمه العالم وبالاخص الدول العربية من مال وسلاح وذخيرة من دعم اعلامي وسياسي وغيرها للارهاب في الحرب على سوريا يفوق عشرات المرات ما قدم للمقاومة الفلسطينية من قبل العالم والعرب على مدى عشرات السنوات"، وتابع "حتى على مستوى الكلام والمؤتمرات تمَّ دعم الجماعات المسلحة اكثر بكثير من دعم المقاومة الفلسطينية"، واكد ان "ما لم تفعله هذه الدول للجماعات الارهابية انها لم ترسل الجيش السعودي والقطري والاماراتي كما حصل مع التركي الذي بات يشاهد اولاده يقتلوا على الارض السورية”، واضاف “حتى ما قدم للجماعات الارهابية في افغانستان لا يعتبر شيئا قياسا بما قدم لها في سوريا".
وقال السيد نصر الله : "لا أحد يستطيع اليوم أن يزعم أن النظام السوري انتهى مع وجود حلب وحمص ودمشق وأبرز المدن السورية"، وشدد على ان انتصار حلب لا يعني أن مشروع تدمير سوريا قد انتهى ونحن أمام مرحلة جديدة من الصراع"، معتبرا ان "الأولوية الآن هي لتثبيت انجاز حلب لفتح آفاق جديدة لحل سياسي في سوريا".
لا يوجد ارهاب اسلامي بل تُوجد جماعات تكفيرية وارهابية
وأشار سماحته الى أن الاسلام كدين ورسول الاسلام لم يتعرضا لهذا المستوى من الاساءة والتشويه على الصعيد الاعلامي والشعبي والسياسي كماً ونوعاً كما حصل خلال السنوات الماضية سواء لكم التجاوزات او لقدرة الاعلام على ايصال هذه التشويهات التي تقوم بها الجماعات الارهابية، وتابع "قبل ست سنوات كنا نواجه الاساءة للرسول عبر بعض الافلام والرسوم لكن منذ عدة سنوات بتنا امام مشهد مختلف وبالتحديد ما جرى على ايدي الجماعات الارهابية المسلحة التي تدعي انها تنتسب للاسلام ولرسوله وتكتب على راياتها لا اله الا الله محمد رسول الله"، معتبراً:" ان الجرائم التي ترتكبها الجماعات الارهابية ترتب مسؤولية دينية واخلاقية على جميع المسلمين والمسلمات وعلى علمائهم ومفكريهم وعلى العامة بضرورة الرفض والادانة والاستنكار لهذه الجرائم والاعمال البشعة التي تقوم بها هذه الجماعات".
وقال :"أنه يجب على كل فرد ان يصرخ بوجه كل العالم للقول إن هذه الأعمال لا تمت الى الاسلام ورسوله(ص) بصلة ولا الى القرآن والصحابة وأهل البيت(ع)"، ولفت الى ان "هذا الاستنكار اليومي والساعاتي عند كل جريمة وعند كل تفصيل هو مسؤولية الجميع"، ورأى ان "من لا يقوم بذلك هو شريك في ان يساء للاسلام وللرسول وللاديان السماوية ولرب الاديان ايضا لان هذا الحد الادنى ممن المسؤولية على كل مسلم وعلى كل انسان"، معتبراً أن الوهابية تريد أن تفرض فكرها بالقوة وبالقتل على كل المسلمين، وتابع ان"الوهابيين يكفرون الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف”، وشدد على انه “لا يوجد ارهاب اسلامي بل تُوجد جماعات تكفيرية وارهابية والاسلام هو اسلام القرآن واسلام رسول الله(ص)".
تركيا مدعوة الى موقف حاسم من داعش
الى ذلك استنكر السيد نصر الله إقدام تنظيم داعش الارهابي على حرق جنديين تركيين في سوريا، اكد انه "يجب على كل مسلم في العالم أن يُدين هذا الوحش والقاتل الهمجي الذي يرسل بناته لتنفيذ عمليات انتحارية باسم الله"، واوضح ان تركيا اليوم تتلظى بنار داعش الارهابي وانقرة تستمر بدعم هذا التنظيم في العراق، وسأل "الى متى ستستمر الدول الراعية للارهابيين بتقديم الدعم لهؤلاء؟"، واعتبر ان الحكومة التركية مدعوة اليوم الى موقف حاسم من داعش.
ونصح السيد نصر الله الحكومة الاردنية بان تتعظ من دعم الارهابيين في سوريا بما حدث في مدينة الكرك، وتابع ان "الذي حصل في الكرك الا يدعو الحكومة الاردنية لكي توقف دعم الارهابيين؟".
وفيما يتعلق بالوضع البحريني أكد السيد نصر الله أن "ما حصل هناك مؤخرا يدل على أن النظام البحريني لا يعمل بعقل وما زال يصر على ارتكاب الحماقات"، وتابع "كاد أن يرتكب حماقة جديدة لولا تصدي الشعب البحريني وأهالي الدراز والبلدات المحيطة للشرطة التي حاولت الاعتداء على منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم".
أما في الشأن اللبناني، قال السيد نصر الله ان احدى اولويات الحكومة الجديدة هو اجراء الانتخابات انما يجب عليها ان تتحمل مسؤولياتها الكاملة في كل المجالات والاهتمام بحاجات الناس ومطالبهم، مؤكدا ان حزب الله يؤيد النسبية الكاملة في قانون الانتخاب “، ودعا “لاجراء نقاش حول ذلك مع مختلف القوى السياسية فنحن نريد القانون الامثل والانسب وايضا لا بد من الاخذ بهواجس الجميع بعين الاعتبار”، واضاف “نحن نرفض العودة الى قانون الستين”، وتابع “كان دائما يقال ان حزب الله يريد السيطرة على البلد”، واكد انه “لو جاء كل البلد وقال لنا خذوا الحكومة ورئيس الحكومة وكل البلد نحن سنرفض هذا الامر لان هذا الامر مجافي للعقل والمنطق”، وشدد على ان “حزب الله يريد الشراكة في هذا البلد لان قدر ومصلحة هذا البلد هو الشراكة بين الجميع”، داعيا “للحذر الدائم والتعاون والتعاضد للحفاظ على الوضع الامني والاستقرار في لبنان”.
كما جدد السيد نصر الله "لجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين التبريك بالاعياد العظيمة والمجيدة"، واضاف "قبل ايام قليلة كنا في ذكرى ولادة الرسول(ص) وذكرى ولادة حفيده الامام الصادق(ع)وبين ايدينا في الأيام المقبلة عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح(ع) فهذه ايام عظيمة ومباركة".