الوقت- عاكس وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر التيار الجارف المنتقد للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ودافع عنه خلال مقابلة له على شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أجراها الإعلامي الأمريكي فريد زكريا.
ردا علی سؤال لدور امریکا فی العالم قال: فوز ترامب قد يسمح بتأسيس توافق بين سياساتنا الخارجية وحالتنا الداخلية، فقد كانت هناك فجوة واضحة بين منظور العامة، ومنظور النخب، حول السياسة الأمريكية الخارجية. أظن أن الرئيس الجديد لديه فرصة للإصلاح بينهما، والأمر لديه باستغلالها من عدمه.
وفي اجابته علي سؤال حول ما الذي یراه غير اعتيادي الآن وما هي التحديات والفرص للرئيس الترامب، قال كیسنجر: هذا الرئيس المنتخب هو الأكثر انفرادا من بين الذين شهدتهم في نظري. ليس لديه أي أفكار أو تعهدات لأي مجموعة، لأنه أصبح رئيسا استنادا على استراتيجيته الخاصة، والبرنامج الذي وضعه أمام العامة من الأمريكيين، لم يقدم منافسوه مثيلا له.
وأضاف: في نظري فيما يتعلق بالوضع الحالي، يجب على الشخص ألا يحاسبه استنادا على الآراء التي اتخذها في أثناء الحملة التي لا يصر عليها. إن أصر عليها فسيتم الإعراب عن خلافات بكل تأكيد. لكن إن غير برنامجه وترك التساؤلات عن تصريحاته الانتخابية مفتوحة، فلا ينبغي أن يقوم شخص بجعل ذلك العنصر الحاسم.
ما حدا بزكريا للقول: إذا، تقول بطريقة لطيفة أنه يجب علينا الترحيب ببعض التخبط؟
فرد كیسنجر بدبلوماسيته المعهودة: أعتقد أن علينا إعطاءه فرصة لتطوير الأهداف الإيجابية التي قد يمتلكها، وقد مررنا بكثير من سنوات تمزيق الإدارات، قد يحدث الأمر مجددا لكن لا يجب أن نبدأ بهذه الطريقة.
في سؤال عن اعتقاده أن ترامب مؤيد لبوتين قال كيسنجر: لا، لكنني أظنه أنه وقع في دعاية محددة، لأن بوتين قال بعض الكلمات الجيدة له ضمنيا، وشعر أن عليه أن يرد.
اضاف كيسنجر: أظن أن بوتين سيرى كيف تتطور الحالة. روسيا والولايات المتحدة يتفاعلان معا في مساحات لا يملكان السيطرة على كل عناصرها، مثل أوكرانيا وروسيا، ومن المحتمل أن بعض المشاركين في هذه الصراعات قد يشعر بحرية أكبر للتحرك، وبالتالي؛ فإن بوتين سينتظر ليرى ما هي الخيارات.
يعد هنري كيسنجر من أبرز وزراء الخارجية في الولايات المتحدة، فقد شغل منصب وزير الخارجية من 1973 إلى 1977 في عهد الرئيس جيرالد فورد، وكان، قَبْلاً، مستشار الأمن القومي في حكومة الرئيس ريتشارد نيكسون.
لعب دوراً بارزاً في السياسة الخارجية للولايات المتحدة مثل سياسة الانفتاح على الصين وزياراته المكوكية بين العرب و الکیان الإسرائیلي والتي انتهت باتفاقية كامب ديفيد عام 1978. عيّنه الرئيس رونالد ريغان في عام 1983 رئيساً للهيئة الفيدرالية التي تم تشكيلها لتطوير السياسة الأمريكية تجاه أمريكا الوسطى.
كما عينه الرئيس جورج بوش الابن رئيسا للجنة المسؤولة عن التحقيق في أسباب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.