الوقت- يجري الحديث في وسائل الإعلام, عن تفاهم تركي أمريكي قريب الحدوث, حول تدريب آلاف المسلحين المعارضين لنظام بشار الأسد.
موقع شبكة ال BBC الاعلامي , نشر أن اوساطا تركية قالت أن توقيع الاتفاقية سيكون في حدود نهاية شهر كانون الثاني, وسيتخذ الاتفاق حيز التنفيذ في شهر آذار من هذه السنة.
الاتفاقية تتضمن قرارا للعمل خلال مدة ثلاث سنوات ,على تجهيز 15000 مقاتل معارض للنظام , لیتم تدريبهم وتسليحهم على الأراضي التركية والسعودية والأردنية.
هذا على الرغم من أن أمريكا وحلفاءها سبق وقامت بتدريب عدد من المعارضين السوريين في السعودية والاردن بحجة اعدادهم لمواجهة المجموعات الارهابية المسلحة وداعش.
توسيع نطاق تدريب المعارضين السوريين في تركيا, تعتبره الحكومة التركية مشروعا مهماً حيث تريد من هذه القوات, ليس فقط مواجهة داعش الأسد، انما لاستخدامها في وجه النظام السوري.
ماري هارف، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية, رفضت يوم الاثنين التعليق حول برنامج تدريب المعارضين السوريين. في الوقت نفسه، قالت: " نحن نركز جهودنا على تعزيز القدرات العسكرية للمعتدلين في المعارضة السورية لمواجهة داعش , وفي الوقت عينه , نتوقع أن تكون هذه القدرة العسكرية داعمة لمواصلة القتال ضد نظام الأسد ".
في مقام آخر, صرح مسؤول في وزارة الخارجية التركية الاثنين لوكالات الاخبار, أن السنة الجارية سيتم تدريب بين 15000 و 20,000 عنصر من المعارضين المعتدلين للنظام السوري على الاراضي التركية. وبناءا على كلامه, فإن القدرات العسكرية الامريكية والتركية ستتولى تدريب المعارضين.
يشار الى أن تركيا حالياً, تقوم بتدريب قوات البشمركة الكردية في كردستان العراق لمواجهة داعش, ولديها برنامج تدريب محدود أيضا لاعداد المعارضين السوريين على اراضيها.
ومع ذلك، فإنه بالنسبة لأنقرة, مكافحة الجماعات المتشددة لا يكفي, فالأصل هو حل الأزمة الراهنة في سوريا ، الذي يكون عبراستبعاد بشار الأسد من السلطة.
في المقابل, يبدو أن واشنطن وصلت الى قناعة أن الحد من تقدم داعش وانهزام هذه المجموعات, يجب أن يحوز على أولوية أكبر من تغيير نظام الأسد.
تركية كذلك تربطها علاقات تقارب وطيدة ببعض المجموعات المعارضة السورية , ومن جملتها ما يسمى الائتلاف الوطني السوري المعارض , الذي اختار يوم الاثنين في العاصمة التركية اسطنبول , خالد خوجه رئيساً جديداً له.
خالد خوجة , 56 عاما , الذي كان قد درس لمدة عامين العلوم السياسية في تركيا لينتقل بعدها الى ليبيا حيث أكمل دراسة الطب, صرح انه غير مستعد للمشاركة في محادثات الصلح التي تجهد موسكو لاقامتها في مطلع الشهر الجاري. وقال للصحفيين في اسطنبول: " إن روسيا هي واحدة من أعداء الثورة السورية وأي عضو من أعضاء الائتلاف الوطني ليس على استعداد للمشاركة في محادثات في موسكو فموسكو وطهران شریکتان في الحرب الداخلية السورية , بشكل واسع , وتدعمان نظام بشار الأسد."
خوجا الذي تناسى, ذكر التدخلات التركية والسعودية والقطرية والاماراتية التي تدعم المجموعات المعارضة ماليا وعسكريا, وتتدخل في الحرب الدموية التي راح ضحيتها أكثر من 200 ألف شخص حتى الانز
كما نسي أن الدولة التركية التي ترعى المؤتمر هي التي سرقت 30 مليار دولار من سوريا منذ بداية الأزمة السورية ونهبت معامل حلب ومقدرات الدولة في الشمال السوري, وتقوم هي وحلفاؤها من الدول العربية بدعم للجماعات المسلحة الذي وصل الى فتح الحدود التركية والاردنية والفلسطينية للمسلحين وجلب المقاتلين الاجانب من أقصى الارض وتدريبهم وتسليحهم والمجاهرة في التصريحات التي تتعلق بشؤون سورية الداخلية, وتناسى أن التفجيرات التي تقطع أحشاء أطفال سورية وشعبها هي من نتاج الفكر الوهابي السعودي, وبتمويل قطري.
ومن ناحية أخرى غفل خوجا عن أنه وفي الوقت الذي يتم فيه انتخابه رئيسا للائتلاف السوري في تركيا, توقع حكومة هذا البلد مع امريكا هذا الشهر اتفاقية لتجهيز 15000مقاتل معارض على اراضيها لمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد, وهذا ليس تدخلا بل دعما!
اما في نظر خوجا ان ايران وروسيا فهما تتدخلان وتعاديان الشعب السوري عبر حماية دولته من مؤامرة الغرب وبعض الأعراب بمشروع متستر خلف رايات داعش السوداء !
خطوة تركية للخروج من العزلة بفاتورة الدم السوري النازف:
تركيا اليوم وسط انهيار مشروع الاخوان المسلمين الذي تعتبر هي وقطر الراعي الاول له, وظهور مصر كلاعب سياسي تعول عليه الدول الغربية والعربية في المستقبل , وبعد الفشل الذريع الذي منيت به في مشروع اسقاط نظام الأسد الذي استنفذت فيه أنقرة كل الوسائل , وباءت بالفشل , باتت في عزلة سياسية .
الخطوة التركية الجديدة, تأتي في محاولة لفتح ثغرة في العزلة السياسية التي تعاني منها حكومة اردوغان, وتعاود المحاولة لاستقطاب امريكا من جديد, وتسعى للعودة للعب دور يخرجها من أزمتها السياسية , عبر الاتفاقية المذكورة, التي لا تصب الا في صالح سفك المزيد من الدم السوري البريء الخاضع للعبة الأمم وأطماعها.
هذه التجربة التي تقوم بها امريكا وتركيا, لانشاء قوة من المعارضين المعتدلين حسب تعبيرهم, رغم فشلها الحتمي على شاكلة تجربة قوات الصحوة العراقية المعلومة النتائج , ليست الا استخفافا بالدم السوري والشباب السني الذي يزج في معارك تستنزفه وتقتله, لحساب مشاريع سياسية أهدافها واضحة, فالبعبع الداعشي الذي يجمعون العديد ليقاتلوه ليس الا صنيع السعودية الحليفة لامريكا التي تموله وتديره !!
الدم السوري هو على طاولة الابتزاز يرخص لمشاريع غربية عربية مشبوهة من أساسها , وسط تصريحات الائتلاف الذي لا يرى الا منابر الذهب اللامع في اروقة القصور التركية المضيفة. فكيف لا يحكي الائتلاف الذي يعتاش على لقمة تركية ويستجم في قصور اثرية فاخرة , قصة تدخل ايراني روسي تآمري مقابل تعاون تركي امريكي عربي متعاطف !!