الوقت- لازالت الساحات العراقية تشهد مواجهات بين الجيش العراقي المدعوم بقوات الحشد الشعبي وبين تنظيم داعش الإرهابي، وقد بدت كفة القوات العراقية هي الراجحة في المعركة إذ استطاع الجيش العراقي تحرير العديد من المناطق في الآونة الأخيرة، وباتت الأنظار تتجه إلى معركة الموصل التي يراها الكثيرون معركة مصيرية بالنسبة لتنظيم داعش في العراق.
في إطار الاستعدادات لبدء معركة الموصل وصل المزيد من القوات إلى قاعدة المخمور جنوب الموصل، وكشفت مصادر عسكرية عراقية أنه تم نقل مئات العناصر من الفرقة الخامسة عشرة التابعة للواء الحادي والسبعين من منطقة التاجي إلى المخمور، وتأتي هذه الاستعدادات بعد مضي يومٍ واحد من تفجير مزدوج تبناه تنظيم داعش الإرهابي ونفذه في سوق مريدي الشعبي شرقي بغداد والذي أودى بحياة 70 شهيدًا وأكثر من مائة جريح.
هذا واستطاعت القوات العراقية السيطرة على مناطق الصبيحات والسكرات والهيتاويين وسايلو خان ضاري والحمدانية في قضاء أبوغريب غربي بغداد، كما تمكن الحشد الشعبي من السيطرة على قرية الحمدانية جنوب شرق كرمة الفلوجة وجاء في بيان الحشد: "قوات الحشد الشعبي حررت قرية الحمدانية جنوب شرق كرمة الفلوجة، وقتلت عددًا كبيرًا من الدواعش المتحصنين داخلها، كما تم الاستيلاء على أكداس عتاد، وأسلحة عائدة لعصابات داعش".
وفي الأنبار يعمل الجيش العراقي مدعوماً بقوات الحشد الشعبي على تحرير مناطق محافظة الأنبار من عناصر تنظيم داعش، وأعلن اللواء الركن "قاسم المحلاوي"، قائد عمليات الانبار، مقتل 64 داعشيًا في الحامضية والبو ذياب والبو دعيج وتقاطع السلام في محافظة الأنبار، وأشار المحلاوي إلى أن "الجهد الهندسي نجح في تفكيك وتفجير 102 عبوة ناسفة من المناطق ذاتها"، كما أن قوات الحشد الشعبي وبالتعاون مع بعض العشائر تمكنوا فجر اليوم الإثنين من صد هجوم لداعش بـ6 انتحاريين في ناحية الحقلانينة التابعة لقضاء حديثة في الأنبار، هذا وتمكنت القوات العراقية وبناءً على معلومات استخباراتية من استهداف أكبر مستودعات الوقود التابعة لتنظيم داعش في منطقة البوبالي في جزيرة الخالدية، (23 كم شرق الرمادي)، وأسفر القصف عن تدمير المستودع وتدمير جميع الخزانات والصهاريج المحملة بمادتي الكاز والبنزين، كما استطاعت الفرقة السابعة بالجيش العراقي تدمير رتل مكون من 6 آليات تابع لتنظيم داعش كان متجها من مدينة الرطبة (310 كم غرب الرمادي)، عبر طريق صحراوي إلى منطقة الـ35 كيلو غرب الرمادي، وكان التنظيم يحاول القيام بهجوم على أحد المقار الأمنية.
وفي بغداد أعلنت القيادة العمليات في بغداد أن 14 عنصرًا من تنظيم داعش حاولوا التسلل إلى غربي العاصمة إلى أن القوات العراقية تصدت لهم وقتلتهم جميعًا، وجاء في بيان القيادة أن "قواتنا البطلة قتلت 14 إرهابياً من عناصر داعش بعد تسللهم الى منطقة السكراب وسايلو خان ضاري، غربي بغداد، وتسببهم باندلاع حريق في منطقة السكراب"، مؤكدة أن الأمور تحت السيطرة، ويذكر أن الأحد الماضي هاجم عناصر داعش مقراً عسكرياً في قضاء أبو غريب غربي بغداد، إلا أن القوات العراقية تصدت لهم.
وفي ملف عودة الأهالي إلى المناطق المحررة أعلن مجلس محافظة بابل أن الاجهزة الامنية باشرت يوم الإثنين في الإشراف على عودة العوائل النازحة التي يمكن رجوعها إلى ناحية جرف النصر المحررة من داعش، وأكد المجلس أن الهدف من التدقيق هو تعزيز الاستقرار الأمني للمنطقة ومنع دخول عناصر إرهابية.
وفي سياقٍ منفصل أقدم تنظيم داعش الإرهابي على إعدام 35 عنصر من عناصره، وذلك بعد أن صدر الحكم عليهم من ما يسمى "القاضي الشرعي" في محكمة نينوى، والذي حكم عليهم بالإعدام رميًا بالرصاص وذلك بتهمة الخيانة للتنظيم.
يمكن القول أن العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق لا تزال مستمرة، والقوات العراقية المدعومة بالحشد الشعبي تحقق تقدمات هامة أدت إلى انهيار صفوف التنظيم الإرهابي الذي بات يدرك أن المرحلة الأخيرة من وجوده قد بدأت وأنه في الأيام المقبلة سنشهد نهايته.