الوقت- في وقت تشهد ليبيا انشغال حكومتي طبرق وطرابلس بالخلافات بينهما والنزاع حول سيطرة اكبر على حقول النفط في البلاد تفيد التقارير الواردة من ليبيا ان وحدات من القوات الخاصة البريطانية المحمولة جوا قد انتشرت في منطقة في جنوب طبرق لفتح المجال امام التدخل العسكري الغربي الواسع والشامل في ليبيا تحت ذريعة ضرب تنظيم داعش، فما هي تداعيات هذا التدخل اذا حصل وما هي مضاعفاته؟
تستعد الدول المجاورة لليبيا من اجل مواجهة تداعيات التدخل العسكري الغربي في هذا البلد وتونس تعتبر من جملة هذه الدول وينتابها قلق عميق جراء ذلك لأن هذا التدخل سيتسبب بنزوح كبير وتشريد الليبيين نحو تونس.
وتحسبا لتطور الأوضاع في ليبيا أمر رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد لولاة جهات الجنوب الشرقي بتكوين لجان تضم مختلف الأطراف المعنية لاتخاذ الاحتياطات الضرورية وإعداد خطة عمل على مستوى كل ولاية للاستعداد للتعامل الناجع والميداني مع ما قد يطرأ من مستجدات وأوضاع استثنائية.
ويوم السبت قدم وزير الخارجية التونسي "خميس الجهيناوي" لرئيس الحكومة الحبيب الصيد، خطة شاملة لمواجهة تطورات الوضع في ليبيا، خاصة انعكاساته على تونس، في صورة حدوث ضربة عسكرية غربية لتنظيم داعش.
وأوضح "الجهيناوي" أن هذه اللجنة تناولت بالدرس انعكاسات تفجر الوضع في طرابلس، لا على تونس فقط، بل على كامل المنطقة المغاربية، وقد انتهت هذه اللجنة إلى وضع "خطة طوارئ" في حالة حصول المكروه، وأنه بالتالي لا داعي لما سمّاه بحالة الهلع التي بدأنا نلاحظها، وكأن الحرب على الأبواب.
وأضاف أن حصول حرب في ليبيا ستكون له تداعيات سلبية على استقرار تونس والمنطقة ككل.
وكان قذاف الدم، ابن عم "معمر القذافي"، الذي يسكن القاهرة الان قد حذر الدول الغربية في بداية عام 2015 ان الاحداث الجارية في ليبيا وباقي الدول المتأزمة ستتسبب بموجة هجرة نحو البلدان الاوروبية وان ارهابيين سيختبئون بين المهاجرين وهؤلاء بامكانهم خلق 11 سبتمبر اخرى.
وقد صدقت تحذيرات قذاف الدم وشهدت باريس هجمات دموية في 13 نوفمبر 2015 ووصلت موجة الخوف والرعب الى الدول الاوروبية الاخرى، والآن قد بدأت الدول الغربية الخائفة من عمليات الجماعات التكفيرية بالاستعداد لمواجهة هذا الخطر.
وقد قامت القوات الجوية الفرنسية قبل فترة وجيزة بتسيير اولى الطلعات الجوية الاستطلاعية فوق مدينة سرت الليبية والتي تعتبر معقلا لداعش الذي ينوي الانتشار في باقي مناطق ليبيا.
وتعتقد الدول الغربية ان داعش في ليبيا استطاع مد جسور العلاقات والروابط مع باقي الجماعات الارهابية في ليبيا مثل بوكو حرام والشباب في الصومال وان داعش يريد الان ايجاد شبكة ارهابية واسعة في افريقيا، ولم يستطع داعش حتى الان السيطرة على اي حقل نفطي في ليبيا لكنه هاجم بعض حقول ومنشآت النفط في راس لانوف على سبيل المثال، ويعتقد الخبراء ان داعش يريد تدمير الشرايين الاقتصادية لليبيا لتجفيف منابع الحياة السياسية في هذا البلد ومن ثم السيطرة على كافة مناطق ليبيا.
وبعد هجوم ارهابيي داعش على راس لانوف تم نشر ألف جندي من القوات الخاصة البريطانية المحمولة جوا في جنوب مدينة طبرق قرب الحدود الليبية المصرية تمهيدا لنشر قوات امريكية وفرنسية وايطالية كما هناك انباء عن رغبة روسية في المشاركة في هذه العمليات ايضا والجميع يعلم ان هذه الدول الخمس لها استثمارات كبيرة في قطاع النفط في ليبيا.
ان هذه الدول الخمس وبالاضافة الى مكافحة الجماعات الارهابية التكفيرية تريد ان تدعم حكومة الوحدة الوطنية التي تؤيدها الامم المتحدة والمجتمع الدولي لكن هناك أثر سلبي ايضا للتدخل العسكري لهذه الدول في ليبيا فهذا التدخل يمكن ان يؤدي الى الفوضى السياسة والاجتماعية والاقتصادية في هذا البلد وتقسيمه في النهاية.
وهناك من الخبراء من يعتقد ان بامكان الدول الغربية ان تتبع سبلا اخرى بدلا عن التدخل المباشر وتبادر مثلا الى الضغط على حماة الارهابيين لقطع الامدادات المالية والعسكرية عنهم ليعود الاستقرار والهدوء الى ليبيا في اسرع وقت ممكن.