الوقت- يجتمع رؤساء العشرين دولة الأكثر ثراء في العالم في هانغزو الصين للبحث بعدة أمور سياسية، أمنية، إقتصادية وبيئية. وبالنظر إلى المواضيع المطروحة نرى أن هناك عدد قليل من المواضيع ستستحوذ على كل الاهتمام وعلى رأسها الدولار الأميركي ودوره في التجارة الدولية.
إذاً ما هي مجموعة العشرين؟
مجموعة العشرين هي عبارة عن مجموعة مؤلفة من 19 عشرة دولة إضافة إلى الإتحاد الأوروبي (أفريقيا الجنوبية، ألمانيا، السعودية، الأرجنتين، أوستراليا، البرازيل، الصين، كندا، كوريا الجنوبية، الولايات المُتحدة الأميركية، فرنسا، الهند، أندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، بريطانيا، روسيا، تركيا، والإتحاد الأوروبي).
تم إنشاء هذه المجموعة في العام 1999 بعد الأزمات المالية التي عصفت بدول جنوب شرق أسيا. وتهدف هذه المجموعة إلى التعاون الدولي في المجال الاقتصادي والمالي لحفظ التوازن المالي خصوصًا مع القدرة الإقتصادية لبعض الدول الناشئة والتي بغياب التعاون قد تُسبب الأزمات المالية.
ويجتمع رؤساء هذه الدول مرة في السنة لإقرار المواضيع التي إتفق عليها وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لهذه الدول كما وبحث الأمور العالقة. وتأتي أهمية إجتماعات مجموعة العشرين من حجمها التجاري حيث تُمثّل أكثر من 85% من حجم التجارة العالمية وكذلك من ناحية أنها تُمثل ثلثي عدد سكان العالم وأكثر من 90% الناتج المحلّي الإجمالي العالمي.
على جدول أعمال هذا العام، يتواجد المئات من البنود التي ستُقرّ، لكن هناك مواضيع تبقى موضوع بحث ونقاش مثل إتفاق باريس البيئي والذي لم توقعه حتى الساعة أكبر دولتين ملوثتين (أي الولايات المُتحدة الأميركية، والصين) مع أكثر من 40% من الغازات المُضرّة، و من الأمور المهمة التي كانت على هامش القمة هي كالتالي:
معاهدة استثمارية بين الصين و أمريكا
أفاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بضرورة العمل بين الصين وأميركا للتوصل إلى معاهدة استثمارية ثنائية "متبادلة النفع" في أقرب وقت ممكن.
وصرح شي بذلك خلال اجتماعه بنظيره الأميركي باراك أوباما في مدينة هانغتشو عشية قمة "مجموعة العشرين".
وأكد شي على أن القواعد الأساسية للصين بشأن التنمية الاقتصادية طويلة الأمد تبقى راسخة، وذكر أن الصين ستلتزم بسياسات الاقتصاد الكلي لتحقيق النمو، فى الوقت الذى يتم فيه الحفاظ على الاستقرار والتقدم بثبات فى الإصلاح الهيكلي لجانب العرض.
وأضاف شي أن الصين ستتمسك باتجاه الانفتاح والإصلاح، وستزيد من سهولة دخول الاستثمارات الأجنبية إليها، كما أن الصين ترحب بالشركات الأجنبية لكي تستثمر فيها، وستستمر فى توفير بيئة أعمال مفضلة.
وأعرب شي عن أمله في أن يبذل الجانبان جهودا مشتركة للتوصل إلى اتفاقية استثمارية ثنائية متبادلة النفع فى أقرب وقت ممكن.
وذكر شي أن مجالات التجارة ثنائية الاتجاه والاستثمار والتبادلات الشعبية وصلت الآن إلى مستويات تاريخية، وأن البلدين عملا معا فى مواجهة تغير المناخ.
لقاءات ذات طبيعة سياسية اهمها الشأن السوري على هامش القمة
أجريت العديد من اللقاءات السياسية على هامش القمة أهمها كان اللقاء بين الرئيسين الروسي و نظيره الأمريكي و في المؤتمر الصحفي لأوباما بختام قمة مجموعة العشرين، أوضح "انني بحثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرق التوصل لوقف دائم للنار في سوريا"، و أضاف "انني أكدت لبوتين ضرورة انهاء معاناة السوريين من الأعمال القتالية"، معتبراً أن "وقف اطلاق النار في سوريا سيمكننا من الوقوف ضد الإرهاب مثل "داعش" و"جبهة النصرة"، مؤكداً أن "النظام السوري يقصف حلب عشوائيا".
ومن جهة أخرى لفت الى "اننا لم نتوصل إلى نتائج حاسمة في الاتفاقات مع بوتين والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن أوكرانيا"، مشيراً الى أن "طريقة تطبيق وقف إطلاق النار تحتاج لمحادثات صعبة". كما تطرق أوباما لشؤون إقتصادية و إهتمامات أمريكية أخرى.
هذا و أكد الكريملين على النقاط السياسية العالقة نفسها التي تحدث عنها أوباما و أعلن أن عدم التوصل لإتفاق نهائي حول سوريا و بعض الملفات السياسية الأخرى بعد لقاء الرئيسين الأمريكي و الروسي الذي دام أكثر من ساعة لا يستوجب تفاسير دراماتيكية للمسألة إذ أن الرئيس بوتين قال أن ما قد يتوصل إليه وزراء خارجية البلدين لاحقاً سيكون مساعداً و يمكن تطبيقه.
هذا و الجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الآخر أعلن أنه "طرح خلال قمة العشرين في الصين مسألة إنشاء منطقة آمنة للاجئين داخل سوريا"،مؤكدا "اننا نعمل مع روسيا والتحالف للتوصل لهدنة في حلب قبل عيد الاضحى".