الوقت- بدأت الأسبوع الفائت فعاليات الأسبوع العالمي لمقاومة السياسات العنصرية الاسرائيلية أو ما يعرف بـ"ابارتهايد" إضافة إلى بدأ الحملة الوطنية لمقاطعة الكيان الاسرائيلي في قطاع غزة. ويأتي هذا التحرك الداخلي الفلسطيني متزامنا مع نشاطات في أكثر من 250 مدينة وجامعة حول العالم. وقد أكد "عبد الرحمن أبو نحل" المنسق العام للحملة في غزة أن التركيز الأساسي للحملة سيكون على عزل الكيان الاسرائيلي جامعيا وثقافيا وعسكريا. مؤكدا أن الحملة تسعى لمواجهة الأطراف التي تحاول تمرير مشارع التطبيع مع العدو الاسرائيلي، مؤكدا على أن الشعب الفلسطيني يسعى من خلال المقاطعة للحصول على حقوقه المشروعة والوصول إلى أهدافه المحقة والتي لا تتحقق إلا بانهاء الاحتلال لفلسطين وعودة جميع فلسطينيي الشتات إلى أراضيهم.
ويؤكد "أبو نحل" أن فعاليات هذه الحملة آخذة بالتوسع في دول العالم كافة ومن المقرر أن يعرض مجموعة أفلام حول القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني. اضافة إلى عرض رسالة الحملة والترويج لها ولأهدافها من قبل الناشطين الكبار من مثقفين وسياسيين.
وأكد "أبو نحل" أن الحملة بدأت بقطف ثمار الحراك المستمر منذ سنوات مشيرا إلى أن بعض الشركات العالمية بدأت بقطع علاقتها بالكيان بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدتها ومنها شركت فيوليا التي أنهت كل مشاريعها في الكيان بسبب خسائر تصل إلى 25 مليار دولار. كما أن شركت "أورنج" الفرنسية أعلنت قطع علاقتها بالشركات الاسرائيلية. إضافة إلى كل ذلك أعلنت أحد أهم كنائس البروتستان الأمريكية مقاطعة 5 بنوك أمريكية مرتبطة بالكيان ولديها استثمارات هناك.
وأما عن نشاطات الحملة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها والمعروفة عالميا تحت اسم BDS فقد نظمت تظاهرات في مختلف أرجاء فلسطين بدأتها بمسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة رام الله. وأكد المشاركون على أن الحملة ماضية في عزل الكيان الاسرائيلي وشركاته ومؤسساته المتواطئة في هدر الحقوق الفلسطينية.
هذا وشهدت مدينة الناصرة بالداخل الفلسطيني المحتل فعاليات شعبية شارك فيها نواب عرب بالكنيست وناشطين مدنيين أكدوا أن الحملة انتقلت من مرحلة التأثير المعنوي إلى مرحلة تكبيد الكيان الاسرائيلي والشركات المتعاملة معه خسائر فادحة. أما مدينة حيفا فقد شهدت بدورها تظاهرات ضد سياسة التمييز التي تمارس ضدهم وقد شارك فيها رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الشيخ رائد صلاح. وفي محافظة طولكرم عقد اتحاد العمل النسائي لقاءا موسعا لدرس سبل تفعيل مقاطعة البضائع الاسرائيلية. حيث تم اقرار الفعاليات المنوي عقدها على مستوى المحافظة ومنها المشاركة في معرض المنتجات الوطنية لدعم وتعزيز المنتج الوطني ومقاطعة البضائع الاسرائيلية.
وفي مدينة نابلس فالمشهد مشابه حيث بدأت الحملة فعالياتها أيضا وعقدت الحملة النسائية بمقر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية لقاءا تناول العديد من القضايا وأهمها التحضير لفعالية يوم المرأة العالمي في الثامن آذار. وتقرر تشكيل مجموعات لتوعية النساء واشراكهم في الحراك الوطني لمقاطعة البضائع الاسرائيلية والتأكيد على الدور الأساسي والمركزي للنساء الفلسطينيات في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ومن المقرر ان تستمر هذه الفعاليات إلى الشهر القادم.
وأما دوليا فقد بدأ نشطاء مؤيدين للقضية الفلسطينية بحملة واسعة في شوارع لندن لدعم مقاطعة البضائع الاسرائيلية فوزعوا منشورات وملصقات في مترو الانفاق الذي يستفيد منه الملايين من البريطانيين يوميا. وقد تضمنت الملصقات شعارات تعتبر اسرائيل دولة عنصرية وقاتلة. اضافة إلى اتهام شركات أمنية بريطانية بحماية الكيان كما أشارت بعض المنشورات إلى انحياز هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" للكيان الاسرائيلي واخفاء حقائق بخصوص الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون.
وفي كندا صوت أغلبية طلاب جامعة ماجيل الشهيرة لصالح الانضمام لحركة مقاطعة البضائع الاسرائيلية. ويذكر أن البذرة الأولى للحملة أتت بمبادرة من ناشطين كنديين وفلسطينيين وذلك عام 2005 بهدف الاضاءة على واقع الكيان الاسرائيلي الغاصب.
وأمريكيا حث ناشطون مناصرون للقضية الفلسطينية المشاهير المرشحين لنيل جوائز أوسكار على رفض رحلات قيمتها 55 ألف دولار إلى الكيان الاسرائيلي. كما نالت هذه الحملة تأييد بعض اليهود من مناهضي عنصرية الكيان الاسرائيلي.
ختاما من الواضح أن هذه الحملة بدأت بالتأثير الفعلي على الكيان. ومن أهم مؤشرات التي تؤكد التأثير الكبير هو الحراك الاسرائيلي السياسي والمدني لمواجهة مفاعيل هذه الحملة. حيث بدأ الكيان وعلى كافة مستوياته التحرك دوليا لتفويت الفرص على حملة المقاطعة ويبدو أن الحكومات الغربية بدأت بالتجاوب مع هذا الحراك فكندا أدانت هذه الحملة وفرنسا قامت باجراءات لمنع التجمعات الخاصة بهذا الحراك اضافة إلى قرارات واجراءات من قبل بعض الدول الغربية الأخرى التي تدعي الديمقراطية ومناصرة حقوق الانسان.