"جنود الشيطان" أبناء الشيطان الأكبر
الوقت- إنّ الحرب بین أمریکا وایران بدأت مع انتصار الثورة الاسلامیة فی ایران وما زالت مستمرة ولو لم نشهد حرباً "خشنةً" بین الدولتین بل ان أمریکا منذ انتصار الثورة اتخذت ایران عدواً لها وأعلنت الحرب علیها بمختلف أسالیب الحرب الخشنة والناعمة من حصارٍ اقتصاديٍ وسیاسيٍ الی التحریض الاعلامي والسیاسي الی الاغتیالات والتجسس...مستعینهً تارةً بعملائها فی المنطقة وتارةً أخری بربيبتها اسرائیل.
ولم یعد خافیاً علی احد الحقد الکبیر الذی تختزنه الادارة الامریکیة تجاه ایران و المخططات التی عملت وتعمل علی تنفیذها لضرب البنیة الاساسیة للنظام والمجتمع الایراني مهما کان الثمن خاصة ان ایران اصبحت تشکل خط الدفاع الأول فی مواجهة الاستکبار العالمي وعلی رأسه امریکا التی لم تکن ترضی أن تصعد دولة فی هذه المنطقة دون السیطرة علیها فكیف اذا کانت دولة اسلامیة بوصلتها تحرير فلسطین و تتخذ محاربة الاستکبار العالمي ونصرة المستضعفین في العالم کله شعاراً لها.
وهذه المواجهة کانت تأخذ اشکالاً مختلفة غالباً ما کانت تجري خلف الستار حیث الحلبة مفتوحة والحرب الاستخباراتیة والامنیة والالکترونیة هي ساحة القتال.
ففي محاولة استفزاریة لجس نبض ایران و في وقت یمر به الصراع الدولي في ظروف حساسة وفي خضم حروب ومفاوضات وتسویات تشهدها المنطقة والعالم و في سیاق التطورات التي تظهر یوماً بعد یوم مدی الاحتضان والدعم الامریکي للإرهاب في العالم، أفاد تحقيق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن وكالة الاستخبارات المركزية، كانت على اطلاع وعلم مسبق بعملية تفجير حصلت عام 2007 واستهدفت حافلة كانت تنقل إحدى عشر عنصراً من الحرس الثوري أسفرت عن مصرعهم. وقد اشارت المعلومات عن وثیقه عُثر عليها في أحد ملفات الوكالة، تحذر من حدث كبير على وشك الوقوع في ايران، على أيدي مجموعة "جند الله" في الداخل الإيراني.
وأضاف التحقيق أن ضابط استخبارات في هيئة مراقبة الموانىء لمدينة نيويورك ونيوجيرسي يدعى توماس ماكهيل وهو عضو قسم مكافحة الارهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي، انه هو مصدر الملف المذكور حیث کان قد تعرّف على مخبر "بالوشي" يتلقى راتباً شهرياً من مكتب التحقيقات منذ عام 1996 ويقطن في منطقة نيويورك.
وأوضحت الصحيفة أن ماكهيل أُرسل الى أفغانستان وباكستان بغية تنظيم مخبرين داخل قيادة جند الله والذين تم اخضاعهم تحت إشراف مشترك لمكتب التحقيقات ووكالة الاستخبارات المركزية، ولاحقاً استبدل مكتب التحقيقات بوزارة الدفاع الاميركية.
فقبل حوالي خمس سنوات غادرت طائرة مطار دبي متجهةً نحو العاصمة الکازاخستانیة حیث اعترضتها طائرتان حربیتان تابعتان لجیش الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و أجبرتاها على الهبوط في مطار بندرعباس في جنوب إیران، لتتم بنجاح كبير واحدة من أدق العملیات الإستخباراتیة الإیرانیة في محاربة الإرهاب و التي جاءت نتیجة جهدٍ استخباراتي وامني حثیث استمر خمسة اشهر اسفر عن اعتقال "عبدالملك ریغی" زعیم مجموعة "جند الله" و التي تعرف في إیران باسم "جند الشیطان".
وتجدر الاشارة أن مجموعة "جند الله" تم إدراجها على قائمة المنظمات الارهابية من قبل الولايات المتحدة ولکن التنسیق والدعم والتوجیه کان یصدر من الضباط العاملین في الوکالات الامریکیة التي تدعي محاربة الإرهاب، واستمرت العلاقة قائمة حتى في ظل النفي الذی کان یصدر من قبل الرسميين الاميركيين لأي علاقة مع المجموعات الارهابية.
ففي ظل المعلومات التي تظهر یوماً بعد یوم عن علاقة أمریکا بصناعة ودعم المجموعات الارهابیة من المفید التذکیر بتاریخ جماعة "جند الشیطان":
فمن هي جماعة "جند الشیطان" ومن هو عبدالملك ریغي؟
عبد الملك ریغي هو الارهابي المعروف زعیم جماعة "جند الله" الإرهابیة التي تم تأسيسها عام 2003 للقتال ضد الحكومة الإيرانية، حیث قدم نفسه على أنه المدافع عن البلوش و أهل السنة في محافظة سیستان و بلوشستان في منطقة جنوب شرق إیران لکن کبار علماء اهل السنة أمثال مولوي عبد الحمید إمام جمعة مدینة زاهدان مرکز محافظة سیستان و بلوشستان کانوا یدینون تحرکاته واعماله الارهابیة الوحشیة من أعمال خطف وتفخیخ المساجد و القتل و قطع رؤوس الأبریاء. لقد أثار هو و بقیة أنصاره الرعب و الخوف لسنوات بین أهالي محافظة سیستان و بلوشستان. وعلى الرغم من أن باکستان تعتبر هذا التنظیم مجموعة إرهابیة إلا أن قاعدته لم تکن في إیران بل کانت على الأراضي الباکستانیة. وفي النهایة حکم علیه فی یونیو 2010 بالإعدام تنفيذاً لحكم أصدرته محكمة الثورة الإسلامية بعد اتهامه بتأليف مجموعة إرهابية معادية للثورة وتنفيذ هجمات والتعامل مع الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية تحت غطاء حلف شمال الأطلسي.
وکان وزير الاستخبارات آنذاك مصلحي ذكر ان الولايات المتحدة منحت ريغي جواز سفرٍ افغانيا موضحاً ان زعيم جند الله التقى مسؤولين عسكريين في الحلف الاطلسي في ابريل 2008 وسافر الى عدة دول اوروبية و كانت السلطات الايرانية قد حملت مجموعة جندالله المسلحة مسؤولية عدة اعتداءات وعمليات مسلحة خلال السنوات الاخيرة في تلك المنطقة التي تعيش فيها اغلبية من السنة.
ولم یکتف حينها الرئیس الإیرانی السابق محمود أحمدی نجاد بعد اعتقال ریغي بالإعلان عن أن العملیة الدقیقة التي قامت بها إیران قد أزاحت القناع عن والجه القبيح للدول التي تدّعي محاربتها للإرهاب، بل أعلن في لقاء مع محطة الجزیرة أن إیران قد أرسلت إلى الرئیس الأمریکي أوباما و الأمین العام لمنظمة الأمم المتحدة بان کي مون شريطاً یحتوي على اعترافات ريغي التي یشیر فیها إلى علاقاته بأمریکا.
القاعدة تقول أن الاسرار والتقارير لا بد أن تظهر في آوانها وحين ينقضي مفعولها، وما يحدث خلف الستار اكبر وما خفي أعظم ولكن المتيقن أنه ليس سراً أن عمليات التجسس تتخذ من مراكز الأبحاث الأكاديمية والثقافية والمؤسسات الغير حكومية ستاراً لها، ذلك أن عمليات البحث العلمي والتعاون الثقافي وما الى ذلك من مصطلحات وبرامج ليست في الحقيقة سوى أقنعةً وعناوين خادعة والهدف الحقيقي من ورائها هو التجسس واختراق المجتمعات والأنظمة وجمع المعلومات والتحليل السياسي والاجتماعي للشعوب سواء كان من خلال واجهة مشرقة بريئة المظهر تتمثل في التعاون المتبادل للقضاء على الإرهاب أو غيرها من المبادئ السامية التي تنادي بها أمريكا والتي ستبقى تتصدر لائحة صانعي الإرهاب برتبة أم الإرهاب العالمي.
الوقت- إنّ الحرب بین أمریکا وایران بدأت مع انتصار الثورة الاسلامیة فی ایران وما زالت مستمرة ولو لم نشهد حرباً "خشنةً" بین الدولتین بل ان أمریکا منذ انتصار الثورة اتخذت ایران عدواً لها وأعلنت الحرب علیها بمختلف أسالیب الحرب الخشنة والناعمة من حصارٍ اقتصاديٍ وسیاسيٍ الی التحریض الاعلامي والسیاسي الی الاغتیالات والتجسس...مستعینهً تارةً بعملائها فی المنطقة وتارةً أخری بربيبتها اسرائیل.
ولم یعد خافیاً علی احد الحقد الکبیر الذی تختزنه الادارة الامریکیة تجاه ایران و المخططات التی عملت وتعمل علی تنفیذها لضرب البنیة الاساسیة للنظام والمجتمع الایراني مهما کان الثمن خاصة ان ایران اصبحت تشکل خط الدفاع الأول فی مواجهة الاستکبار العالمي وعلی رأسه امریکا التی لم تکن ترضی أن تصعد دولة فی هذه المنطقة دون السیطرة علیها فكیف اذا کانت دولة اسلامیة بوصلتها تحرير فلسطین و تتخذ محاربة الاستکبار العالمي ونصرة المستضعفین في العالم کله شعاراً لها.
وهذه المواجهة کانت تأخذ اشکالاً مختلفة غالباً ما کانت تجري خلف الستار حیث الحلبة مفتوحة والحرب الاستخباراتیة والامنیة والالکترونیة هي ساحة القتال.
ففي محاولة استفزاریة لجس نبض ایران و في وقت یمر به الصراع الدولي في ظروف حساسة وفي خضم حروب ومفاوضات وتسویات تشهدها المنطقة والعالم و في سیاق التطورات التي تظهر یوماً بعد یوم مدی الاحتضان والدعم الامریکي للإرهاب في العالم، أفاد تحقيق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن وكالة الاستخبارات المركزية، كانت على اطلاع وعلم مسبق بعملية تفجير حصلت عام 2007 واستهدفت حافلة كانت تنقل إحدى عشر عنصراً من الحرس الثوري أسفرت عن مصرعهم. وقد اشارت المعلومات عن وثیقه عُثر عليها في أحد ملفات الوكالة، تحذر من حدث كبير على وشك الوقوع في ايران، على أيدي مجموعة "جند الله" في الداخل الإيراني.
وأضاف التحقيق أن ضابط استخبارات في هيئة مراقبة الموانىء لمدينة نيويورك ونيوجيرسي يدعى توماس ماكهيل وهو عضو قسم مكافحة الارهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي، انه هو مصدر الملف المذكور حیث کان قد تعرّف على مخبر "بالوشي" يتلقى راتباً شهرياً من مكتب التحقيقات منذ عام 1996 ويقطن في منطقة نيويورك.
وأوضحت الصحيفة أن ماكهيل أُرسل الى أفغانستان وباكستان بغية تنظيم مخبرين داخل قيادة جند الله والذين تم اخضاعهم تحت إشراف مشترك لمكتب التحقيقات ووكالة الاستخبارات المركزية، ولاحقاً استبدل مكتب التحقيقات بوزارة الدفاع الاميركية.
فقبل حوالي خمس سنوات غادرت طائرة مطار دبي متجهةً نحو العاصمة الکازاخستانیة حیث اعترضتها طائرتان حربیتان تابعتان لجیش الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و أجبرتاها على الهبوط في مطار بندرعباس في جنوب إیران، لتتم بنجاح كبير واحدة من أدق العملیات الإستخباراتیة الإیرانیة في محاربة الإرهاب و التي جاءت نتیجة جهدٍ استخباراتي وامني حثیث استمر خمسة اشهر اسفر عن اعتقال "عبدالملك ریغی" زعیم مجموعة "جند الله" و التي تعرف في إیران باسم "جند الشیطان".
وتجدر الاشارة أن مجموعة "جند الله" تم إدراجها على قائمة المنظمات الارهابية من قبل الولايات المتحدة ولکن التنسیق والدعم والتوجیه کان یصدر من الضباط العاملین في الوکالات الامریکیة التي تدعي محاربة الإرهاب، واستمرت العلاقة قائمة حتى في ظل النفي الذی کان یصدر من قبل الرسميين الاميركيين لأي علاقة مع المجموعات الارهابية.
ففي ظل المعلومات التي تظهر یوماً بعد یوم عن علاقة أمریکا بصناعة ودعم المجموعات الارهابیة من المفید التذکیر بتاریخ جماعة "جند الشیطان":
فمن هي جماعة "جند الشیطان" ومن هو عبدالملك ریغي؟
عبد الملك ریغي هو الارهابي المعروف زعیم جماعة "جند الله" الإرهابیة التي تم تأسيسها عام 2003 للقتال ضد الحكومة الإيرانية، حیث قدم نفسه على أنه المدافع عن البلوش و أهل السنة في محافظة سیستان و بلوشستان في منطقة جنوب شرق إیران لکن کبار علماء اهل السنة أمثال مولوي عبد الحمید إمام جمعة مدینة زاهدان مرکز محافظة سیستان و بلوشستان کانوا یدینون تحرکاته واعماله الارهابیة الوحشیة من أعمال خطف وتفخیخ المساجد و القتل و قطع رؤوس الأبریاء. لقد أثار هو و بقیة أنصاره الرعب و الخوف لسنوات بین أهالي محافظة سیستان و بلوشستان. وعلى الرغم من أن باکستان تعتبر هذا التنظیم مجموعة إرهابیة إلا أن قاعدته لم تکن في إیران بل کانت على الأراضي الباکستانیة. وفي النهایة حکم علیه فی یونیو 2010 بالإعدام تنفيذاً لحكم أصدرته محكمة الثورة الإسلامية بعد اتهامه بتأليف مجموعة إرهابية معادية للثورة وتنفيذ هجمات والتعامل مع الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية تحت غطاء حلف شمال الأطلسي.
وکان وزير الاستخبارات آنذاك مصلحي ذكر ان الولايات المتحدة منحت ريغي جواز سفرٍ افغانيا موضحاً ان زعيم جند الله التقى مسؤولين عسكريين في الحلف الاطلسي في ابريل 2008 وسافر الى عدة دول اوروبية و كانت السلطات الايرانية قد حملت مجموعة جندالله المسلحة مسؤولية عدة اعتداءات وعمليات مسلحة خلال السنوات الاخيرة في تلك المنطقة التي تعيش فيها اغلبية من السنة.
ولم یکتف حينها الرئیس الإیرانی السابق محمود أحمدی نجاد بعد اعتقال ریغي بالإعلان عن أن العملیة الدقیقة التي قامت بها إیران قد أزاحت القناع عن والجه القبيح للدول التي تدّعي محاربتها للإرهاب، بل أعلن في لقاء مع محطة الجزیرة أن إیران قد أرسلت إلى الرئیس الأمریکي أوباما و الأمین العام لمنظمة الأمم المتحدة بان کي مون شريطاً یحتوي على اعترافات ريغي التي یشیر فیها إلى علاقاته بأمریکا.
القاعدة تقول أن الاسرار والتقارير لا بد أن تظهر في آوانها وحين ينقضي مفعولها، وما يحدث خلف الستار اكبر وما خفي أعظم ولكن المتيقن أنه ليس سراً أن عمليات التجسس تتخذ من مراكز الأبحاث الأكاديمية والثقافية والمؤسسات الغير حكومية ستاراً لها، ذلك أن عمليات البحث العلمي والتعاون الثقافي وما الى ذلك من مصطلحات وبرامج ليست في الحقيقة سوى أقنعةً وعناوين خادعة والهدف الحقيقي من ورائها هو التجسس واختراق المجتمعات والأنظمة وجمع المعلومات والتحليل السياسي والاجتماعي للشعوب سواء كان من خلال واجهة مشرقة بريئة المظهر تتمثل في التعاون المتبادل للقضاء على الإرهاب أو غيرها من المبادئ السامية التي تنادي بها أمريكا والتي ستبقى تتصدر لائحة صانعي الإرهاب برتبة أم الإرهاب العالمي.