الوقت- وسط الإنسحاب المؤقت للقوات السورية والحلفاء من مدينة تدمر وسط سوريا، وتعهد هذه القوات باستعادة السيطرة على المدينة في الأيام القادمة، أشادت القنوات الداعمة للمسلحين في سوريا بسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المدينة الأثرية.
ويمكن للمتابع أن يلاحظ الإشادات الخفية التي تظهر بوضوح على شاشات قنوات تدعم المسلحين والإرهابيين في سوريا من قبيل "الجزيرة" و"العربية" الخليجيتين بالإضافة الى قناة "اورينت" التي أعلنت منذ بداية الأزمة السورية دعمها الإعلامي للمسلحين والإرهابيين بمن فيهم "جبهة النصرة" وتنظيم داعش الإرهابي الذي تطلق عليه في قنواتها اسم "تنظيم الدولة الاسلامية" وكأنها تقرّ بشرعيته.
ولا شك بأن هذه القنوات تتمنى لو أنها تستطيع إعلان تأییدها بشكل علني للتنظيمات الإرهابية في سوريا، إذ نلاحظ هذا من خلال استخدامها لمصطلحات تعظّم من شأن تنظيم داعش الذي تم إدراجه على لائحة الإرهاب الدولية من قبل كل دول العالم، ناهيك عن أنها تبثّ جهارا كل انتصارات التنظيم الارهابي مباشرة على شاشاتها، وكأنها تُنشد للقراء أن يفرحوا لأي تقدم ميداني يحققه داعش الارهابي.
والأمر ليس غريبا على المتابع العربي لمجريات الأحداث في سوريا والعراق، ولابد أنه يلاحظ إزدواجية المعايير التي تتبعها قنوات من قبيل الجزيرة والعربية واورينت وغيرها من القنوات الممولة سعوديا وقطريا تجاه مايحصل في سوريا، فأمام الرأي العام الدولي ترى هذه القنوات تندّد بإرهاب تنظيم داعش وتدعو لمواجهته وتعدّه خطرا على أمنها القومي وعلى العالم أجمع، ولكن عندما نتابع تغطيتها للأحداث التي تبثها للمشاهد العربي وعلى العكس من مراءاتها للعالم نلاحظ دعمها السافر للتنظيم الإرهابي وبكل الإمكانيات، في حين أنها تسعى جاهدة لتعتيم إنجازات كل من الحكومتين العراقية والسورية.
وكان إعلان الجيش السوري يوم الأحد الانسحاب بشكل مؤقت من مدينة تدمر مبعثا للسخرية ومثيرا لفرحة بعض القنوات الخليجية والعربية الداعمة للإرهابيين في سوريا، حيث أوردت بعض هذه القنوات في تقاريرها كلمات تشير الى فرحة داعميها للتقدم الظلامي الذي حققه داعش في تدمر، وإحدى هذه الجملات ذُكرت كالتالي على قناة الجزيرة القطرية المعروفة عنها بدعم الجماعات المتشددة الارهابية في سوريا حيث قالت "اعترف النظام السوري بسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تدمر، لكنه قال إنه سيستخدم كل السبل لاستعادتها" فمن جهة أشادت بتقدم داعش الارهابي ومن جهة أخرى قامت بإضفاء شرعية عليه من خلال قولها "تنظيم الدولة الاسلامية".
علاوة على ما ذاكرناه آنفا، لابد من إضاءة ذهن القارئ بالتغطية الإعلامية التي قام بها مراسل قناة الجزيرة لما يجري في تدمر، والسؤال هو "كيف تمكن مراسل الجزيرة من معرفة مايجري بشكل فوري؟ هل كان حاضرا مع عناصر تنظيم داعش لتغطية سير المعارك؟، حيث ذكر مراسل القناة من سوريا: إن مقاتلي التنظيم استعادوا السيطرة على مدينة تدمر بعد انسحابهم في وقت سابق إلى مشارفها نتيجة الضربات الروسية المكثفة.
ولم تكتفي القناة القطرية بنقل مايجري عن مراسلها بل قامت ببثّ تقارير وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش الارهابي، مشيدة بسيطرة مقاتليه على مدينة تدمر يوم الأحد بعد أن تراجعوا لفترة قصيرة تحت ضغط ضربات روسية جوية عنيفة، ليعودوا بذلك إلى المدينة بعد ثمانية أشهر من طردهم منها المرة الأولى.
أما قناة أورينت المعروف عنها تأييدها الحاد للمسلحين في سوريا والتي تأخذ من الإمارات مقرا لها، قامت بتغطية أنباء قناة تنظيم داعش الارهابي بشكل مباشر، ولم تتوان هذه القناة في عرض فيديوهات للتنظيم وهو يدخل مدينة تدمر بعد استخدامه الممنهج للسيارات المفخخة، بل ويشعر متابع القناة بأن سيطرة التنظيم على مدينة تدمر يعد انتصارا لها وللبلد الذي يستضيفها.
جدير بالذكر أن وكالات الإعلام قالت أن نحو أربعة آلاف من مقاتلي تنظيم داعش الارهابي أعادوا تنظيم صفوفهم وبدؤوا هجوما ثانيا لاستعادة تدمر بعد طردهم منها، وإن الجيش السوري يقاتل دفاعا عن المدينة.
وكان قد استقدم تنظيم داعش الإرهابي آلاف العناصر من إرهابييه من معقليه في الرقة ودير الزور لمؤازرة مقاتليه في الهجوم على تدمر.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أنها شنت 64 غارة على مواقع التنظيم في تدمر ومحيطها، مما أسفر عن مقتل "أكثر من 300" عضو التنظیم.