الوقت- نقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن مصادر في الخارجية التركية، عن وجود تغير جذري في الموقف التركي الرسمي اتجاه الأزمة السورية، مشيرة الى أن هناك توجه تركي للقبول ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد لفترة انتقالية قصيرة.
واعتبرت مصادر الصحيفة أن التغير في الموقف التركي يعد امتدادا لتقارب أنقرة مع موسكو، ونقلت الصحيفة بأن هذا لا يعني تغيرا في موقف أنقرة من الأسد، إذ أنها تتمسك برحيله، لكنها قد تقبل ببقائه لمرحلة انتقالية قصيرة ربما لا تتجاوز الستة أشهر من خلال توافق مع القوى الدولية وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة.
وعلى حد تعبير الصحيفة فقد "أعادت المصادر التركية إلى الأذهان خطة سابقة وافقت عليها تركيا قبل أزمة إسقاط الطائرة الروسية على حدودها مع سوريا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، خطة اقترحتها على روسيا مجموعة من تسع دول، وتتضمن الإعلان عن مرحلة انتقالية في إدارة البلاد لمدة ستة أشهر يبقى فيها الأسد رئيسا بصلاحيات رمزية غير إدارية أو سياسية أو عسكرية ليغادر منصبه في نهايتها وتجرى انتخابات جديدة في البلاد".
ورأت المصادر بحسب الصيحفة ذاتها، أن عودة تركيا لتقييم سياساتها تجاه سوريا ترجع في المقام الأول إلى التهديدات الكردية، إلى جانب تضرر مصالح تركيا خلال السنوات الخمس الماضية بسبب التشدد في التعامل مع قضية وجود الأسد.
وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأن "روسيا نفسها لن تتمسك ببقاء الأسد إلى ما لا نهاية، لكنها تسعى لضمان مصالحها في سوريا التي يمكنها التوافق بشأنها مع القوى الدولية الفاعلة هناك".
ولم تخف المصادر انزعاج تركيا من استمرار الدعم الأمريكي والروسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية "وحدات حماية الشعب الكردية"، معتبرة أن استمرار الأسد لفترة قد يكون ضمانا لعدم تهديد الدولة التركية بقيام دولة كردية على حدودها مع سوريا لها امتداد داخل تركيا تتمثل في منظمة حزب العمال الكردستاني التي تسعى للانفصال في جنوب شرقي تركيا في إطار السعي لإقامة "دولة كردستان الكبرى".