الوقت- بات من الواضح والجلي للجميع أن النظام في سوريا بما يمثله وحلفاؤه على الأرض هم القوة الوحيدة الجدّية التي تقوم بمحاربة الإرهاب على أرض الواقع، إلا ان هذا الإدراك ربما أخذ وقتاً لكي يتأقلم معه الغرب أو أنهم باتوا مجبرين بالإعتراف بهذا الأمر بسبب الخطر الداهم عليهم والمترتب على تنامي قدرة الإرهاب في سوريا وغيرها، علماً أن الغرب لا يتعامل بالعواطف بل المصالح فقط هي التي تحكم مواقفهم اتجاه أي ملف.
رئيس وزراء فرنسا السابق: يجب دعم الجيش السوري وحزب الله
بالصدمة يمكن وصف التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء فرنسا الأسبق "فرنسوا فيون" أمس والتي دعا فيها إلى دعم الجيشين السوري والعراقي والأكراد وحزب الله لأنهم الوحيدون الذين يُقاتلون تنظيم داعش الإرهابي.
اذ قال "فيون" في حديث لإذاعة "فرانس انتير" الفرنسية إنه في حال سقوط النظام السوري، فإن داعش سيُسيطر على الأرض ولن تذهب الجيوش الغربية لمقاتلته، لذلك يجب دعم القوات التي تُقاتلها على الأرض.
أما عن سبب عدم دعوته لدعم ما يُسمى بـ"الجيش الحر"، فقال فيون: "لم أر قط المعارضة السورية تُقاتل ضدّ داعش، إنها تقاتل أساساً ضدّ النظام السوري، ولا يُمكن التغلّب مع تلك القوى على داعش"، معتبراً أن "وجود النظام السوري بات ضروريا في هذه المرحلة من أجل هزيمة التنظيم".
كما دعا "فيون" إلى ضرورة استعادة ما وصفه بالحوار التقني بين باريس ودمشق.
الجدير بالذكر أن تصريح فيون ليس يتيماً بين نظراءه الأوروبيين اذ قامت العديد من الدول بإعادة فتح قنوات اتصال مع الحكومة السورية، وكانت أبرز ثمارها عشرات الزيارات لوفود اوروبية من دول مختلفة وبعضها كانت ذات دبلوماسي عالي المستوى والتقى بقيادات سورية عدة، لذا فإن القناعة باتت أن النظام هو الذي حمل لواء محاربة الإرهاب في سوريا والجدير بالجميع دعمه ومساندته، وهذا طبعاً لا يعد سوى انعكاس للضغط الذي تتعرض له الحكومات الأوروبية جرّاء ازدياد الهجمات الإرهابية في دولها ما يدفعها لضرب الإرهاب في معاقله الأساسية فضلاً عن الضغط الشعبي على هذه الحكومات والذي بات يمثل تحدياً لمن يريد البقاء في السلطة من رجالات هذه الحكومات، فالأوروبيون لا يثقون بحكوماتهم وأمنهم بعد الآن وهو ما يعكسه استطلاع الرأي الأخير في فرنسا.
الفرنسيون لم يعودوا يؤمنون بأن حالة الطوارئ تحميهم
لفت استطلاع للرأي أجري أخيرا ان الفرنسيين لم يعودوا يؤمنون بأن حالة الطوارئ تحميهم او يمكنها ان تمنع الهجمات الارهابية، بعد عملية نيس الإرهابية في تموز الفائت، وأظهر الاستطلاع ان 29 في المئة من الفرنسيين يشعرون بعدم الاستقرار ويعتبرون ان الأمن غير مستتب في فرنسا، وفي حين يشير الاستطلاع الى ان 76 في المئة من الفرنسيين لا يعتقدون ان تمديد حالة الطوارئ يمكن ان يشكل عاملا مهما في درء مخاطر التفجيرات والعمليات الارهابية الا ان 27 في المئة أيضا يعتبرون حالة الطوارئ فعالة في وقف الهجمات ومكافحة الإرهاب.
وتشير الصحف الفرنسية الى ان الفرنسيين القلقين على أمنهم يقبلون بكل الاجراءات المتخذة من قبل الحكومة الفرنسية، الا انهم يشكون بجدواها في وقف العمليات الارهابية.