الوقت – قال المنظر الأمريكي الشهير في العلاقات الدولية جون ميرشايمر الذي شارك في اجتماع في مؤسسة فالداي التابعة لوزارة الخارجية الروسية الاسبوع الماضي، "انه ليس امام أمريكا سبيل لإنهاء الأزمة السورية سوى القبول ببقاء نظام بشار الأسد" رغم انه استبعد حصول هذا الأمر.
وصرح ميرشاير الذي يعتبر المنظر الرئيسي للنيورئالية (الواقعية الحديثة) الهجومية، ردا على سؤال حول احتمال اندلاع حرب بين القوى الكبرى، انه بسبب وجود الأسلحة النووية فإن حربا أخرى مثل الحروب العالمية الاولى والثانية لن تنشب لأن الحرب ان وقعت فلن يكون فيها خاسر نهائي فأمريكا ليس باستطاعتها الحاق هزيمة نهائية بروسيا أو الصين لأن طرفي الحرب سيستخدمان الأسلحة النووية ويتعرضان للتدمير.
واضاف ميرشايمر انه يعتقد ان الحرب المحتملة القادمة لن تكون بين روسيا وأمريكا رغم التوتر بينهما بل ستكون بين أمريكا والصين لأن روسيا لم تعد تشكل تهديدا كبيرا على أمريكا التي إتبعت سياسة بلهاء تجاه روسيا منذ عام 2000 فأمريكا والغرب هم المسؤولون عن أزمة أوكرانيا.
الشرق الأوسط
وقال ميرشايمر أثناء هذا الاجتماع ان منطقة الشرق الأوسط تضم دولاً متنوعة ومختلفة وان أمريكا ركزت اهتمامها على الشرق الأوسط منذ عام 2001 واذا نظرنا الى الدور الامريكي في احتلال العراق وتحطيم سوريا ودورها في ليبيا وأفغانستان فإننا نرى امورا محزنة فتواجد امريكا في الشرق الأوسط لم يجلب السلام والرفاهية بل خلق هيمنة الموت والدمار.
وتابع ميرشايمر ان أفضل حل بالنسبة لأمريكا هو البقاء خارج الشرق الأوسط لأن شعوب هذه المنطقة هي التي يجب ان تدير شؤون منطقتها، ان امريكا تريد التأكد من عدم سيطرة أية جهة بشحنات وصادرات النفط لكن يجب عليها ان تبقي قواتها خارج المنطقة وتستخدمها في الظروف الطارئة وثم تخرجها من المنطقة وعلى أمريكا ان لا تسير وراء نظرية جورج بوش.
وردا على سؤال لأحد الصحفيين الذي استفسر عن تأثير تغيير قادة الدول على العلاقات الروسية الأمريكية قال ميرشايمر انه يعتقد ان تغيير القادة سيكون له تأثير لكن هذا التأثير لن يكون كبيرا، واضاف: ان روسيا بوتين أو روسيا مدفيديف ستكون حساسة تجاه توسع حلف الناتو، ان غورباتشوف ويلتسين ايضا كانا يعترضان على توسع الناتو في التسعينيات، انني لا أوافق على القول القائل بأنه اذا كان بوتين لايقود روسيا فإن أزمة اوكرانيا ما كانت لتندلع، وفي أمريكا لن يحدث تغيير كبير اذا قاد البلاد رئيس جمهوري أو ديمقراطي لأن هذين الحزبين لا يختلفان كثيرا في السياسة الخارجية وحتى اذا فاز ترامب بالرئاسة وهو أمر لن يحصل فإنه محكوم بهيكلية السياسة الخارجية الأمريكية وسيذهب في الإتجاه التي تسلكه هيلاري كلينتون.
واضاف هذا الأستاذ في جامعة شيكاغو ردا على سؤال آخر: ان روسيا وقفت في وجه أمريكا وهذا كان متوقعا، اننا في أمريكا نظن بأن عليهم ان يسمعوا وينصاعوا لكل ما نقوله واذا لم يفعلوا فإننا نغضب، لكن الروس نجحوا في تحدي أمريكا كما حصل في سوريا ويبدو ان الروس يحسنون صنعا في سوريا ويزيدون نفوذهم في الشرق الاوسط وهذا يغضب أمريكا.
الأسد لن يرحل
يعتقد ميرشايمر ان أمريكل ليست لها أية مصلحة إستراتيجية في سوريا لأن هذا البلد ليس فيه نفط ولايمتلك قوة كبيرة، ويضيف: ان سوريا لا تشكل تهديدا لأمريكا التي تلعب دورا هاما الى جانب السعوديين والقطريين والأتراك لإسقاط الحكومة السورية، إن أمريكا فشلت والآن تقوم روسيا والى جانبها ايران وحزب الله بالدفاع عن الحكومة السورية وان الأسد لن يرحل الى أي مكان.
ورغم ذلك يقول ميرشايمر ان أوضاع سوريا لن تتحسن الا اذا قبلت أمريكا بأن الأسد باق، وحينها تقوم أمريكا بالتعاون مع الروس لدعم الأسد لأسباب إنسانية وإنهاء الحرب رغم ان هذا التعاون سيكون مؤلما، وفي هذا التعاون مع روسيا ونظام الاسد يجب عدم ملاحقة داعش فقط بل ينبغي ملاحقة كافة الجماعات المسلحة.
وأضاف ميرشايمر: ان هيلاري كلينتون هي أكثر تطرفا من اوباما فيما يخص سوريا وان المتطرفين هم مجتمعون الان حولها ولا اظن ان التعاون مع روسيا سيتحقق في عهد هيلاري كلينتون.