الوقت- أعلن التلفزيون الرسمي الكوبي وفاة أب الثورة الكوبية، الزعيم الكوبي السابق فيدال كاسترو توفي في العاصمة هافانا عن عمر ناهز 90 عاما.
وقال شقيقه راوول كاسترو الذي خلفه في السلطة عام 2008عبر التلفزيون الوطني، "توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22,29 هذا المساء"، فمن هو القائد زي اللحية الشهيرة الذي يعدّ ضمن قائمة من أبرز زعماء العالم؟
الثائر الكوبي الأسطوري
ولد فيدل أليخاندرو كاسترو روز عام 1926 ، وهو محام كوبى، وثوري وسياسي. ارتبط اسم فيدل كاسترو بالثورة الكوبية منذ عام 1956 الى عام 1959 التي كان أحد ضباطها الكبار الذين أطاحوا بحكم الجنرال باتسيستاوعين بدلا منه النظام الشيوعي الذي كان موالى للاتحاد السوفياتي، وعلى مدى عقود تحدى أمريكا، التي حاولت اغتياله مرات لا تحصى، وكثير من الكوبيين يعتبرون فيدل كاسترو صاحب البصيرة التي انقذت امتهم من ويلات الرأسمالية .
كاسترو الذي تولى السلطة في ثورة عام 1959 وحكم البلد لنحو نصف قرن يشاهد كثيرا وهو يدخن سيجار لانسيرو الطويل النحيف حتى إقلاعه عن التدخين في عام 1985.
"أب الثورة الكوبية"
تولّى فيدل كاسترو كما يطلق عليه "أب الثورة الكوبية"، السلطة في ثورة عام 1959 ، وكان الرئيس السابع عشر للبلد وحكمها لمدة 32 عاما (1976-2008)، حيث تمكن من بناء دولة شيوعية على أعتاب أمريكا، وتحدى على مدى 50 عاما محاولات واشنطن لإسقاطه.
بعد جراحة معوية في 31 يوليو 2006 سلم مهامه لأخيه الصغير ونائب الرئيس الأول راؤول كاسترو، وفي 19 فبراير 2008 وقبل 5 أيام من انتهاء مدة الحكم أعلن أنه لن يرغب في مدة جديدة كرئيس أو رئيس أركان.
تراث كاسترو
ومنذ عام 1959 كان لفيدل كاسترو والثورة الكوبية تأثير عميق على السياسة في جميع انحاء العالم ، ثورته اعطت الوحى لعدة محاولات عديدة من الثورات التي اندلعت في دول مثل نيكاراجوا والسلفادور وبوليفيا وغيرها، في جنوب امريكا الجنوبية، فولدت العديد من حركات التمرد ، فهذه الحركات املت فى الحصول على ثورة فى بلادهم على غرار ما حدث فى كوبا، وكوبا قامت بمساعدة العديد من هذه الجماعات المتمردة بالسلاح والتدريب .
وعلى مر السنين، حافظ فيدل كاسترو علي قبضته على السياسة الكوبية، ولم يتخل ابدا عن الشيوعية حتى بعد سقوط دولة الاتحاد السوفيتي، التي دعمت كوبا بالمال والطعام لعدة عقود، كوبا هي دولة شيوعية حقيقية حيث يتشارك الناس العمل والعوائد.
ففيدل كاسترو قال عبارته الشهيرة: "التاريخ لن يعفي لي." فالتاريخ قد يسامحه وربما قد يلعنه وفي كلتا الحالتين، ما هو مؤكد هو ان التاريخ لن ينسى فيدل كاسترو في اي وقت قريب .
كاسترو والدفاع عن فلسطين.. اسرائيل الفاشيّة
لم تغب فلسطين عن تراث كاسترو، فبعد سلسلة لقاءات مع الفلسطينيين بينها لقاء الرئيس الراحل ياسر عرافات، وقع الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو عام 2014 بياناً دولياً "للدفاع عن فلسطين" يطالب الكيان الإسرائيلي باحترام قرارات الأمم المتحدة والانسحاب من غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
واتهم فيديل كاسترو، حينها، في مقالة نشرتها صحيفة "غرانما" إسرائيل بممارسة "شكل جديد من أشكال الفاشية" من خلال هذه العملية العسكرية.
كاسترو العدو رقم واحد لأمريكا..حتى الأيام الأخيرة
صمد كاسترو خمسة وأربعين عاما أمام "الإمبرياليّة الأمريكية" وأمام الحصار الاقتصادي الذي فرضته على بلاده، واستمر نظامه حتى بعد أفول ثم سقوط الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية، ليصبح كاسترو العدو رقم واحد بالنسبة لامريكا.
وتعرض لمحاولات كثيرة من الاغتيالات والقتل ومن التدخلات الامريكية وتحول الرجل إلى مثال امام بلدان وقيادات أخرى في أمريكا اللاتينية وغيرها.
وذكرت عدة تقارير استخبارية وغيرها ان الولايات المتحدة حاكت اكثر من ستمائة مؤامرة لاغتيال كاسترو. الا انه ظل هناك بينما تعاقب على حكم الولايات المتحدة تسعة رؤساء.
بقي كاسترو على مواقفه المعادية لأمريكا حتّى أيّامه الأخيرة، حيث توجه زعيم الثورة الكوبية البالغ من العمر حينها 89 عاماً إلى أوباما برسالة مفتوحة قائلاً: “لسنا بحاجة أن تقدم لنا الإمبراطورية هدايا من أي نوع“.
وأكّد كاسترو أن الجزيرة الشيوعية لن تنسى مواجهاتها السابقة مع الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في أول رد فعل للرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو على زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى بلاده،
"الكومندانتي" يلقي "خطاب الموت"..يحتفل ويرحل
كاسترو الذي عاني طويلاً مع المرض ابتعد عن الإعلام لفترة طويلة، إلا أنّ الزعيم الكوبي المتقاعد فيدل كاسترو، الثلاثاء 19 أبريل/نيسان، كسر عزلته ليتحدث عن الموت ويشجع أتباعه في خطاب نادر خلال مؤتمر الحزب الشيوعي في هافانا.
وقال الزعيم الكوبي المتقاعد الذي كان يرتدي سترة رياضية زرقاء ويضع نظارة "قريبا سيكون عمري 90 عاما… قريبا سأكون مثل الآخرين. الكل يأتي دوره".
وأضاف "لعل هذه ستكون واحدة من المرات الأخيرة التي أتحدث فيها في هذه القاعة"، مؤكدا أن أفكار الشيوعيين الكوبيين ستبقى دليلا على أنه على هذا الكوكب.
بعدها بأشهر، وتحديداً يوم السبت 13أغسطس/آب احتفل فيدل كاسترو والشعب الكوبي بعيد مولده الـ90، إلا أنه ذلك الثائر بقي في ذاكرة محبيه داخل وخارج كوبا.
ورحل كاسترو يوم الجمعة 25 تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2016 عن عمر يناهز 90 عاماً ونيّف.