الوقت- أكد قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد على خامنئي، أن الثقة ببريطانيا الخبيثة والشيطان الأكبر (الولايات المتحدة) خطأ جسيم، مشيراً الى أن ان الطرف الاميركي لم يلتزم بتعهداته المنصوصة في الاتفاق النووي وهو ناكث للعهد.
واكد آية الله خامنئي في كلمة القاها الجمعة في مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ 27 لرحيل الإمام الخميني (قدّس سرّه) في مرقده جنوب طهران، إن طهران لا تعتزم التعاون في القضايا الإقليمية مع عدوتيها اللدودتين، الولايات المتحدة وبريطانيا الخبيثة، مؤكداً ان الشعب الايراني لن ينس الدور المخرب لاميركا و"نحن قد خبرناها في المفاوضات النووية".
واتهم آية الله خامنئي، في كلمة على الهواء، واشنطن بعدم الالتزام بالاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى عالمية في 2015. ولم ترفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، معتبراً ان أي تنازل عن مبادئنا يجعل الطرف الاميركي متمسكا بعدائه وعلينا ان لا ننخدع بابتسامات العدو، مؤكدا ان الشعب الايراني تمكن من افشال حصار الاعداء.
وقال: ان الاسلام الاصيل هو مقابل الاسلام الاميركي الذي له فرعان الاسلام المتحجر والاسلام العلماني، مضيفا ان الدفاع عن المحرومين والمظلومين في اي نقطة من العالم هو من قيم الثورة. وإذا كان هناك التزام بالمسار فإن الحركة ستستمر، مشيراً الى ان العدو قد يدعو للحوار وهو يستبطن العداء ونظام التسلط يركز على توظيف وسائل فرض الهيمنة.
وحذر قائد الثورة من تملقات الاعداء، واذا تعاملت الجمهورية الاسلامية الايرانية بسذاجة مع هذا التملق فهذا يعني انها أكملت مخططهم، مؤكدا على ان الذوبان في الاقتصاد العالمي هو خسارة لنا وعلينا ان نحقق استقلالنا الاقتصادي من خلال الاقتصاد المقاوم فقط.
كما حذر من انحسار الخطوط الفاصلة مع العدو، وقال: ان بعض الجهات في البلاد لم تحدد خطوطها الفاصلة مع العدو. وأكد ان على الشعب الايراني ان يطمئن لوعد الله بتحقيق النصر على الاعداء، معتبراً ان المواجهة مع اميركا مواجهة مع جبهة تمتد الى مناطق مختلفة، مؤكدا انه ينبغي ان لا نسمح للعدو باستغلال وسائل التواصل والارتباط الحديثة.
وقال سماحته "ان امريكا وبريطانيا تمارسان الضغوط على الشعب الفلسطيني منذ اكثر من 100 عام ولا يمكن للاسلام وللنظام الاسلامي ان يسكتا على هذا ولا يكترثا، كما ان نظام الهيمنة وامريكا يقدمان الدعم المباشر للدولة التي تقصف الشعب اليمني ومستشفياته واسواقه ومدارسه بالقنابل ولا يمكن للنظام الاسلامي ان لايكترث لهذا العداء، ان امريكا دبرت انقلابا في ايران في 19 اغسطس عام 1953 ودربت جهاز امن النظام البائد على تعذيب الشعب والمناضلين ودعمت صدام الى أقصى الحدود واسقطت طائرة مدنية لنا وهاجمت منصاتنا النفطية وفرضت حظرا اقتصاديا علينا، متسائلا: أليس هذا عداء. فكل شخص او جهة تعمل من اجل الاسلام، اذا وثقت بأميركا فإنها ستتلقى الصفعات، وأردف قائلا: لدينا العديد من الاعداء الصغار والكبار، الا ان اكبرهم اميركا وبريطانيا الخبيثة، مشيرا الى ان الاعلام البريطاني يختلق الوثائق ضد الامام الخميني (رض) وذلك باستخدام وثائق اميركا، التي لا تمنتع حتى عن استهداف طائرة ركاب.
وقال قائد الثورة في جانب من كلمته ان مشكلة اعداء الامام الخميني (رض) كانت تكمن في ثوريته، فالضغوط التي يمارسونها هي بسبب التوجهات الثورية، لأنهم يخشون هذه التوجهات، واضاف ، ان احد العناوين الشاملة التي يمكننا اطلاقها على الامام الخميني (رض) انه كان مؤمنا متعبدا ثوريا، وتسأل سماحته مالسبب في معارضتهم للتوجهات الثورية؟ لأن البلد كان بأكمله تحت هيمنتهم، الا ان الثورة ضمنت استقلالية البلاد اضافة الى انها تحولت الى ملهمة لسائر الدول.
