الوقت- بعد أن أثارت زيارة ضابط المخابرات السعودي السابق اللواء أنور عشقي للكيان الإسرائيلي جدلاً واسعاً، وسخطاً لدى أبناء الشارع العربي قام بتبرير زيارته على أنها كانت لفلسطين فقط وليس للكيان، ضارباً بعرض الحائط الصور والتقارير الصادرة عن الكيان الذي قام بإستضافته.
فعلى الرغم من نشر الصحافة التابعة للكيان الإسرائيلي لتفاصيل الزيارة وصورة عشقي مع المسؤولين الإسرائيليين هناك، إلا أن عشقي نفى في تصريحات لصحيفة "سبق" الالكترونية، وهو في طريق عودته إلى جدة، أن تكون هذه الزيارة لـ "إسرائيل"، مؤكداً أنها جاءت بمبادرة فلسطينية "للوقوف على أوضاع المعتقلين الفلسطينيين ومواساة أسر الشهداء" حسب وصف عشقي"
وقال عشقي مبرراً: "من يكتبون بعض الكلام عليهم التأكد، فأنا لم أقم بزيارة "إسرائيل"، بل ذهبت لرام الله بدعوة من الفلسطينيين ".
وإعترف عراب التطبيع عشقي، بزيارته للقدس المحتلة، مبرراً ذلك بالقول: "الإسرائيليون كتبوا أني زرت "إسرائيل"، لأنهم يعتبرون القدس "إسرائيلية"، ونحن نعتبرها فلسطينية، ونعتبرها قضية إسلامية وعربية بناء على مبادرة السلام التي وضعها الملك عبدالله، رحمه الله".
وكانت الصحافة الصهيونية قد نشرت تفاصيل زيارة عشقي للكيان الإسرائيلي، وقالت صحيفة "هآرتس" حينها بأن الضابط السعوديّ السابق أنور عشقي، رئيس المعهد السعودي للدراسات الاستراتيجية، يزور تل أبيب مع وفد من رجال الأعمال السعوديين منذ الثلاثاء الماضي، وعرضت صوراً لعشقي والوفد السعوديّ مع مسؤولين إسرائيليين ونواب في الكنيست الصهيوني، ناقلة عنه قوله إنه معنيّ "بتوثيق العلاقات بين السعودية و إسرائيل ".
وذكرت الصحافة الإسرائيلية بأن عشقي نزل بفندق الملك داود في القدس المحتلة، على الرغم من ادعاء عشقي أن زيارته جاءت بدعوة من الفلسطينيين.
بدورها رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن استمرار اللقاءات التطبيعية بين النظام السعودي والكيان الإسرائيلي له مخاطر عدة، وأشارت إلى أن هذه اللقاءات التطبيعية لا يمكن أن تتم إلا بغطاء وضوء أخضر من الجهات الرسمية السعودية، معتبرة أن هذه اللقاءات تكشف حجم المخاطر التي تتعرض لها القضية الوطنية الفلسطينية ومصالح الشعوب العربية، وأضافت الجبهة أن هذا التنسيق يهدف الى إبقاء إرهاب الجماعات التكفيرية التي تمولها وتغذيها السعودية والغرب.
ورأت الجبهة الشعبية أيضاً أن تكرار هذه اللقاءات يكشف حجم التنسيق بين النظام السعودي والكيان الإسرائيلي وواشنطن لتمزيق المنطقة، موضحة أن السياسة الرسمية السعودية تعمل على حرف بوصلة الصراع في المنطقة، ولفتت الجبهة إلى أن استمرار اللقاءات السعودية الاسرائيلية يقدم خدمات مجانية للإحتلال للإستفراد بالشعب الفلسطيني، مستهجنة مشاركة قيادي فلسطيني في اللقاءات التطبيعية السعودية الاسرائيلية.
هذا وقالت الإذاعة التابعة للكيان الاسرائيلي إن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس يحيى موسى دعا المملكة العربية السعودية إلى رفض كافة أشكال التطبيع مع اسرائيل، وبحسب مراسل الإذاعة فإن موسى عقب بذلك على زيارة اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي للبلاد، ولقاءاته مع مسؤولين اسرائيليين بمن فيهم المدير العام لوزارة الخارجية دوري غولد.
وعشقي البالغ من العمر 73 عاما، يعمل رئيسا لمركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية في جدة والمستشار السابق للأمير السعودي والسفير في الولايات المتحدة، بندر بن سلطان.
يذكر أنه وفي هذا السياق، كشف تقرير لصحيفة “هآرتس” عن حجم الإستثمارات الإسرائيلية في بلدان خليجية على رأسها السعودية، وكشفت الصحيفة أن هذه المرة الأولى التي تقدم فيها جهة إسرائيلية عن نشر تقرير مفصل بالأرقام عن حجم وطبيعة الاستثمارات الإسرائيلية في هذه البلدان، وفيما يخص السعودية منها فأن هآرتس ذكرت بأن الإستثمارات الإسرائيلية المباشرة سواء البنكية أو التجارية تشهد نمو مطرد بدأ ببطء مع بداية الألفية الجديدة.
وكان موقع “ويكيليكس” نشر مراسلات وزارة الخارجية السعودية من وإلى سفاراتها حول العالم، وهي المراسلات التي ألقت الضوء على السياسة الدبلوماسية السعودية تجاه عدد من القضايا وألية عملها حيالها وما يستشف من ذلك عن تداعيات ومسائل أخرى طالما حرصت المملكة على أن تكون ممهورة بعبارة “سري للغاية”.
ونشر الموقع حينها عدداً من المراسلات التي تعطي صورة شبه متكاملة عن مراحل التقارب بين السعودية والكيان الإسرائيلي وإختلاف دواعي وأنماط ذلك، وخاصة بأن المراسلات في أغلبها تخص العشر سنوات الماضية، والتي بدأت خلالها وبإلحاح طرح مسألة التطبيع مع إسرائيل ومبادرة السعودية بذلك.