الوقت- حول نتيجة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ووصول ترامب للرئاسة، ومرحلة ما بعد الإنتخابات في قراءة لمستقبل العلاقة بين أمريكا والسعودية ومصر وتركيا إضافة لمستقبل السياسة الامريكية اتجاه سوريا والرئيس الأسد وحول مستقبل الإتفاق النووي الذي أبرم مع إيران كان لنا حوار مع الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم عوض.
الوقت: برأيكم بعد وصول ترامب إلى سدّة الرئاسة في أمريكا هل سيحوّل أقواله أفعالاً فيما يخص الملف السوري ومحاربة الإرهاب وتصريحاته حول الرئيس الأسد وخصوصاً أننا نعرف أن ترامب وبوتين الداعم لسوريا على وفاق حتى الآن؟
عوض: "إن ما قاله ترامب الذي أضحى رئيساً الآن يعد في سياق جذب الصوت الأمريكي أثناء حملته الإنتخابية أي بصفته مرشحاً وهذا الكلام كان يمكن البناء عليه في حال استمر على مواقفه بانفتاحه على الرئيس الأسد أو أقلّه عدم معادته له كما فعلت الإدارة السابقة، إلا أننا الآن لا يسعنا إلا أن ننتظر بعض الوقت ليتوضح جيداً موقف ترامب من الأسد وسوريا لأن الإنسان عندما يكون خارج كرسي الرئاسة وخارج البيت الأبيض يكون مختلفاً في مواقفه وما أدلى به كان قبل دخوله البيت الأبيض ودائرة صنع القرار التي تتأثر بعوامل ومؤسسات عديدة أخرى والرهان الآن على كون ترامب ليس من هذا الصنف الذي يبدل رأيه سريعاً كما يبدل ثيابه.."
الوقت: رأينا دعماً سعودياً للمرشحة الديمقراطية الخاسرة "كلينتون" في حملتها الإنتخابية، فكيف ستكون صورة العلاقات بين السعودية وأمريكا بعد وصول ترامب للرئاسة وخصوصاً بعد تصريحاته المثيرة للجدل بشأن السعودية والوهابية؟
عوض: "أولا لا بد أن نذكر أن العلاقات الأمريكية السعودية في الآونة الأخيرة لم تعد جيدة كما في السابق فحصلت بعض التوترات في هذه العلاقة وحصل بعض الإضطراب فيها ومن يتابع العلاقات الثنائية بين البلدين سيلاحظ التذبذب فيها بين صعود وهبوط خلال الفترة الماضية رغم بعض المساعي الخجولة لتحسينها من جديد إلا أنه اليوم لا يمكن التنبؤ بمستقبل العلاقة بين البلدين في العهد الجديد مع دونالد ترامب وهو الذي أدلى بمواقف غير مرنة اتجاه السعودية وطريقة التعامل المستقبلية معها خلال حملته الإنتخابية، هذا ويضاف إلى ذلك مواقفه من الإسلام والوهابية وبشأن العلاقات بين أمريكا والدول العربية والخليجية خاصة الأمر الذي لا يبشر بعلاقات طيبة معهم إذا ما استكمل ترامب السير في هذه الطريقة."
الوقت: بشأن الإتفاق النووي مع إيران، ترامب توعد بإلغائه بمجرد وصوله للرئاسة، هل برأيكم ترامب قادر التفلت من بنود هذا الإتفاق الذي وقع سلفاً؟
عوض: "لا أعتقد ذلك، لأن هذا الإتفاق بات مبرماً ولا يمكن العودة إلى الوراء في شأنه، وأقصى ما يمكنه فعله هو التباطؤ بتنفيذه ووضع بعض العراقيل أمامه، اما الإتفاق نفسه لا يمكن الخروج منه بعد الآن، لأنه كما يقال الحكم إستمرارية، وخاصة ان هذا الإتفاق هو رسمي وتحت رعاية أممية ورعاية مجلس الأمن وبين دول كبرى عدة منها أمريكا لذا ليس من السهل إلغاؤه أو تجاوزه رغم ما صرح به الرئيس ترامب أثناء حملته الإنتخابية، لأن ذلك سيضعه في وضع حرج في الخارج والداخل وسيواجه معارضة كبيرة اذا ما فعل ذلك."
الوقت: ماذا عن شكل العلاقات التركية الأمريكية والمصرية الأمريكية مستقبلاً بعد إقدام الرئيسين السيسي وأردوغان بتهنئة ترامب سريعاً بوصله للرئاسة؟ علماً أن العلاقة بين أمريكا وهذه الدول شهدت جفاءاً إذ أن علاقة الرئيس أوباما لم تكن وثيقة مع مصر السيسي وفي تركيا ساءت العلاقة بسبب الإنقلاب الفاشل الذي حدث..
عوض: "برأيي أياً كان من وصل للرئاسة فالطرفان كانا سيُقدمان على تهنئته الأمر الذي يعد نوعاً من البروتوكول ولا يمكن البناء عليه لحسبات مستقبلية، أما مسألة شكل العلاقات مستقبلاً فإنها تتأثر بالخطوات التي سيقوم بها الرئيس الجديد والذي يبدو مهتماً أكثر في الوضع الأمريكي الداخلي الأمر الذي قد يؤثر على العلاقة بين أمريكا وهذين البلدين مستقبلاً، لذا المبادرات من وإلى واشنطن باتجاه اسطنول والقاهرة قد تنعكس إيجاباً أو سلباً بحسب المشروع الذي ينوي الرئيس الجديد السير به بخصوص هذين البلدين والمنطقة ككل."
الوقت: إستطلاعات الرأي والتوقعات جميعها جاءت في مصلحة كلينتون قبل الإنتخابات فكيف تحققت هذه المفاجأة بفوز ترامب وتخطي كل ما روّج له طوال الفترة الماضية؟
عوض: "وفقاً لمتابعتي المتواضعة للشأن الأمريكي، بات واضحاً أن الشعب الأمريكي يسعى للتغيير فقد جرّب آل كلينتون وبوش وأوباما ويريد الآن أن يطوي هذه الصفحة من الإستمرارية في هذا النوع من السياسة الأمريكية التي كلفت الولايات المتحدة الامريكية كثيراً من الحروب والإرهاب وغيرها فضلاً عن عدم إيفائهم بالعهود التي عقدوها للأمريكيين طوال هذه الفترة، والشعب الأمريكي أمام تحول في تقرير مصيره وهذا يبدو مطلباً شعبياً أمريكياً لفئة كبيرة من هذا المجتمع، ولا يجب أن نغفل الفضائح المتوالية التي طالت السيدة كلينتون أثناء وقبل حملتها الإنتخابية فيما يخص بريدها الإلكتروني وقضية التنصت والأهم ما نشر لها في الفيديو الذي تتحدث فيه جهارة عن المسؤولية والدور الأساسي الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية في صناعة الإرهاب وداعش الأمر الذي حمله ترامب دائماً واستمر بتعير كلنتون باتهامها ومن يوافقها بمضمونه وبهذه المسألة ككل أي بإيجاد داعش والمساهمة في تكبير حجم هذا التنظيم الإرهابي."