واشار آية الله خامنئي الى ان جميع اهداف الامام الخميني (رض) تتلخص في سيادة دين الله، وهي تعني اقتلاع جذور الجهل، مضيفا: اينما تحركنا وعلمنا بثورية انتصرنا، واينما اصابتنا الغفلة تأخرنا.. اذا بدلتم السبيل فإن الاسلام والثورة سيتلقيان الصفعات.. فالثورة هي رصيد ممتاز وفريد لبلادنا، معتبراً ان من الخطأ ان نتصور ان الثورييين هم فقط الذين ناضلوا خلال عهد الامام الخميني (رض) فالشباب ايضا يمكنهم ان يكونوا ثوريين، فكثير من شبابنا ثوريون رغم انهم لم يروا الامام الخميني (رض)، منوّهاً الى ان نقول ان الثوري متطرف، فالثورية لا تعني التطرف، فهذا كلام اعداء الاسلام، ولا ينبغي ان يتغلغل هذا الكلام في ثقافتنا السياسية، كما ان من الخطأ ان نتوقع نفس المستوى الثوري من جميع الثوريين.
وعدّد آية الله خامنئي 5 معايير للثورية وهي: الالتزام بمبادئ وقيم الثورة، وتحديد مبادئ الثورة كأهداف والسعي الحثيث لتحقيقها، والتمسك باستقلال البلاد، والحساسية لمخططات الاعداء وممارساتهم وعدم التبعية لمخططات الاعداء، والتقوى الدينية والسياسية. فهذه المعايير اذا تحققت في شخص فمن المؤكد سيكون ثوريا، كما أكد ان من الخطأ الاعتقاد بأن الاقتصاد المقاوم يتمثل في استقطاب الاستثمارات الخارجية، فالبعض يقولون ليس لدينا أعداء، لكن حتى اعتبار وجود العدو توهما للمؤامرة فهذا هو بحد ذاته مؤامرة، لأنهم يريدون ان يقضوا على الحساسية تجاه العدو.
وشدد آية اللها خامنئي على ضرورة ان يكون الشعب والحكومة جنبا الى جنب، وهذا لا يتنافى مع الانتقاد، وعلى السلطات الثلاث ان تكون متحدة، محذرا من غلبة الاحاسيس الفردية والفئوية على المنطق، مشيراً الى ان الثورة الاسلامية انقذت البلاد من التبعية والتخلف والفساد السياسي والفساد الاخلاقي و"الحقارة الدولية" حيث كان الشعب الايراني متخلفا في العلم والاقتصاد وكل شيء وكان الامريكيين والبريطانيين يتأمرون عليه، واضاف : كنا نصدر النفط بأربعة اضعاف ما نصدره اليوم وان عدد شعبنا كان اقل من هذا لكن البلاد كانت تعاني من الفقر والتخلف والفساد السياسي والبنى التحتية كانت معدومة وكانت ايران مصابة بالتخلف والفقر وثرواتنا الطبيعية كانت تحت تصرف الاجانب والنظام الحاكم الذي كان يقمع الشعب.
من جانبه ألقى السيد حسن الخميني حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية كلمة خلال هذه المراسم اثنى فيه على جهود الامام الخميني الراحل (رض) قبل وبعد انتصار الثورة الإسلاميه قائلا ان هذه الثورة انقذت الشعب الإيراني من الظروف السيئة التي كان يعيشها في السابق، واضاف السيد حسن الخميني: الكرامة السياسية التي تتمتع بها بلادنا اليوم هي ناتجة عن توجيهات الامام الراحل وقائد الثورة الإسلامية.
واشار حفيد الامام الخميني الراحل (رض) الى المشاكل التي يعيشها العالم الاسلامي اليوم ومنها وجود الكيان الصهيوني الغاصب واضاف: الحقيقه تشير الى ان هذه الغدة السرطانيه اي الكيان الصهيوني الذي كان يعتبره الامام الخميني بأنه كيان حقير، بات اليوم وبسبب صراعات المسلمين يعيش حالة من الهدوء والراحة وندعوا الله سبحانه وتعالى ان يسلبه هذه الراحة.