الوقت- منذ يومين تعرضت خطوط الدفاع لوحدات الجيش السوري في جبل الثردة الملاصق لمطار دير الزور، لعملية اختراق نفذها إرهابيو تنظيم داعش.
وجاء هذا التقدم الميداني للتنظيم بعد الغارة الجوية الصارخة التي نفذتها قوات التحالف بقيادة أمريكا على جبل الثردة، والتي راح ضحيتها 70 جندي للجيش السوري وأكثر من 100 جريح.
وعن الهدنة الهشّة التي فرضتها كل من أمريكا وروسيا في سوريا، والتي قد استثني منها تنظيما داعش والنصرة الارهابيان، لم تلتزم بها أطراف المعارضة المسلحة التي تزعم واشنطن بأنها معتدلة، حيث قامت بخرق الهدنة عشرات المرات وعلى مرأى من المراقبين الدوليين المنحازين لكفة المعارضة المدعومة امريكيا.
45 خرقا للهدنة خلال 24 ساعة
وفي هذا السياق رصد المركز الروسي للمصالحة في حميميم يوم الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول، 45 خرقا للهدنة في عدد من المحافظات السورية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وذكر المركز أن 26 خرقا سجل في محافظة حلب، و11 في محافظة دمشق، و4 خروقات في حماة، وخرقان في محافظة اللاذقية ومثلهما في محافظة القنيطرة.
من جهة أخرى قال المركز: عقد خلال الـ 24 ساعة الماضية اتفاق الهدنة مع ممثلي بلدتين في محافظة اللاذقية. وبذلك بلغ عدد المدن والبلدات التي انضمت إلى عملية المصالحة 642.
وأشار المركز إلى أن المفاوضات تتواصل بشأن الانضمام إلى الهدنة مع قادة ميدانيين لفصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق ومحافظات حمص وحلب والقنيطرة، فيما بقي عدد الجماعات التي انضمت إلى نظام وقف العمليات القتالية، دون تغيير، وهو 69 جماعة.
سقوط قذائف على دمشق
وفي خرق آخر، تعرضت العاصمة السورية لقصف بالقذائف من جهة حي جوبر في ضاحية دمشق.
وذكرت مصادر لروسيا اليوم، أن القذائف سقطت على أحياء الزبلطاني والعباسيين شرقي دمشق. كما صد الجيش السوري محاولة مجموعة إرهابية التسلل واستهداف نقاط عسكرية في محيط دير خبية في ريف دمشق الجنوبي الغربي.
وواصل الجيشان السوري والروسي قصفهما للمجموعات الارهابية من قبيل داعش والنصرة على عدة محاور في المحافظات السورية.
فيما قصف المسلحون حي صلاح الدين جنوب المدينة بالقذائف، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين.
أول من خرق الهدنة
منذ إعلان وقف إطلاق النار في سوريا وموافقة الحكومة السورية عليه، أصدرت كل من حركة أحرار الشام وفصائل من الجيش السوري الحر بما فيها فيلق الشام، وجيش الإسلام، وحركة نورالدين الزنكي، بيانين حول موقفهما من الهدنة، والملفت في الأمر أن البيانين لم يحملا موقفاً واضحاً حول قبول الهدنة أو رفضها بينما وصفت الاتفاق في البيان المشترك بـ"المجحف".
وجاءت أولى الخروقات بقذائف فصائل تنظيم "جيش الإسلام" الذي ينسب نفسه إلى المعارضة، حيث قصفت بقذائف الهاون عددا من البلدات في ريف دمشق، منها، عربين وجسرين والنشابية وحوش دوارة والقابون ودوما، كما قصفوا حي جوبر في دمشق.
وقامت مجموعات مسلحة تابعة لـ"أحرار الشام" باستهداف قرية الحمرات في محافظة اللاذقية.
نداءات دولية
من جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماع مجموعة دعم سوريا أهمية تنفيذ الأمريكيين التزاماتهم بفصل "المعارضة المعتدلة" عن الإرهابيين.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المشاركين في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في نيويورك أجمعوا على ضرورة الالتزام بوقف الأعمال القتالية في سوريا.
وفي وقت سابق أكدت موسكو أن أمريکا والمجموعات المسلحة لم ينفذوا أي بند من اتفاق جنيف حول وقف الأعمال القتالية في سوريا.
تحايل وتملص أمريكي
وتواصل أمريکا التهرب من تنفيذ إلتزاماتها فيما يتعلق بفصل المجموعات التي تدعمها وتطلق عليها تسمية "معارضة معتدلة" عن التنظيمات الإرهابية حيث أكدت وزارة الخارجية الروسية مؤخراً أنه لم يتم الفصل بين الإرهابيين ومجموعات "المعارضة المعتدلة" في سوريا رغم تأكيد واشنطن لروسيا قبل عدة أشهر أن ذلك لن يأخذ أكثر من أسبوعين.
من جانب آخر كشفت الخارجية الروسية أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا سيعلن عن موعد استئناف الحوار السوري السوري يوم الجمعة القادم وذلك في ختام المباحثات ضمن المجموعة الدولية لدعم سوريا.
ودخل الاتفاق الأمريكي-الروسي حول وقف إطلاق النار والأعمال القتالية في سوريا، حيّز التنفيذ عند الساعة السابعة من مساء يوم الاثنين 12/9/2016.
يشار إلى أن الاتفاق الروسي الأمريكي، لاقى قبولاً من قبل الهيئة العليا للمفاوضات، وحكومة النظام، بالإضافة لترحيب دولي، بينما شككت فصائل عسكرية به معتبرةً أنه "منقوص وغير واضح المعالم"، وفقاً لتعبيرها.