الوقت - من المعهود لأمريكا أن تتعامل في سياستها الخارجية بازدواجية في المعايير، فنراها مثلاً تهاجم دولاً وتتهمها بالارهاب وفي نفس الوقت علاقاتها الدبلوماسية معها طيبة على أعلى المستويات، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما شهدناه من مواقف أمريكية من السعودية وما رافقها وتلاها من زيارات للأخيرة على مستويات رئاسية، والأمر نفسه بالنسبة للإرهاب فنرى أمريكا تدعي بأنها حامل لواء محاربة الإرهاب في الوقت الذي تدعم فيه أكبر ترسانة أسلحة في المنطقة ومصدر للارهاب أي الكيان الإسرائيلي، كما تدعم المجموعات المسلحة في سوريا والتي لا يمكن تمييزها عن الارهاب بشيء. وهذا ما نسمعه اليوم عن نية أمريكا زيادة دعمها العسكري للكيان الإسرائيلي والمجموعات المسلحة في سوريا، وفي الوقت نفسه دعم جهودها في محاربة الإرهاب، وهو ما يعتبر جمعاً لنقيضين.
مجلس الشيوخ يدعو أوباما لمساعدة الكيان الإسرائيلي عسكرياً
طالبت الأغلبية في مجلس الشيوخ الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بعقد اتفاق عسكري جديد مع الكيان الإسرائيلي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار في السنة، وذلك لتمكين الأخير من الحفاظ على تفوقه التكنولوجي على دول المنطقة والعربية منها بالتحديد. وبحسب ما جاء في اقتراح مجلس الشيوخ والذي وقعه 83 نائبا من أصل مئة سناتور والذي طرحته الجمهورية "ليندسي غراهام" والديمقراطي "كريس كونز". كما وقع الإقتراح المرشح الجمهوري للرئاسة "تيد كروز"، فيما المرشح الديمقراطي للرئاسة "بيرني ساندرز" لم يكن من ضمن الديمقراطيين ال 51 الذين وقعوا على الاقتراح.
وجاء في القرار مقترحاً برفع تمويل برامج الصواريخ في الكيان الاسرائيلي بالنسبة نفسها التي زيدت في السنوات الماضية، وكان "أوباما" طالب ب 150 مليون دولارا لهذه البرامج في وقت سابق، في حين يتوقع ان يوافق مجلس الشيوخ على إرسال مئات الملايين من الدولارات لتمويل برامج صواريخ دفاعية متوسطة وبعيدة المدى.
قوات أمريكية اضافية الى سوريا بزعم تدريب المسلحين تارة ولمحاربة داعش تارة أخرى!
صرّح مستشار الرئيس الامريكي "باراك أوباما" أن أمريكا تبتغي تسريع جهودها في التصدي لتنظيم داعش، وفي هذا الاطار ترى أن إرسال قوات إضافية لسوريا سيسرع العملية.
وفي هذا السياق أعلنت مصادر عسكرية أمريكية وبعض التقارير الصحفية أن الرئيس الأمريكي وافق على إرسال 250 من القوات العسكرية الأمريكية إلى سوريا.
ومع تنفيذ هكذا قرار سيزداد عدد القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا ليصل الى حوالي 300 فرد، وتهدف هذه العملية باستقدام قوات جديدة بحسب المزاعم الأمريكية إلى التعجيل بالمكاسب التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة ضد تنظيم "داعش"، وأنها تعكس تزايد الثقة في قدرة القوات التي تدعمها أمريکا داخل سوريا والعراق لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي.
وفي هذا السياق نقلت وسائل الاعلام عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، أن السلطات الامريكية سترسل مدربين عسكريين إضافيين إلى سوريا في إطار سلسلة إجراءات تهدف إلى زيادة دعم امريكا لشركائها في المنطقة في مواجهة تنظيم داعش، وذكرت عن المسؤول أن مهمة هؤلاء المدربين في سوريا ستكون تقديم التدريب والمشورة لحلفائها في سوريا، الذين يقاتلون تنظيم داعش.
يجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية رحبت بقرار الرئيس الامريكي إرسال قوات إضافية إلى سوريا وتصفه بأنه خطوة طيبة.
بعد قرار ارسال قوات اضافية لسوريا، أمريكا تستخدم أسلحتها الإلكترونية ضد داعش للمرة الاولى
فتحت أمريكا جبهة جديدة لمحاربة تنظيم داعش حيث بدأت قيادة الحرب الإلكترونية الأمريكية شن هجمات ضد شبكات الكمبيوتر الخاصة بالتنظيم الإرهابي لتتماشى جنبا إلى جنب مع هجمات الأسلحة التقليدية، وذلك حسب تقارير صحفية أمريكية والتي اعتبرت أن مثل هذا التحرك يعكس رغبة "أوباما" في إدخال الأسلحة الإلكترونية السرّية في الحرب ضد تنظيم داعش، والذي اثبت فاعليته في استخدام وسائل الاتصال والتشفير الحديثة لتجنيد عناصر وتنفيذ عمليات.
إيران ترفض التدخلات الاضافية غير المنسقة في سوريا
من جهة أخرى رفضت طهران القرار الأمريكي بارسال قوات عسكرية الى سوريا بشكل مبطن وذلك في تصريح المتحدث باسم الخارجية الايرانية "حسين جابري أنصاري" الذي اعتبر أن التدخل العسكري غير المنسق مع الحكومة السورية سيزيد من تعقيدات الأزمة، محذراً من دول وقوى تريد تدويل أزمات المنطقة وذلك من أجل تعميقها.
كما أشار "أنصاري" إلى أن المنطقة تشهد تطورات سياسية داخلية وخارجية، حيث أن بعض الحكومات تسعى لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها.