الوقت- اجرت وكالة تسنيم الدولية للانباء حوارا مع مسؤول مكتب حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني في طهران "ناصر ابو شريف" حول موضوع زوال الكيان الصهيوني وقد أكد "ابو شريف" في مستهل هذا الحوار ان فلسطين لن تتحرر بجيش يأتي من السماء بل يجب ان يتحرك المسلمون لكي يتم تحرير الاقصى من براثن اليهود.
وشدد "ابو شريف" ان زوال الكيان الاسرائيلي هو وعد إلهي حسب الآية الكريمة ( فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِیَسُوؤُواْ وُجُوهَکُمْ وَلِیَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ کَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِیُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِیراً) مضيفا بأن الاستكبار الصهيوني سيدمر عند تحقيق هذا الوعد.
واضاف ان زوال هذا الكيان له سببان، الأول هو جهود المسلمين امام هذا الكيان والثاني هو الضعف الداخلي لهذا الكيان وأن أهم عوامل الضعف الداخلي للاسرائيليين هو التطرف الديني الشديد، مضيفا بأن اسلوب الساسة الاسرائيليين الحاليين ليس اسلوب كيسينجر وبيريز واسلافهما بل اسلوب "نتنياهو" الذي ليس له تفكير استراتيجي.
واعتبر "ابو شريف" الكيان الاسرائيلي كيانا قائما على الجيش على عكس باقي بلدان العالم التي تبقى حتى لو هزم جيشها أو ضعف، واضاف: ان الجيش الاسرائيلي هو الذي اوجد اسرائيل وان العصابات الصهيونية هي التي اوجدت هذا الكيان على عكس البلدان الاخرى لكن الكيان الاسرائيلي لم ينتصر خلال اي حرب جرت في السنين الاخيرة ففي انتفاضة عام 1978 لم ينتصر الاسرائيليون الذين لم يستطيعوا ايضا اخماد انتفاضة عام 2000 ، كما خرج الاسرائيليون في عام الفين من جنوبي لبنان وفي عام 2005 خرجوا من غزة وفي عام 2006 لم ينتصروا في حرب تموز امام حزب الله ولم يحققوا اهدافهم في حرب غزة عام 2008 ولم يستطيعوا ايقاف الصواريخ الفلسطينية وقد كررت اسرائيل هذه الحرب في عامي 2012 و2014 ولم تحقق اهدافها، ان الكيان الاسرائيلي لم يحقق انتصارا حقيقيا بعد عام 1967 وان الاسرائيليين يهرعون كلهم الى الملاجئ بسبب قنبلة صغيرة وهذا مجتمع ضعيف جدا وقد قال "بن غوريون" ان الكيان الاسرائيلي سينتهي عند تلقي اول هزيمة.
ومن جهة اخرى انتقد "ابو شريف" ضعف الامة الاسلامية قائلا ان هذا الضعف هو سبب قوة الكيان الاسرائيلي وان التفرقة وتقسيم الامة الاسلامية هو الذي يحيي الكيان الاسرائيلي على عكس وحدة الامة الاسلامية التي تؤدي الى زوال هذا الكيان، واضاف "ابو شريف" انه اذا توحد الشباب الموجودين في العراق وسوريا في جبهة موحدة فإن الكيان الاسرائيلي لايستطيع مواجهتهم كما لاتستطيع اي قوة في الارض مواجهتهم.
وتابع ممثل حركة الجهاد الاسلامي في طهران ان 700 الف اسرائيلي يعيشون حاليا خارج هذا الكيان وان 44 بالمئة من الاسرائيليين يريدون الهجرة منها اذا توفرت الظروف امامهم وذلك حسب الاحصائيات الاسرائيلية بعد حرب غزة الاخيرة لكنه اضاف ان الحروب التي اشتعلت في البلدان الاسلامية مثل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين أحيت الاسرائيليين من جديد.
وندد "ابو شريف" في هذا الحوار بالحصار المفروض من قبل العرب والمسلمين على قطاع غزة وقال ان حزب الله ايضا تم محاصرته وانشغاله بالحرب السورية واضاف : ان الامين العام لحزب الله "السيد حسن نصرالله" قد اعلن ان الحرب القادمة مع الكيان الاسرائيلي لن تكون حربا دفاعية بل حربا هجومية من اجل التحرير لكن هذا المشروع تأثر بالحروب التي اندلعت في المنطقة.
واشار "ابو شريف" ايضا الى دور اللوبي الصهيوني العالمي في دعم الكيان الاسرائيلي قائلا ان هذا الكيان ليس شيئا يذكر من دون هذا الدعم مضيفا بان هذا اللوبي الصهيوني العالمي يسعى الى حذف حركات المقاومة، كما نوه "ابوشريف" الى دور وسائل الاعلام الصهيونية في العالم في دعم الكيان الاسرائيلي لكنه قال ان عالم اليوم يشهد ظهور وسائل اعلام مستقلة تصور الحقيقة كما هي وان هذه الوسائل الاعلامية باتت في متناول يد الفلسطينيين الذين يستطيعون تصوير معاناتهم وايصال هذه الصور الى العالم وقد تأثر حتى المجتمع الاسرائيلي بهذه الصور والوقائع.
وفيما يتعلق بدور ايران في دعم المقاومة الفلسطينية قال ابو شريف ان الثورة الاسلامية في ايران قد جعلت القضية الفلسطينية على رأس اولويتها والقضية الاساسية للامة الاسلامية قائلا : انني كفلسطيني وكشخص يسير في مسار الثورة الاسلامية أقول ان ايران تحتاج الى فلسطين وفلسطين ايضا تحتاج الى ايران وهذه قضية يجب ان يجتمع كل العالم الاسلامي عليها وان هذه القضية هي محور وحدة الامة جمعاء وطريق الخلاص من الاوضاع الراهنة.