الوقت- صفعة جديدة تلقتها السياسية السعودية في اليمن. الصفعة كانت هذه المرة من نصيب طاقم قناة العربية الممولة من نظام الحكم السعودي والتي تدور في فلك سياسته الطائفية في المنطقة. ففي الذكرى السنوية الأولى لجريمة مشفى العريضي، الذي يقع داخل مجمع وزارة الدفاع اليمنية، والتي راح ضحيتها 56 شخصا غالبيتهم من الأطباء والممرضات، وإصابة 176 آخرين بجروح، وأثناء الاحتفالية الخاصة التي اعدت لهذه الفعالية قام وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي بطرد مراسل وطاقم العربية الذي كان معه، عندما اقترب المراسل منه لأخذ تصريح. العملية الاجرامية تلك التي مازالت عالقة في اذهان اليمنيين تمت بواسطة ارهابين أغلبهم سعوديون وتم توثيق العملية بالفيديو مما شكل صدمة في المجتمع اليمني انذاك الذي حمل السعودية والتنظيمات الارهابية التي تدعمها مسؤولية الحادث.
ويرى مراقبون أن حادثة طاقم العربية الذي غادر مطرودا لأول مرة في فعالية رسمية يمنية ربما تعکس حالة الاحتقان في الرأي العام المتبلور في أواسط الشعب اليمني بعد االثورة من جراء سياسة السعودية التي سعت وماتزال الى اطفاء الروح الطائفية على الثورة اليمنية التي أطاحت برجالات السعودية في اليمن.
كانت العلاقة بين النظام اليمني السابق المتمثل بتحالف مشايخ حاشد بين ال الاحمر والرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي عمل كأداة في يد النظام السعودي جيدة وأصبحت فيه اليمن كحديقة خلفية للنظام السعودي. هذه الرابطة كانت قائمة بين الحكام، ولكن اليمن، شعب وليس نظام، تربطه علاقة سيئة مع نظام ال سعود. فاليمنيون من خلال تجاربهم المتعاقبة مع جارهم الثري المتغطرس شمالا يعلمون يرون أن سياسة لي الذراع عند فشل شراء الولاءات هي أسلوب السعودية الأخير في فرض إرادتها على جارها الفقير منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن. فالدبلوماسية السعودية لم تکن قائمة أساسا مع الدولة في اليمن، بل مع قوى تقليدية نافذة على حساب سيادة الدولة وشرعيتها المؤسساتية، ووفرت للسعودية إمكانية أكثر ضمانة وأقل تكاليف في الحفاظ على مصالحها في اليمن. فمشکلة العمالة اليمنية في السعودية وماقامت به الاخيرة من عمليات الترحيل بحق الاف العمالة اليمنية الرخيصة مازالت حاضرة في الأذهان. ومع انتصار الثورة اليمنية حاولت السياسة السعودية الخبيثة عبر نفوذها على حزب الاصلاح وبعض الفصائل الارهابية حرف مسار الثورة والعمل على شيطنة الحوثيين فلم تفلح في ذلك.
وهنا يكمن القول أن السعودية وعبر أبواقها الاعلامية تقوم بزرع بذور الطائفية في المجتمع اليمني والسعي على تقسيمه على أسس طائفية فكان من الطبيعي نشوء رأي عام يمني ضد هذه السياسة العوجاء التي تضر بمصلحة الشعبين.