الوقت- في تصريحات تدل على مدى اعتزاز الشعب الفلسطيني بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، قال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية إن الفلسطينيين باتوا يرون القسام جيشاً وأصبحت حركة حماس تيار وظاهرة واسعة في الأمة، وباتت أمل الشعب في التحرير والاستقلال، وبدأت تبث روح التفاؤل والنصر رغم غفوة الأمة .
تصريحات هنية جاءت خلال زيارة قام بها مع عدد من قيادات الحركة في غزة لمنزل مؤسس حماس الشيخ الشهيد أحمد ياسين في حي الصبرة وسط مدينة غزة، بذكرى الانطلاقة السابعة والعشرين للحركة وقد قال هنية ان حماس شبت على الطوق وأصبحت عصية على الكسر ولازالت ملتزمة بحماية الثوابت والقضية، والمقاومة والجهاد هما استراتيجيتها .
واضاف هنية "أن الحركة عصية على الكسر والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي في قلوبنا وعيوننا وسيخرجون قريباً، ومن يعتقد أن المؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك ضد حماس يمكن لها أن تلحق الهزيمة بها فهو مخطئ وواهم .
وأوضح هنية أن التفاف الجماهير الفلسطينية حول المقاومة وتطور سلاحها كان نتاجاً للزرع الذي غرسه الشيخ أحمد ياسين منذ سنوات التأسيس واضاف: ياسين كان ببيته البسيط المتواضع يمتد بفكره إلى كل حدود فلسطين وانطلق منه الحجر والطلقة وكان شاهداً على تاريخ الحركة الغراء ونضال الشعب، وأصبح مفخرة للشعب والأمة وأصبح مصدر إزعاج وهزيمة للمحتل البغيض وأعداء الأمة .
ومن الواضح ان تصريحات هنية تشير ان الفلسطينيين باتوا يدركون تماما مدى الرعب الذي تثيره كتائب عزالدين القسام في نفوس الصهاينة كأفراد وكجيش ومجتمع ومسؤولين وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى العرض العسكري الذي أقامته كتائب القسام في غزة الأحد الماضي وإطلاق طائرة من دون طيار محلية الصنع وقد حرص الجيش الصهيوني على تجنب التعليق على إطلاقها لكنها اثارت ضجة كبيرة في الإعلام الصهيوني وأثار أيضا تساؤلات عديدة بشأن أسباب إحجام الجيش الصهيوني عن إسقاطها بعد طلب تقدم به المراسل العسكري للقناة الصهيونية الأولى أمير بار شالوم الذي أرجع ذلك إلى "خشية الكيان الصهيوني من أن إسقاط الطائرة قد يؤدي لحرب جديدة مع القطاع أو تغير قواعد اللعبة، وتسليم كيان الاحتلال بأن إطلاق هكذا طائرات فوق سماء القطاع عبرعن قوة ردع متبادلة أوجدتها الحرب الأخيرة " .
ويعتقد الباحثون أن مجريات المعركة الأخيرة في غزة غيرت معادلة الصراع الإستراتيجي بشكل جذري، ويعتبرون أن التخوف الصهيوني من اندلاع حرب جديدة مع القطاع حال إسقاط الطائرة دليل على ذلك .
واذا تطرقنا الى قوة حماس الصاروخية فقد رأی العالم كيف استطاعت كتائب القسام ان ترعب سكان تل ابيب وحيفا وبقية المناطق الصهيونية وتجبرهم على الاختفاء في الملاجئ ابان الحرب، ولم يكن الاحتلال يتخيل وجود مثل هذه القوة الصاروخية لدى القسام وللوقوف على مدى تأثير هذه الصواريخ يمكن الاشارة الى عزم السلطات الصهيونية على وضع خطط لبناء مطار في صحراء النقب ليكون بديلا عن مطار تل أبيب في أوقات الحرب، وذلك بعد أن توقفت معظم شركات الطيران الأجنبية عن إرسال رحلاتها إلى هناك بسبب الصواريخ الفلسطينية التي اطلقت خلال العدوان على غزة .
وكان استهداف مطار بن غوريون الرئيسي ضربة ثقيلة للسياحة في الكيان الصهيوني ولإثبات قدرته على إدارة أموره بصورة طبيعية حتى في أوقات الحرب .
أن الحرب الاخيرة في قطاع غزة أظهرت ايضا قدرات الجناح العسكري لحركة حماس بصورة جيدة في قتال الشوارع، وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي جابهت فيها قوات الجيش الصهيوني أعدادا من مقاتلي القسام اكبر مما كانت تتوقعه، وبحسب مسؤول كبير في الجيش الصهيوني فإن حماس أحرزت تقدما على كافة الجبهات مضيفا "هذه المرة عندما نواجههم في أرض المعركة نجدهم أفضل تدريبا وتنظيما وانضباطا ".
ويقول محللون عسكريون أن هذه لم تكن حماس التي واجهتها إسرائيل في غزوها البري لقطاع غزة عام 2009 حيث فاجأت الجنود الصهاينة هذه المرة باستخدام شبكة أنفاق تحت الجدران والأسيجة التي تطوق غزة بالظهور داخل فلسطين المحتلة .
ويضيف هؤلاء المحللون إن وحدات الكوماندوز التابعة لحماس نصبت أكمنة معقدة داخل قطاع غزة وخارجه كما أن الاتصالات الداخلية لحماس أظهرت صعوبة أكثر بالنسبة للكيان الصهيوني لتعقبها، فضلا عن أن لحماس قدرة جديدة على المراقبة الجوية لتحركات القوات الصهيونية .
وعاما بعد عام تزداد المقاومة الفلسطينية قوة ويزداد تطور اسلحتها التي ما كان الصهاينة يحلمون في يوم من الأيام بأن مثل تلك الاسلحة تصل الى يد المقاومين الفلسطينيين وتقض مضاجع قادة تل أبيب، فالمقاوم الفلسطيني الذي بدأ مسيرة النضال بالحجر قبل عقود يهدد اليوم كافة الاهداف الصهيونية في كامل فلسطين المحتلة بالصواريخ.