الوقت- مضى يوم 21 اذار على البحرين كما يمر أي يوم عادي، فلم يكن عيدا لبداية ربيع جديد مثلما مر على مختلف الدول، ربيع البحرين هذا العام لم يبصر النور. فكان كسوف الشمس الذي يخيم على المملكة منذ سنوات، مستمرا حتى يومنا هذا. فليل البحرين التي فرضته حكومة ال خليفة على الشعب المظلوم منذ عام 2011 لم تشرق شمسه حتى اليوم، وحالات الاعتقال والتعذيب والقمع ما زالت السلاح الخليفي الذي يعصر الإرادة الشعبية ويهدد وجودها، ولم يفلح عيد الام هذا العام أن يحمل رحمة لقلوب امهات هن ملائكة الرحمة اللواتي تحمين اطفالهن، فمتى يأتي العيد؟ ومن يعايد الام البحرينية اليوم؟
في عيد الام: امهات تحت التعذيب
غالبا ما يحلم الابناء في كل عام بيوم عيد الام، فترى الطفل مهما كان عمره يلهف لمعايدة امه فيحضر لها هدية أو قالب حلوى، و تبقى باقة الازهار المعبر الاول عن فرح يختلج قلب الطفل ليعانق من خلالها دموع أم سهرت لينام وتعبت ليرتاح .
لكن ابناء معتقلات الرأي في سجون البحرين لم يحملوا هداياهم إلى أمهاتهم، ولم يتمكنوا من تقديم باقات الزهور لأمهات كانت الاصفاد زهورها والدموع حلواها وأوجاع الفراق، هدية قدمتها ايدي الظلم والقمع والدكتاتورية .
فمر عيد الأم في هذا العام، ولا تزال تقبع خلف قضبان الانتقام السياسي 6 معتقلات ذنبهن الوحيد انهن حلمن بأيام جميلة لابنائهن، وجرمهن الوحيد أنهن حاولن صناعة غد مشرق لاولادهن. فكانت ريحانة الموسوي، ونفيسة العصفور، وآيات الصفار، وزهراء الشيخ، وجليلة السيد أمين، وليلى عبدالنبي تتلقين هدايا الامومة أسواط جلادين لا يملكون شفقة ولا رحمة .
ولربما حكاية المعتقلة زهراء الشيخ خاصة، تتجاوز بقسوتها الاخريات فهي تعتقل بصحبة طفلها الذي أكمل عامه الأول قبل أيام، في قصة تخلد في معاناة وعذابات شعب البحرين في نضاله من أجل الديمقراطية. تناشد فيها منظمات حقوق المراة والطفل والانسان لتبحث عن حق امهات واطفال ينتهك يوميا وعن آمال وأحلام اطفال تدمر بدبابات سعودية منذ الاول من اذار 2011 ذكرى التدخل السعودي الاول، ولا حياة لمن تنادي .
امهات البحرين: لكن منا أجمل التحايا
الامهات الاسيرات لسن الخاسر الاوحد في عيد الامومة، فامهات الشهداء لن تجدن اليوم من يشاركهن فرحتهن ولن تجدن اولادا يحملون باقات الزهور ليعايدوا امهاتهم اللاتي حملتهم في احشاءها وغذتهم من دمها .
فاليوم انقلبت الاية، فبعدما كان الطفل يحضر الورود ليحتفل بعيد امه، أضحت الام تحمل باقات الزهور لقبر ابنها التي قضت عليه ادوات القمع والقتل وتذرف على قبرها دموعا تطفئ نار قلبها التي تحرق قدرتها على الصمود والمطالبة بحقوق مشروعة، فتنهض مطالبة بالثار والعقاب للقتلة .
واليوم لأمهات شهداء البحرين وامهات الاعتقال السياسي وإلى الصامدات الصابرات، والجراح النازفة، والالم الصامت، وإلى كل روح تهفو وتتوق إلى لقاء الأحبة، وإلى كل دمعة تحبس في المآقي ولا تسقط، حفاظا على كبرياء أصيل، والى كل ام شهيد في كل زمان ومكان، كل عام وأنتن أشد صبرا، كل عام وأنتن أكثر شجاعة، كل عام وأرواح أبنائكن تحلق في الجنة بين الصديقين والشهداء، كل عام وأنتن بألف خير، بل كل عام وأنتن الخير كله .