الوقت ـ ادى المخطط الذي اقنعت واشنطن السعودية باغراق السوق النفطية الى خفض اسعار هذه المادة المهمة والاستراتيجية ووصلت اسعاره الى ما يقارب نصف الذروة السابقة وهي 110 دولار للبرميل الواحد نجمت عنها فقاعة الديون ذات العائدات المرتفعة.
ويظهر ان هذه الصفقة تتسم بالخيانة لانها قد استغلت من اجل فتح باب لحرب الموارد المالية تقودها واشنطن وتنفذها الرياض واول المتضررين هم الدول الضعيفة الاسلامية ومن ثم روسيا والجمهورية الاسلامية الايرانية بنتيجة فائضات النفط الرخيصة على حساب الاجيال والتي تضخ بدون هوادة وحساب، وعمق الضرر الذي سيصيب الدول المنتجة وانعكاس العملية على العالم اجمع وهي تمثل اغبى صفقة بين هاتين الدولتين ولاتخفى الاثار المدمرة لهذه الخطة الطائشة وحالات الافلاس الغير متوقعة قد تسبب انهيار المؤسسات المالية الضعيفة وادخال اكثر الانظمة في ازمات داخلية وخاصة الدول الاسيوية والافريقية الفقيرة منها على الاغلب والطاقة بالنسبة لهذه الدول اكثر خطورة على ترسيم الاستقرار.
ولاشك ان خطر مثل هذه الفقاعات سوف تنجم عنها انهيارات خطيرة في الاوضاع الاجتماعية وقد تكون هناك حمامات للدم لتراجع الثقة..ان المنطقة العربية بالذات تعيش الان اوضاع مخيبة للامال فقد وقعت في مصيدة المؤامرة هذه بعد التحركات الارهابية المصنعة لخلق منطقة صراع مستديمة لتبقى تحت سيطرة الصهيونية العالمية والاستكبار لخدمة مصالح هذين الغولين حيث بدأت الخطة تطبق حرفاً حرفاً ونجحت في تطويع بعض العقول العربية في المنطقة لصالحها من اجل السيطرة على البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفق الرؤية الامريكية.
وقد تطوعت السعودية لاستغلال سلاح النفط مؤثراً من اجل ان تعث فساداً للوصول لتحقيق غاياتهم باي سبيل وبأقصر الطرق.. وقادة هذا البلد مع الاسف لايؤمنون لا بالقومية ولابالاسلامية وهمهم ارضاء اسيادهم في ايقاد شعلة الصراعات وخلق الظروف للفساد بأنواعه ومجالاته ومن اهمها التراجع المالي لينعكس على اخلاق افراد شعوبها حسب تصورهم حيث ستبلغ اوجها داخل مؤسسات المجتمع دون رقيب او حسيب.
وذهبت بالشعارات الجوفاء التي طالما تحدث عنها هؤلاء مثل حرية القوانين الدولية وحقوق الانسان وعن العدالة والقيم الاخلاقية وكشفت عن الوجه الكالح الذي لايمكن ان يستر ولايمكن ان يخفى. ان هذه المؤامرة تستظل ورائها التسلط على دول العالم الاسلامي الذي يواجه شعوبها الضغط المكشوف المباشر والغير مباشر لمصادرة الراي والحرية من خلال هذه الاساليب والتاثير على اراداتهم بحيث يتقبلون هذه الامور وبالقوة اذا ما اقتضى الامر.
وحيث ان هذه الفقاعة ذهبت بالقوانين الدولية في حق امتلاك الطاقة والتصرف بها وتبين ان ما يتحدثون عن استغلال الدول لخيراتها ليس إلاهراء ونجدهم ذاهبون الى دراسة الحرب العمياء الظالمة لمهاجمة خيرات العالم اجمع والاسلامي خاصة للسيطرة عليها اولاَ ومحاولة فرض الولايات المتحدة الامريكية والاستكبار كسلطة عالمية بلا منازع ولامقاوم امامها وسيكون لذلك فائدة اضافية مهمة وهي تدمير مايسمى منظمة اوبك و تحجيمها عن ان تقوم باي موقف يسبب اضرارا بالمصالح الاستكبارية.
السعودية اليوم وبلاشك تقوم بدعم الحركات التكفيرية والارهابية وعلى لسان شخصيات امريكية فاعلة الان في الساحة السياسية للبيت الابيض ضد الشعوب الاسلامية الحرة لانهم لايريدن بدائل للملكية التقليدية والخوف من نجاح الحكومات الاسلامية الحقيقية التي تناهض هذه الحكومات لان ظهورها يعني تآكل شرعية الحكومات الوراثية الاقليمية على المدى الطويل ومن الممكن ان تصل الى المملكة نفسها وتطيح بنظامها نتيجة لشعبية الحركات الاسلامية الديمقراطية للوعي الايماني الحقيقي والتنمية بخط متوازن.
كذلك تزعم الرياض للاطراف الداعية للحفاظ على نفس الانتاج في ( الاوبك ) ماهي إلا جزء من مؤامرة سياسية بمشاركة امريكية والغرض منها ايقاع الاضرار بأقتصاديات كل من الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسيا الاتحادية لتقويض نمو اقتصاد هذين البلدين لانهما يملكان احتياطياً نقدياً جيداً إلا ان خبراء المال والاقتصاد يؤكدون من ان يمكن لهما عبور المرحلة بسهولة لزخم تجاربهم في حل الازمات المالية وخاصة دراسة الموازنات السنوية وامتلكهما خبرات وعقليات اقتصادية تستطيع الثبات وادارة الملفات واعتمادها على موارد النفط الاقل ويمكن لهما مطابقة الصادرات والواردات لانهما قريبتان للدول الصناعية عكس المملكة السعودية التي تعتمد في موازنتها على صادرات النفط في دعم اقتصادها بنسبة تبلغ 80% والذي يمثل ثروات الاجيال القادمة و من الضروري ادارة اموالها بالشكل المطلوب لخدمة ابناء شعبها وعليها ان تتعامل معها بأتزان دون عبث وتشغيلها بحكمة كما ان اغراق الاسواق بالنفط يضيف بعداً سياسياً للازمة الاقتصادية والتي تستغلها منذ سبعينات القرن الماضي كسلاح ضد منافسيها مع الاسف دون التفكير بمستقبل ابناء شعبها لان مغبة المؤامرة تعود لتحرق كيانها.
ان قرار استخدام سلاح النفط ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسيا لايمكن ان يُركع هذين البلدين لابل يزيد من اصرارهما للصمود والتحدي ولايمكن قبول اي تبرير والتهوين من الاثارة السلبية الكبيرة التي ستلحق بميزانية المملكة واقتصادها جراء التراجع في اسعار النفط حيث تنتظرها شريحة مهمة في بلادها ولايعني انها في مأمن من نوائب مستقبل المؤامرة وخاصة بعد تأجيل اكثر المشاريع وتحجيم اخرى من العمل وبدأت تشعر بخسارة مالية تبلغ اكثر من 300 مليار دولار لحد الان في هذه السنة لوحده دون الاحساس بقيمة هذه الثروة العظيمة ولكونها ناضبة .