الوقت- " الآن ضاعَفوا عدد المعتقلين وأوصَلوهم 3 آلاف، لا نريد معتقلاً آخر، لكن لدينا استعداد أن يكون في السجن 10 آلاف ونحن منهم، و20 ألف ولن نتنازل". قالها أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان في 29 ديسمبر 2013. بعد عام كامل، وقبل ساعات من 29 ديسمبر 2014 تم اعتقال سلمان، ضمن يوم شهد حملة اعتقالات واسعة شنها النظام في منطقة السنابس منذ الصباح الباكر. طالما رحّب سلمان بالاعتقال مع كل تصعيد رسمي وشبه رسمي ضدّه، قال مراراً: "أنا إلى الآن لم أنل هذا الشرف فمرحبًا به". فيما بقى يدعو إلى استمرار الحراك الشعبي السلمي، بما يتوافق مع القوانين الدولية العادلة .
في حصاد 2013 الذي أعدته مرآة البحرين، وفيما يخص جانب استهداف السلطة لسلمان، وضعنا العنوان هكذا "لسان حال النظام في 2013 للشيخ علي سلمان: بيدي أن أمحوك، لكنني أحتاجك، وأخافك". فهل سيكون عنوان حصاد هذا العام هكذا "لسان حال النظام في 2014 للشيخ علي سلمان: لقد كنت انتظر الضوء الأخضر لأعتقلك"؟ إذا كان اعتقال الحقوقي البارز والشهير نبيل رجب، وفق ما صرّح لمرآة البحرين بعد انتهاء فترة محكوميته 3 سنوات، بأن اعتقاله جاء بضوء أخضر من أمريكا. فهل اعتقال أمين عام الوفاق جاء بضوء أخضر من بريطانيا هذه المرة؟
مؤخراً، صعّدت الوفاق من خطابها ضد السياسة البريطانية المنحازة للنظام البحريني والمتواطئة معه، عزّزتها تصريحات السفير البريطاني إيان ليندزي الفاقعة في إعلان انحيازها وترويجها للنظام، والتي استنكرتها المعارضة، ووضعتها محط نقدها اللاذع، الشيخ علي سلمان خصوصاً .
كان يوم الانتخابات 22 نوفمبر، بداية تصاعد وتيرة التصريحات عالية الصوت ضد السفير البريطاني، انتقدت قوى المعارضة زيارته لمركز الاقتراع العام في مجمع السيف التجاري صباح يوم الانتخابات، وزعم سفارته على صفحتها في تويتر تعليقاً على صورته الدعائية هناك أن "نسبة المشاركة جيدة جداً ".
في مؤتمرها الصحفي وصفت المعارضة السفير البريطاني أنه أصبح مروّجاً للنظام السياسي القمعي وكأنه يعمل لديه، وفق ما قال رضي الموسوي أمين عام جمعية وعد، مضيفاً إن على وزارة خارجية هذه الدولة أن تعرف بأن ما يفعله سفيرها في البحرين هو اصطفاف مع الدولة وقمعها ومصادرتها للحريات. فيما وصفه أمين عام جميعة الوفاق الشيخ علي سلمان بـ(بروباغاندا النظام)، فدعاه إلى زيارة دوائر المعارضة في المحافظة الشمالية، وخاطبه "بدلاً من ذهابك لمجمع تجاري، تفضّل إلى زيارة دوائر المعارضة كي لا تتحول إلى بروباغندا لا يمت للواقع بصلّة ".
وفي رفع لوتيرة البروباغاندا البريطانية ضد المعارضة، هاجم السفير البريطاني في كلمة له أمام الملتقى الاقتصادي البحريني-البريطاني في 10 ديسمبر/كانون الأول جمعية الوفاق لمعارضتها إقامة قاعدة عسكرية بريطانية في البحرين، وقال إن معارضة الوفاق لإنشاء قاعدة بحرية بريطانية تعني "معارضة للتحالف الدولي الذي يضم 60 بلداً يحاربون داعش ويملك 30 منهم قوات بحرية مشتركة مقرها البحرين" على حد قوله .
وبدا سلمان ماضياً في تقريعه اللاذع لبروباغاندا السفير البريطاني الفاضحة والتي أعلن فيها عن وجود تقدم في الاصلاح في البحرين، ففي 13 ديسمبر هاجمه سلمان من غير أن يسميه قائلاً "عندنا تصدر التقارير التي لو قرأها الحمار يخجل أن ينهق في تأييد هذا الواقع، وهذه التقارير لا تصدر من الوفاق ولا من مركز البحرين لحقوق الإنسان، وإنما تصدر من الامنستي (منظمة العفو الدولية)، وهيومن رايتس ووتش"، وأعلن عن رفضه لخروج "تاجر ليتاجر بدمائنا ومعاناتنا وأعراضنا وانتهاك حقوقنا، ليقول أن هناك تقدم في الإصلاح كذباً وزوراً ".
وفي تصعيد يحمل اتهاماً ضمنياً لجمعية الوفاق بالتطرف، وصف لينزي في 21 ديسمبر خطاب الوفاق المعارض للاتفاقية بـ"صوت يطرب إذن المتطرفين الذين يعملون بـ (الوكالة) عن الآخرين في المنطقة "، وهو الأمر الذي وصفته جمعية وعد في بيان لها في 24 ديسمبر بأنها "محاولة شيطنة المعارضة ومحاصرة مكون رئيسي في البلاد استنادا على أرضية مصادرة حق الآخر في التعبير عن رأيه وتهميشه وإقصائه في العديد من المواقع ".
فهل هي بروباغاندا السياسة البريطانية التي شيطنت خطاب المعارضة والوفاق خصوصاً كي تمهّد لاعتقال أمينها العام؟
المصدر - مرآة البحرين