الوقت-أثار بكاء مراسل الجزيزة بعد هزيمة الجماعات التكفيرية في مدينة حلب ردود أفعال واسعة على وسائل التواصل الإجتماعي، منتقدين إنحياز القناة بشكل كامل للجماعات المسلحّة التي ذبحت طفل فلسطيني قبل أيام، فضلاً عن تجاهلها لألاف المدنيين المحاصرين بينهم النساء والأطفال في قريتي الفوعة وكفريا في مخافظة إدلب.
وأجهش مراسل الجزيرة في حلب بالبكاء بعد الأنباء عن سقوطها، مبرّراً بكاءه بأنه متأثر "عما يعانيه أهالي ريف حلب في سوريا من عدم توفر احتياجاتهم الأساسية من حليب للأطفال ودواء للمرضى وعدم وجود ممر آمن لنفاد هذه المساعدات"،حسب زعمه.
هذا وقد أكد مصدر عسكري سوري، أن عشرات العائلات خرجت من أحياء حلب الشرقية السبت 30 يوليو/تموز، في وقت قام فيه عدد كبير من المسلحين بتسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى الجيش السوري.
وأضاف المصدر، بحسب وكالة سانا السورية، أن عشرات العائلات خرجت صباح السبت عبر الممرات التي حددت لخروج الأهالي المحاصرين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ووصلت إلى حي صلاح الدين، مشيراً الى أن مسلحين من أحياء حلب الشرقية سلموا صباح السبت أنفسهم وأسلحتهم لوحدات من الجيش السوري في حي صلاح الدين.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر الخميس 28 يوليو/تموز، مرسوما تشريعيا يقضي بمنح عفو لكل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فارا من وجه العدالة أو متواريا عن الأنظار، بشرط أن يسلم نفسه وسلاحه للسلطات السورية خلال 3 أشهر من تاريخ صدور المرسوم
هذا وقد بدأ الحديث عن ممرات انسانية للمدينيين والملسحين الراغبين بالقاء سلاحهم يطفو على السطح بشكل كبير، لتتحول قضية الممرات الى سجال سياسي بين موسكو وواشنطن ولتدخل فيما بعد الأمم المتحدة على هذا الخط.، في حين كان للمسلحين كلام آخر تمثل بقصف تلك الممرات ومنع المدنيين من الخروج.
اذ هدد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بإنهاء التعاون الكامل مع روسيا بشأن سوريا في حال كانت العملية العملية الإنسانية التي اطلقتها روسيا في مدينة حلب "خدعة".
وقد بدأت روسيا مع الحكومة السورية عملية إنسانية في حلب، الثلاثاء 28 يوليو/تموز الجاري، لإيصال مساعدات إلى أهالي هذه المدينة السورية المحاصرة.
الرد الروسي على كيري لم يتأخر، اذ أكدت وزارة الدفاع الروسية أن عملية حلب إنسانية بحتة، معربة عن استغرابها بشأن موقف بعض السياسيين الذين يرون أهدافا خفية وراء خطوات روسيا.
وقال أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي للصحفيين الجمعة 29 يوليو/تموز، "مستعدون لنفعل كل ما بوسعنا من أجل تقديم المساعدات إلى المواطنين المسالمين وحتى المسلحين الراغبين في إلقاء السلاح"، وأكد إمكانية فتح ممرات إنسانية ليس فقط من حلب بل وإلى المدينة، إذا اقتضت الضرورة ذلك، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الجانب الروسي لن يسمح في أي ظرف بتدفق المزيد من الأسلحة إلى المناطق التي يسيطر عليها مسلحون.
وتابع نائب وزير الدفاع: "وزارة الدفاع بالتعاون مع الخارجية الروسية بدأت عملها على جذب منظمات إنسانية دولية من أجل تقديم المساعدات للمدنيين في الجمهورية العربية السورية. وقد وجهت دعوات الوزارتين إلى النظراء في الخارج والدول البارزة لدعم جهود الجانب الروسي الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية لسكان حلب".
يذكر أنه في الأيام الأخيرة تمكن الجيش السوري وقوات المقاومة المتحالفة معه من إحكام حصارها على مدينة حلب شمال غرب البلاد بعد تطهير الطريق الحيوي المعروف بـ "الكاستيلو" الذي يصل بين أحياء حلب الشرقية ومعاقل الجماعات الإرهابية في الريف الشمالي ككفر حمرة وعندان وحريتان وأجزاء واسعة من حي "بني زيد" وحي "الليرمون".