الوقت ـ منذ الـ14 من فبراير 2011 حتی الیوم لازالت الثورة البحرينية تواصل مسيرها دون توقف. النظام البحريني وبعد أيام وبالتحديد في مارس2011 وبعد ما عرف أن قواته الأمنية لا يمكنها أن توقف السيل الجرار للشعب البحريني الثائر علی أسرة آل خليفة، استعان بالنظام السعودي، لاخماد هذه الثورة. حينها أرسلت السعودية قوات ما تسمي بدرع الجزيرة، ظنا منها أن الثورة البحرينية سينتهي أمرها بمجرد سحقها من قبل هذه القوات. لكن وبعد ممارسة أعتی أنواع القمع من قبل قوات درع الجزيرة وقتلها للعشرات من شباب البحرين، وصلت هذه القوات للنتيجة التي وصل الیها النظام قبل ذلك، وهي أن الإجراءات العسكرية والأمنية لايمكنها أن تثني الشعب البحريني عن مواصلة ثورته ضد نظام الحكم في البحرين. واستعان النظام البحريني لاخماد الثورة بالقوة ومؤامرة اسقاط الجنسية الذي طالت حتی الآن مايقارب الـ300 مواطن، وكذلك سجن مايزيد علی 1000 طفل للضغط علی عوائلهم، فضلا عن التسبب في قتل أكثر من 13 طفلا وقتل حوالی 40 جنينا و رضيعا من خلال رش الغازات السامة علی أمهاتهم المشاركات في التظاهرات السلمية.
وبعد فشل القمع الممنهج من قبل السلطة البحرينية، لجأ النظام الی سياسة تضيق الخناق علی القادة السياسيين ومن بينهم الشيخ "عسي قاسم" و"علی سلمان" وسائر قادة الحراك السياسي في البلاد. وتم تلفيق ملف من الاتهامات ضد الشيخ "علی سلمان"، و حكم بناء علیه بالسجن لفترة 4 أعوام. هذه التصرفات من قبل النظام البحريني ضد السياسيين، تهدف الی إخافتهم ومنعهم من دعم المطالب التي يطالب بها الشعب البحريني وعلی رأسها إجراء الاصلاحات السياسية الأساسية في البلاد، ومن بينها تشكيل حكومة منتخبة مباشرة من قبل الشعب.
المنظمات الدولية لا يقل اسهامها في إجرام النظام البحريني، عن النظام نفسه، بسبب صمتها علی آلة القمع التي يستخدمها النظام ضد شعبه. ناهيك عن الدول الغربية التي تدعم النظام البحريني الملكي الوراثي لضمان مصالحها في البحرين مثل بريطانيا وأمريكا. هنالك فئة من المعارضين البحرينيين مثل "جلال فيروز" يعتقدون بان بريطانيا وأمريكا لايمكن أن تدعما تطلعات الشعب البحريني، وبالطبع فان هؤلاء المعارضين محقين بما يعتقدونه، لان القيم الإنسانية لا تعني شيء لدی مثل هذه الدول التي كل ما يهمها هي مصالحها لا شيء آخر.
اللافت أن عجز درع الجزيرة في إيقاف ثورة الشعب البحريني وكذلك القوات الأمنية البحرينية، حدث أمام شعب أعزل لا يعرف العنف أساسا ونعني الشعب البحريني. هذا الشعب كان ولازال علی مدی التاريخ شعبا مسالما غير عنفي، إضافة الی ذلك فان جزيرة البحرين وبحكم موقعها الجغرافي وصغر حجمها لا يمكن دعم ثوارها بالسلاح من جهات خارجية. وإذا ما كانت السعودية وحلفاءها من حين لآخر يدعون أن دول مثل إيران ترسل كميات من السلاح الی حركة أنصارالله، وهذا ما يحول دون هزيمة الحركة من قبل الائتلاف السعودي ضد اليمن، فاننا لم نسمع حتی الآن إتهام من قبل الرياض بان طهران قد أرسلت سلاح للثوار في البحرين، وإذا ما كانت مثل هذه الإتهامات، فانها تفتقر للادلة الدامغة. إذن أنها الهزيمة بكل ما تحملة هذه الكلمة من معنی لقوات درع الجزيرة في تصديها لشعب البحرين السلمي، الثائر غير المسلح.
الشعوب العربية أيضا غافلة عن دعم ثورة الشعب البحريني ضد أسرة آل خليفة الجاثمة علی صدور البحرينيين منذ مايزيد علی 250 عاما. معظم الشعوب العربية وللأسف تم خداعها بأن ثورة الشعب البحريني هي ثورة طائفية من قبل الشيعة ضد السنة!، وجاءت هذه التهم الباطلة من بعض علماء الدين المتهمون أساسا بدعم الأنظمة الملكية في الدول الخليجية، مثل الداعية المصري والمقيم في قطر الشيخ "يوسف القرضاوي". فان "القرضاوي" يعتبر من أشد أعداء الشيعة في العالم، وحتی ينحاز بشكل واضح للإسرائيليين في مواقفه ضد المسلمين الشيعة وحزب الله اللبناني. كلنا نشاهد هذه الايام تصريحات القرضاوي الطائفية ضد شعب البحرين وحزب الله، لابعاد اخواننا أهل السنة عن مناصرة ثورة البحرين وتأييد حزب الله، بحجة أن الحزب يقف الی جنب الحكومة السورية. لأن القرضاوي يعتبر الجماعات المسلحة التي جاءت من أكثر من 80 دولة الی سوريا، بانهم يشكلون "ثورة شعبية"، وفي المقابل يزعم بان معارضة الشعب البحريني لا يمكن تسميتها ثورة!، بل أنها ثورة طائفية علی حد زعمه.
إذن و في ذكری إنطلاقتها الخامسة، فقد حققت ثورة الشعب البحريني، انتصارا كاسحا علی النظام البحريني وقوات درع الجزيرة والانحياز العربي والدولي للنظام البحريني، بالرغم من أن الثورة لازالت لم تجنِ كامل ثمارها حتی الیوم. ويتمثل هذا الإنتصار بقوة الثورة علی الإستمرارية والمرونة في إفشال خطط قوات درع الجزيرة الساعية لإعادة الهدوء الی مملكة أسرة آل خليفة.